القذافي يدخل على خط الوساطة بين مصر والجزائر لإنهاء تداعيات أزمة مباراة السودان

الحكومة المصرية: استمرار الاتصالات مع الجزائر لضمان أمن وسلامة المصريين

TT

كشفت مصادر ليبية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» النقاب عن أن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، يستعد على ما يبدو للقيام بدور وساطة لاحتواء الأزمة الراهنة بين مصر والجزائر عقب مباراة كرة القدم المثيرة للجدل التي أقيمت بينهما في السودان الأسبوع الماضي.

وأوضحت المصادر التي طلبت عدم تعريفها «أن القذافي على وشك القيام بتحركات عاجلة في هذا الصدد، مشيرة إلى أنه بصدد إرسال مبعوثين إلى كل من القاهرة والجزائر وإجراء اتصالات على أعلى مستوى بين قيادة البلدين تمهيدا لعقد قمة مصالحة بينهما لحل الخلافات العارضة بين الطرفين.

وقالت وكالة الأنباء الليبية الرسمية أمس في نبأ مقتضب وعاجل لها إن القذافي سيعمل على رأب الصدع الذي تعرضت له العلاقة بين البلدين الشقيقين مصر والجزائر الناجمة عن تداعيات هذه المباراة.

ويأتي تحرك العقيد القذافي بإيعاز من عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية الذي أجرى أول من أمس اتصالا هاتفيا مع القذافي، ناشده فيه التدخل لرأب الصدع الذي تمر به العلاقات العربية ـ العربية في هذه الفترة.

وقال السفير هشام يوسف الأمين العام المساعد لموسى لـ«الشرق الأوسط» إن الأمين العام للجامعة العربية يسعى للقيام بجهود مكثفة لوأد ما سماه بالفتنة بين مصر والجزائر.

وأشارت الوكالة الليبية إلى أن مناشدة موسى للقذافي تأتي انطلاقا من رئاسته للاتحاد الأفريقي ولما وصفته بالمكانة الرفيعة المتميزة التي يحظى بها الزعيم الليبي لدى أطراف كل شأن عربي.

ورفضت أوساط مصرية وجزائرية رسمية تحدثت إليها «الشرق الأوسط» التكهن بفرص نجاح الوساطة الليبية، بينما أعلنت مصر مؤخرا بشكل غير رسمي رفضها أي وساطات عربية لاحتواء التوتر في علاقاتها مع الجزائر.

ويحتفظ القذافي بعلاقات شخصية وطيدة للغاية مع الرئيسين المصري والجزائري، علما بأنه كان قد رافق بوتفليقة في زيارة خاطفة إلى القاهرة في يونيو (حزيران) الماضي لتقديم واجب العزاء إلى الرئيس مبارك وأسرته في وفاة محمد حفيد مبارك ونجل ابنه الأكبر علاء مبارك.

وقالت مصادر عربية وليبية لـ«الشرق الأوسط» إن التحرك الليبي يستهدف إيجاد مخرج من الأزمة المصرية ـ الجزائرية الراهنة وحتى لا تؤثر على فرص مشاركة الرئيسين المصري حسني مبارك والجزائري عبد العزيز بوتفليقة في القمة العربية التي ستعقد في ليبيا للمرة الأولى في مارس (آذار) المقبل.

من جهته، أعلن الدكتور مفيد شهاب وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية في الحكومة المصرية أن بلاده ستقدم اليوم مذكرة تفصيلية إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» تتضمن جميع الوقائع المتعلقة بأحداث الشغب التي قام بها الجزائريون ضد الجماهير المصرية في السودان عقب مباراة المنتخب القومي لكرة القدم مع الفريق الجزائري، مشيرا إلى أن مصر اتخذت قرارات ومواقف سريعة في مقدمتها قطع العلاقات الرياضية مع الجزائر.

وقال شهاب أمام اللجنة المشتركة من لجان الشباب والشؤون العربية والدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب في اجتماعها مساء أول من أمس إنه تمت الاستجابة لأي مصري يريد العودة من الجزائر مع تأمين المصريين وممتلكاتهم هناك، موضحا أنه يتم إعداد ملف حاليا للحصول على التعويضات المناسبة لكل ما حدث من أضرار قام بها الجزائريون ضد الممتلكات والشركات المصرية في الجزائر.

من جهة اخرى تقرر أن يقوم اثنان من المسؤولين المصريين رفيعي المستوى هما الوزير عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات المصرية ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط، بزيارة إلى السودان اليوم «الأربعاء». وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير حسام زكي «إن الوفد المصري إلى السودان سينقل شكر وتقدير مصر قيادة وشعبا لما تَحَمَّلَهُ السودان من مشاق لتنظيم مباراة الأربعاء الماضي، وما بذلته السلطات هناك من جهد كبير».

وحكوميا عقد الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء اجتماعا وزاريا أمس، بحث خلاله تنسيق الجهود لمتابعة تداعيات أحداث مباراة مصر والجزائر.

حضر الاجتماع وزراء الشؤون القانونية والبرلمانية مفيد شهاب، والبترول سامح فهمي والطيران أحمد شفيق، والخارجية أحمد أبو الغيط، والإعلام أنس الفقي، والاتصالات طارق كامل، والإسكان أحمد المغربي، والصحة حاتم الجبلي، والوزير عمر سليمان، ورئيس المجلس القومي للرياضة حسن صقر.

وصرح الدكتور مجدي راضى المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء، بأن الاجتماع أكد استمرار وزارة الخارجية في الاتصالات مع الجانب الجزائري لضمان أمن وسلامة المصريين المقيمين في الجزائر، وكذلك ضمان الحفاظ على الممتلكات والمصالح المصرية.

كما أكد الاجتماع على ضرورة التنسيق بين الوزارات المعنية (الخارجية والبترول والاستثمار والاتصالات والإسكان) لحصر الخسائر المادية التي منيت بها الشركات، وذلك تمهيدا للمطالبة بالتعويض المناسب لها.