مشروع قطار المشاعر المقدسة يسابق الزمن لخدمة الحجاج

يربط في مرحلته الأولى بين منى وعرفات

TT

تشهد مكة المكرمة، التي تعج بنحو 2.5 مليون مسلم سيبدأون الحج اليوم، أعمالا مستمرة من أجل تنفيذ مشاريع لتوسعة الحرم والمسعى ومنطقة الجمرات لتجنب حصول تدافع للحجاج وتسهيل أداء المناسك.

وفيما انتهت أعمال التوسعة في المسعى بين الصفا والمروة وفي منطقة الجمرات، تستمر الأعمال للانتهاء من توسعة الحرم وإنشاء القطار بين المشاعر المقدسة قبل حلول موسم الحج العام المقبل.

وتواكب مشروعات التوسعة الضخمة الزيادة المستمرة في أعداد الحجاج، ويجري العمل على تنفيذ مشروع توسعة الساحات الشمالية للمسجد الحرام «بحيث تكون المساحة المضافة للحرم 300 ألف متر مربع، وهو ما سيضاعف الطاقة الاستيعابية للحرم»، وفقا لمصدر مسؤول.

إلا أن العمال انسحبوا في الأيام الأخيرة مع وصول مئات الآلاف من الحجاج إلى الأراضي المقدسة.

ويتوقع أن يؤدي مناسك الحج هذا العام أكثر من مليونين ونصف المليون حاج.

وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وافق قبل نحو عامين على تنفيذ مشروع توسعة الساحات الشمالية للحرم.

وقال عبد الغني، وهو فني يعمل في مشروع تطوير الحرم: «عملنا طوال الوقت على إنجاز التوسعة، والحمد لله انتهينا من الخطوة الرئيسية بإزالة البيوت والمباني في الجهة الشمالية والآن كل شيء جاهز لتركيب المظلات».

وعملت مئات الآليات والرافعات في سباق مع الزمن في الحفريات وتهيئة المنطقة الشمالية من الحرم لإنجاز المشروع قبل موسم الحج العام القادم، حيث من المفترض أن يتسع الحرم بعد اكتمال التوسعة لنحو مليون شخص وفقا لمرشد في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.

وبعد أن تم الانتهاء من إزالة ركام المنازل والبنايات القديمة التي تم هدمها في المرحلة الأولى باتت المنطقة مهيأة لاستكمال مشروع تطوير الحرم الأضخم منذ قرون.

وتم اكتمال تنفيذ مشروعات كثيرة في المناطق المقدسة هذا العام، وفي مقدمتها مشروع توسعة المسعى بين الصفا والمروة، وبات المسعى الذي طوله 450 مترا مؤلفا من أربعة حارات.

ويسعى الحجاج على هذه الطريق سبعة أشواط بعد الطواف حول الكعبة سبع مرات، في أول مشاعر الحج قبل التوجه للمبيت الأربعاء في منى استعدادا لإتمام أعظم أركان الحج وهو الوقوف في جبل عرفات، الخميس.

وأكد الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي ورئيس لجنة الحج العليا في مؤتمر صحافي مساء الأحد الماضي أن المملكة تجري تحسينات وتطوير في كل سنة «أفضل من السنة التي سبقتها».

من جهته قال حبيب بن مصطفى زين العابدين وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية إنه تم الانتهاء من مشروع «منشاة الجمرات». وأضاف زين العابدين وهو أمين عام حي التطوير في مكة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية أن هذه المنشأة هي عبارة عن جسور من خمسة طوابق، إضافة إلى نفقين، تساعد الحجاج على رمي الجمرات من دون وقوع حوادث أو ازدحامات.

وخصصت أربع مستويات للحجاج الذين تم توزيعهم وفقا للمناطق التي يفدون منها، بالإضافة إلى طابق لكبار الشخصيات.

ونفذ المشروع بواسطة شركات محلية سعودية بتكلفة 4.2 مليار ريال سعودي (1.12 مليار دولار). وتصل القدرة الاستيعابية لمنشأة الجمرات إلى مائة ألف حاج في الساعة.

كما يجري العمل في سباق مع الزمن لإتمام مشروع قطار المشاعر المقدسة الذي سيربط في مرحلته الأولى بين منى وعرفات.

وتوقع زين العابدين الانتهاء من هذه المرحلة الأولى من مشروع القطار الذي تنفذه شركة «القطارات الصينية الحكومية» قبل موسم الحج العام القادم.

تبلغ تكلفة مشروع قطار المشاعر المقدسة ككل 6.65 مليار ريال (1.77 مليار دولار)، على أن يصبح عاملا 100% بعد ثلاث سنوات.

وسينقل هذا القطار الحجاج بين عرفات ومزدلفة ومنى ومكة بمعدل 72 ألف حاج كل ساعة، وفي الاتجاهين.

وأشار زين العابدين إلى «المرحلة الثانية للقطار ستكون بين الحرم في مكة ومنى وعرفات».

وعملت الأمانة العامة لتطوير مكة والمشاعر المقدسة على تسوية مليون متر مربع وضمها لعرفات على أن تضاف مساحة مماثلة في العام القادم.

وقال زين العابدين «قمنا بمشروعات تطويرية بقيمة 35 مليار ريال (9.3 مليار دولار) خلال السنوات الـ14 الأخيرة».

ويستعد الحجاج، الذين جاء 1.600 مليون منهم من خارج المملكة، لبدء مناسك الحج الرئيسية بالتوجه إلى منى اليوم، حيث يبيتون وهم يرتدون لباس الإحرام الأبيض في خيام قبل التوجه للوقوف على جبل عرفات من شروق الشمس حتى غروبها، الخميس، ثم النفرة ليلا إلى مزدلفة.

وبعد رمي الجمرة الكبرى (العقبة) والاحتفال بالأضحى، الجمعة، يبدأ الحجاج شعائر رمي الجمرات الثلاث (الكبرى والوسطى والصغرى) في منى السبت، وتستمر يومين للمتعجل، وثلاثة أيام لغير المتعجل من الحجاج.

ويتولى أكثر من 100 ألف عنصر أمن توفير الأمن للحجاج إضافة إلى 15 ألف عضو في الفرق الطبية. وتم تثبيت 600 كاميرا للمراقبة في منطقة رمي الجمرات، فيما وضعت 1852 كاميرا للمراقبة داخل الحرم المكي وفي محيطه.