إيران تحذر روسيا من «ملاحقتها قضائيا» إذا لم تسلمها نظام الدفاع الصاروخي

أحمدي نجاد: عصر الهجمات العسكرية انتهى.. وحتى المتخلفون عقليا يدركون هذا

صورة وزعتها وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء تظهر جانبا من التدريبات العسكرية لإيران والتي تتضمن تمارين على حماية المنشآت النووية الإيرانية من الهجمات الجوية (أ.ب)
TT

قال مسؤول عسكري إيراني بارز أمس إن بلاده قد تتخذ إجراء قانونيا ضد موسكو إذا رفضت روسيا الوفاء بالتزاماتها بتسليم الجمهورية الإسلامية نظام دفاع صاروخي متقدم.

وعبر مسؤولون إيرانيون عن ضيقهم المتزايد لأن روسيا لم تمد إيران حتى الآن بنظام الدفاع الصاروخي المتقدم (إس ـ 300) والذي لا ترغب الولايات المتحدة وإسرائيل في أن تمتلكه إيران. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إيرنا) عن البريجادير جنرال محمد حسن منصوريان قوله «يرفض الروس ـ الذين يتعرضون حتما لضغط من اللوبي الصهيوني وأميركا ـ الوفاء بالتزاماتهم». وأضاف منصوريان وهو نائب رئيس الدفاعات الجوية الإيرانية «ولأنها اتفاقية رسمية فمن الممكن السعي لتنفيذها من خلال المؤسسات القانونية الدولية». ولم تنفذ روسيا التي تتعرض لضغوط من الغرب مقترحات بشحن الصواريخ لإيران، وذلك حتى تنأى بنفسها عن إيران بسبب نزاع مستمر منذ فترة طويلة بشأن طموحات طهران النووية. وامتدحت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية روسيا الشهر الماضي لعدم تسليمها الصواريخ لإيران. ولم تستبعد الولايات المتحدة مثلها مثل إسرائيل التحرك عسكريا إذا فشلت الجهود الدبلوماسية في حسم الخلاف حول برنامج إيران النووي.

وصواريخ (إس ـ 300) المعروفة في الغرب باسم (إس إيه 20) يمكن أن تسقط طائرات وصواريخ كروز. ويمكنها أن تصيب أهدافا على بعد 150 كيلومترا.

ويقول مسؤولون إيرانيون إن بلادهم بوسعها إنتاج نظام صاروخي على غرار صواريخ (إس ـ 300) إذا لم تسلمهم روسيا الصواريخ. وذكرت وسائل إعلام إيرانية أنه سيتم اختبار نظام دفاع جديد مضاد للطائرات خلال مناورات تجري هذا الأسبوع.

وفي إطار خلاف آخر أعلنت روسيا في وقت سابق من الشهر أحدث تأخير في جدول تشغيل أول محطة إيرانية للطاقة النووية. وقالت إن مسائل فنية ستحول دون تشغيل مهندسيها لمفاعل بوشهر بحلول نهاية العام. ويقول دبلوماسيون إن روسيا تستغل مفاعل بوشهر وصفقات السلاح لتكون صاحبة نفوذ على إيران.

لكن رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية قال أمس إن العمل في بوشهر يتقدم وفقا للخطة الموضوعة. ونقلت وكالة أنباء العمال الإيرانية عن علي أكبر صالحي قوله «الغرب يحاول الإضرار بعلاقتنا بروسيا.. المفاعل يتقدم طبقا لاتفاقاتنا وروسيا تفعل أكثر مما هو مطلوب منها. ستفتتح محطة بوشهر عام 2010». ويأتي ذلك فيما أعلنت موسكو أنها تتوقع «ردا إيجابيا سريعا» من طهران على اقتراح تخصيب اليورانيوم الإيراني في الخارج تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما أعلن متحدث باسم الخارجية الروسية أمس. وقال المتحدث اندري نستيرينكو «نعتمد على رد إيجابي سريع من طهران. من هنا، فإن مسألة تبني عقوبات باتت خارج البحث».

من ناحيته، قلل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في برازيليا من إمكانية شن هجوم عسكري على بلاده من قبل إسرائيل أو الولايات المتحدة معتبرا أن «الأسلحة والتهديدات هي شيء من الماضي». وردا على سؤال خلال مؤتمر صحافي حول مخاوفه المحتملة من هجوم مسلح على إيران من جانب إسرائيل أو الولايات المتحدة، أجاب الرئيس الإيراني أن «عصر الهجمات العسكرية انتهى حاليا، نحن في مرحلة حوار وتفاهم. الأسلحة والتهديدات هي شيء من الماضي».

ومن دون أن يخفي بسمة تهكمية، أضاف أحمدي نجاد أن هذا الأمر واضح «حتى للأشخاص المتخلفين عقليا». وأضاف «الذين تشير إليهم (إسرائيل والولايات المتحدة) لا يتمتعون بالشجاعة لمهاجمة إيران وهم حتى لا يفكرون بهذا الأمر». وأجرى الرئيس الإيراني محادثات مع نظيره البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا استمرت ثلاث ساعات وركزت خصوصا على الجدل حول البرنامج النووي الإيراني. وأعلن نجاد أن إيران لا تزال مهتمة بشراء اليورانيوم المخصب أو ببرنامج للتبادل تشرف عليه الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولكن ليس بأي شروط. ومن ناحيته، حض الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا نظيره الإيراني على العمل من أجل إيجاد «حل عادل» مع الغرب لبرنامج طهران النووي المثير للجدل.

ودعا لولا نظيره الإيراني إلى «مواصلة الاتصالات مع الدول المعنية للتوصل إلى حل عادل للمسألة النووية في إيران». وبعد برازيليا، سيواصل أحمدي نجاد الثلاثاء جولته في أميركا الجنوبية حيث سيزور بوليفيا وفنزويلا بحثا عن دعم قادة اليسار ضد الغربيين بشأن الملف النووي.