24 قتيلا وجريحا في اشتباكات بمقديشو.. والرئيس الصومالي يناشد المجتمع الدولي الدعم

منظمات الأمم المتحدة تسحب موظفيها الأجانب من مناطق الجنوب بسبب تدهور الأوضاع الأمنية

TT

نقلت وكالات الغوث الدولية وبعضها تابع للأمم المتحدة موظفيها الأجانب من جنوب الصومال لدواع أمنية، في وقت تتواصل فيه الاشتباكات العنيفة بين قوات الحكومة والمقاتلين الإسلاميين المعارضين في العاصمة مقديشو، حيث قتل 24 شخصا. وناشد الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد من جديد المجتمع الدولي بذل المزيد من الجهد لدعم حكومته لمواجهة المتمردين الذين يريدون الإطاحة بحكومته.

وغادر نحو 12 موظفا من عمال الإغاثة الأجانب من مدينة «بؤالي» عاصمة إقليم جوبا السفلي الذي تسيطر عليه حركة الشباب المجاهدين متوجهين إلى نيروبي. وقال برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة إنه تم نقل ستة من موظفيه الأجانب من مدينة بؤالي بعد تدهور الوضع الأمني هناك، حيث يدور قتال بين ميليشيات فصيلين إسلاميين (حركة الشباب المجاهدين، والحزب الإسلامي) في منطقة جوبا جنوب الصومال. وقال بيتر سميردون المتحدث الإقليمي باسم برنامج الغذاء العالمي «تم إجلاء ستة موظفين دوليين كانوا يعملون لصالح برنامج الغذاء من بؤالي لدواع أمنية». ولم يكشف سميردون عن طبيعة التهديدات التي تعرض لها عمال وكالات الغوث؛ لكنه أشار أن القتال الدائر بين الجماعات المتصارعة بجنوب الصومال ينتشر بسرعة في المنطقة، وأن ذلك يؤثر على عمل المنظمات الإنسانية وسلامة موظفيها الأجانب. وكان فصيلا حركة الشباب والحزب الإسلامي يتنازعان في الأشهر الأخيرة من أجل السيطرة على مدينة كيسمايو. ميدانيا تتواصل الاشتباكات العنيفة بين قوات الحكومة الصومالية والمقاتلين الإسلاميين المعارضين في العاصمة مقديشو، وشهدت الأحياء بشمال شرقي العاصمة مواجهات دامية بين الطرفين، وتجدد القتال من جديد فجر أمس (الثلاثاء) بين الجانبين واستمر حتى وقت متأخر من المساء، وأسفر القتال عن سقوط 7 أشخاص، وجرح نحو 17 آخرين كلهم من المدنيين، وكانت أكثر المناطق تضررا لهذه الاشتباكات الأخيرة أحياء شبس، عبد العزيز، كاران، التي تقع في الشمال الشرقي. وكان الطرفان يتبادلان مختلف الأسلحة الخفيفة والثقيلة، كما تعرضت بعض المناطق لقصف صاروخي مكثف. وإلي جانب القتال بشمال شرقي العاصمة تعرضت مقرات قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي خلال ليلة أمس وفجرها لعدة هجمات متفرقة بعد ما شن المسلحون الإسلاميون هجمات متتالية على مقرات القوات البوروندية ضمن قوات الاتحاد الأفريقي. في هذه الأثناء ناشد الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد من جديد المجتمع الدولي بذل المزيد من الجهد لدعم حكومته التي تحارب ضد جماعات متمردة تسعى للإطاحة بها، وقال شريف في تصريح أدلى به «على المجتمع الدولي أن يقدم المزيد من الدعم للحكومة»، وتساءل الرئيس «كيف يمكن لنا إعداد أو تنفيذ برامج الإصلاح إذا كنا لا نملك المال اللازم لتنفيذ تلك الإصلاحات، على المجتمع الدولي أن يفعل الكثير من أجل إعادة بناء الصومال وبنيتها التحتية وقواتها الأمنية، نحن لا نزال في مرحلة من الوعود، ولم يتحقق شيء من تلك الوعود حتى الآن، على المنظمات والدول المانحة الالتزام بوعودها للصومال». وذكر الرئيس أن حكومته أفشلت خطة وضعتها الجماعات المعارضة للتغلب على حكومته وإطاحتها من العرش، وقال «على الرغم من الهجمات المتواصلة لعدة أشهر متتالية، فالحقيقة هي أن الحكومة لا تزال في مكانها، وهذا بمثابة نجاح كبير حققته الحكومة نظرا للظروف التي تمر بها». وقال أيضا «الناس قد شاهدوا الوجه الحقيقي للجماعات المعارضة، إنها تمارس قتل الناس وترويع السكان».