نجاة صحافي ينتقد الفساد من محاولة اغتيال بمسدس كاتم للصوت

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: قائمة بـ 400 إعلامي مستهدف قبل الانتخابات

وزير الداخلية العراقي جواد البولاني يعود الصحافي عماد العبادي في المستشفى أمس («الشرق الأوسط»)
TT

نجا الصحافي العراقي المعروف عماد العبادي، رئيس القسم السياسي في قناة «الديار» الفضائية العراقية، من محاولة اغتيال مساء أول من أمس، على يد مسلحين مجهولين في منطقة العرصات وسط بغداد.

وقالت مصادر أمنية لـ «الشرق الأوسط» إن العبادي تعرض لطلقات بمسدس كاتم للصوت، فيما حذرت مصادر أخرى من وجود قائمة بأسماء 400 صحافي عراقي سيتعرضون لخطر التصفية الجسدية أو لحملة تشويه قبيل الانتخابات العراقية المزمع إجراؤها في يناير (كانون الثاني) المقبل.

وأكدت المصادر الأمنية أن العبادي كان خارجا من عمله في منطقة العرصات ببغداد، ففوجئ بسيارة يخرج منها مسدس كاتم صوت لتوجيه عدة عيارات نارية له استقرت طلقتين في رأسه ولاذت بالفرار، واستمر العبادي في قيادة سيارته رغم أن إحدى الطلقتين خرقت رأسه من جهة اليمين لتستقر في شماله، وتمكن من السير مسافة أكثر من 5 كم ليتوقف عند قناة «الديار» في الصالحية.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن العبادي، ورغم إصابته، حاول الاتصال بأحد زملائه أربع مرات، لكنه لم يكن يقوى على الحديث معه. كما بينت معلومات أن وزير الداخلية أمر بتواجد 40 ضابط شرطة في مستشفى الكاظمية التي تعالج الصحافي لمنع وصول ذات الجهات التي استهدفته إليه.

وتحول مستشفى الكاظمية العام التي نقل إليها العبادي إلى مقر للإعلاميين والصحافيين ورجال سياسة من داخل وخارج الحكومة، بينهم وزير الداخلية جواد البولاني وأحمد الجلبي زعيم حزب المؤتمر الوطني ونواب عراقيون.

ولوحظ تواجد مكثف للقوات الأميركية التي جاءت بأطباء من قاعدة بلد الأميركية للمساهمة في علاج العبادي الذي أجريت له عملية أولية على أن ينقل إلى المستشفى الأميركي في بلد وهناك مساع لتسفيره خارج العراق.

قناة «الديار» الفضائية التي يعمل بها العبادي كرئيس للقسم السياسي ومعد ومقدم برنامج «أفكار بلا أسوار» لم تتهم جهة معينة وراء استهداف العبادي، لكن عمر الجراح مدير الإنتاج والعلاقات في القناة، أكد أن العبادي كان شجاعا في انتقاداته وكان يسمي الأشياء بأسمائها، ويعلن من خلال برنامجه عن الفساد وفي أية جهة كانت، مشيرا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن القناة لا تتهم أحدا لكنها تطالب بالتحقيق في القضية لمعرفة الجناة وتطالب مجلس النواب بإقرار قانون حماية الصحافيين الذين يتعرضون كل يوم لمحاولات تصفية ومن جهات عدة.

المسؤول في مؤسسة الذاكرة العراقية والصحافي العراقي مصطفى الكاظمي أكد «أن محاولة اغتيال العبادي مرتبطة بالانتخابات بشكل كبير وهي رسالة واضحة لجميع الصحافيين بعدم توجيه انتقادات للسياسيين ورجال الدولة». وكشف لـ«الشرق الأوسط» عن أنه التقى الأحد مسؤولا أمنيا رفيع المستوى أكد له « أن قائمة تضم 400 اسم لصحافيين مهددين الآن بخطر التصفية الجسدية أو تشويه سمعتهم، وللأسف نجد أن المؤسسات المعنية غير قادرة على توفير الحماية لهم ومنها نقابة الصحافيين والأجهزة الأمنية، وحتى لا نملك قانونا لحماية الصحافيين ومراعاة حقوقهم في حرية التعبير».

ونقل مصدر مقرب من وزير الداخلية أن جهة التحقيق تمكنت من الوصول لخيوط القضية وخلال أيام سيتم إلقاء القبض على الجناة وإعلان الجهة المسؤولة عنها. وعاد البولاني العبادي وقال له «سوف نأتي بهم ولن يفلتوا من قبضة رجال الأمن».