أوباما يستقبل رئيس وزراء الهند بحفاوة.. ويسعى لتبديد مخاوفه التحالفية

واشنطن ونيودلهي توقعان مذكرتين للتفاهم بشأن المناخ والطاقة

أوباما لدى استقباله سينغ، فيما بدت زوجتاهما على بعد أمتار يسارا، في البيت الأبيض، أمس (إ.ب.أ)
TT

تشدد الإدارة الأميركية على أهمية زيارة الدولة التي بدأها رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ إلى واشنطن أمس، في محاولة لتبديد المخاوف الهندية من تراجع أهمية العلاقات مع نيودلهي على حساب الصين. وكان من المرتقب أن يوقع الرئيس الأميركي بارك أوباما وضيفه، الليلة الماضيين، مذكرتين للتعاون في مجالي المناخ والطاقة.

وبينما التقى الرئيس أوباما مرات عدة بالرئيس الصيني هو جينتاو وزار الصين الأسبوع الماضي لتنشيط الاتفاقية الاستراتيجية مع بكين، تعتبر الهند أن إدارة أوباما لا تولي أهمية كافية للهند بعد أن جعلها سلفه جورج بوش من أولويات سياساته الخارجية.

واعتبر أوباما أن زيارة سينغ «لحظة محورية في التاريخ، وتشير إلى الفرصة أمامنا لبناء العلاقات بين بلدينا» التي تشكلت خلال القرن الماضي، وصارت «إحدى الشراكات الأساسية للقرن الـ21». وقال الرئيس الأميركي بعد عزف النشيد الوطني للبلدين في حفل استقبال سينغ إن «هذه الزيارة تعكس الاحترام الكبير الذي أكنه والشعب الأميركي لقيادتكم الحكيمة». وهي زيارة الدولة الأولى التي تنظم لمسؤول من الخارج منذ تولي أوباما الرئاسة وتجري خلالها كل المراسم، وبينها عشاء رسمي نظم الليلة الماضية. وتابع أوباما أن هناك «قصة مشتركة» للشعبين الأميركي والهندي وهي «قصة شعبين فخورين ناضلا للتحرر من إمبراطورية». واعتبر أوباما أن سعي واشنطن لبناء مستقبل آمن وزاهر «لكل الدول لا يمكن أن يكتمل من دون الهند».

وأشار أوباما إلى التعاون الثنائي في المجالين الاقتصادي والنووي، فقال: «باعتبارهما قوتين اقتصاديتين كبيرتين، تستطيع الولايات المتحدة والهند تقوية الانتعاش الاقتصادي العالمي وتعزيز التجارة التي توفر الوظائف لشعبينا وتسعى إلى تحقيق نمو متوازن ومستدام». وتابع: «وبما أننا نملك القوة النووية، نستطيع أن نكون شركاء في شكل تام في الحيلولة دون انتشار أخطر الأسلحة القاتلة في العالم والحرص على عدم وصول المواد النووية إلى الإرهابيين، والسعي لتحقيق رؤيتنا المشتركة لعالم خال من الأسلحة النووية».

واعلن اوباما انه سيقوم بزيارة للهند في العام المقبل.

من جهته قال سينغ: «نسعى إلى توسيع وتعميق شراكتنا الاستراتيجية والعمل مع الولايات المتحدة لمواجهة تحديات عالم تتسارع فيه التغيرات في هذا القرن الحادي والعشرين». وأضاف سينغ: «يجب أن نتعاون في مواجهة التحديات العالمية مثل مكافحة الإرهاب وجعل بيئتنا أكثر نظافة والمضي نحو عالم خال من الأسلحة النووية».

كذلك دعا سينغ الولايات المتحدة إلى تشديد الضغوط على باكستان لمكافحة المتطرفين الدينيين، وذلك بعد سنة على اعتداءات مومباي التي أدت إلى مقتل 166 شخصا. وقال سينغ للصحافيين في واشنطن إن بلاده امتنعت عن شن عملية عسكرية على باكستان التي تتهم الهند أجهزتها الاستخباراتية بتشجيع جماعة عسكر طيبة الإسلامية على تنفيذ الهجمات التي ضربت العاصمة الاقتصادية بومباي. وقال رئيس الوزراء الهندي: «لقد قاومت الضغط، وأعتقد أن هذا القرار الذي اتخذته مع حكومتي كان صائبا»، وطالب المجتمع الدولي باسم هذه السياسة بممارسة الضغط على باكستان «لتمنع بكل الوسائل المجموعات الإرهابية من التخريب».

وتتركز مخاوف الهند أيضا في تزايد العلاقة بين الولايات المتحدة وباكستان. ونقلت وكالة «رويترز» عن «مسؤول أميركي كبير» قوله إن «أي فكرة في الهند حول ميلنا نحو اتجاه أو آخر هو تصور خاطئ».

واجتمع أوباما بسينغ على مدار ساعتين صباح أمس قبل أن يقيم أوباما وزوجته ميشيل حفل عشاء رسميا على شرف سينغ وزوجته في البيت الأبيض. وناقش القائدان الأزمة الاقتصادية وإمكانية تحفيز الاقتصاد العالمي، بالإضافة إلى قضايا أمنية تصدرتها مكافحة الإرهاب ومنع انتشار الأسلحة النووية. وكان من المرتقب أن يوقع القائدان اتفاقية تعاون في ما يخص مكافحة التغيير المناخي بالإضافة إلى التعاون على تطوير الطاقة البديلة والنظيفة.

وتأتي زيارة سينغ بعد 60 عاما من استقبال الرئيس الأميركي هاري ترومان لأول رئيس وزراء هندي جواهر لال نهرو بعد استقلال الهند، وهي مسألة يكررها المسؤولون الأميركيون خلال زيارة سينغ للتشديد على أهمية العلاقات مع الهند ردا على تكهنات حول تفضيل واشنطن للعلاقات مع بكين.