فتح تدعو حماس للمصالحة لمواجهة حكومة اليمين في إسرائيل

اقتراحات بأن توقع على الورقة المصرية على أن تؤخذ ملاحظاتها عند التطبيق

TT

ناشدت حركة فتح، حركة حماس التوقيع على ورقة المصالحة الفلسطينية، من أجل توحيد الجبهة الفلسطينية لمواجهة سياسة حكومة اليمين في إسرائيل. جاء ذلك على لسان محمد المدني، عضو اللجنة المركزية للحركة، الذي اعتبر أن توقيع حماس سيمكن الفلسطينيين عبر الوحدة من مجابهة التحديات المفروضة عليهم.

وقال المدني: «نطالبهم بالتوقيع حتى نستطيع مواجهة التحديات التي نتعرض لها من أجل القبول بحلول لا تلبي الحد الأدنى فلسطينيا، التي تحاول حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرفة فرضها من خلال الدولة ذات الحدود المؤقتة، والاعتراف بيهودية الدولة، مع استمرار نهب الأراضي للتوسع الاستيطاني، وتهويد القدس، وصولا لتصفية الوجود الفلسطيني في عاصمتنا الأبدية».

وتأمل فتح أن توقع حماس على الورقة المصرية، قبل 15 من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، حيث يجتمع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، لحسم مسائل تتعلق بمصير الرئيس والمجلس التشريعي، قبل انتهاء ولايتهما في 24 يناير (كانون الثاني) القادم.

وبتوقيع حماس على الورقة، تمدد تلقائيا ولاية المجلس التشريعي وكذلك الرئيس حتى موعد مؤجل متفق عليه، تجرى فيه الانتخابات، أما عدم توقيع حماس فيعني أن المجلس المركزي سيتخذ قرارات، من نوع التمديد للرئيس أو إعلانه قائما بأعمال الرئيس، وسحب صلاحيات المجلس التشريعي وتحويلها للمركزي نفسه. وتقول حماس، إن لديها تحفظات على بنود تم تعديلها من دون علمها، وتطالب الحركة بتغييرها، لكن القاهرة أصرت على أن لا تجري أي تعديل، وأيدتها في ذلك، فتح التي قالت إن أي تعديل على الورقة يعني أنها بحكم اللاغي. وثمة اقتراح حسب مصادر مطلعة، بأن توقع حماس على الورقة كما هي على أن تؤخذ ملاحظاتها بالحسبان عند التطبيق على الأرض. ووجهت مصر دعوة إلى لجنة المصالحة الوطنية، للحضور إلى القاهرة لمناقشة الملاحظات التي أبدتها حماس، وقال إياد السراج ‏‏أمين سر لجنة الوفاق والمصالحة، إن الوفد سيتوجه قريبا إلى القاهرة، تلبية لدعوة مصرية. وأعربت اللجنة عن ترحيبها بالموقف المصري، بالموافقة على دعوة حركة حماس للقاء في القاهرة لمناقشة الملاحظات التي أعدتها قيادة الحركة، ومن ثم التوقيع على ورقة المصالحة.

ومن المنتظر أن تبدأ الوفود بزيارة القاهرة بعد إجازة عيد الأضحى، وقالت فتح، إن مصر أبلغتها أنها ستستأنف جهودها فعلا بعد العيد. وتستعد فتح منذ الآن لخوض الانتخابات، ولهذا الغرض يطوف المدني، وهو مسؤول لجنة الانتخابات في الحركة، مدن الضفة، ويلتقي بنشطاء وقواعد الحركة.

ودعا المدني، في الخليل، جنوب الضفة الغربية، لتشكيل جبهة انتخابية عريضة ضمن تحالف وطني يمثل كافة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية والشخصيات الوطنية، ليقود المرحلة القادمة. وتهدف هذه الدعوة بالأساس إلى مواجهة قوة حماس في الانتخابات. وقال المدني إن الطريق الأقصر لإنهاء الانقسام وإعادة اللحمة إلى شطري الوطن يتم بإجراء الانتخابات العامة في موعدها.

في الوقت نفسه، شن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ياسر عبد ربه، هجوما عنيفا على حماس، وقال إنها «مستعدة للتحالف مع الشيطان لتحقيق هدفها الرئيسي، وهو إضعاف السلطة الوطنية وتقويض الشرعية الفلسطينية». وأضاف «هذا هو هدفهم الرئيسي الذي أصبح هو الهم اليومي، الذي تعمل من أجل تحقيقه حماس»، متهما إياها، «بوقف المقاومة وعدم الرغبة بالمصالحة ورفض الدخول في العملية السياسية، من أجل هذا الهدف».

وقال عبد ربه في حديث إذاعي، «هم لا يملكون شيئا سوى الهجوم على السلطة الوطنية والسعي إلى تخريب الشرعية الوطنية، باعتبار ذلك قضيتهم المركزية»، موضحا أن موقف حماس من المصالحة والمفاوضات والسلطة ستكون مطروحة على جدول أعمال المجلس المركزي للمنظمة، متحديا «سنحافظ على الشرعية وسنحميها من محاولات القرصنة».