مصادر فلسطينية: صفقة تبادل الأسرى مطلع الأسبوع القادم

مصر تقترح صيغة في إطار اتفاق رزمة يشمل التهدئة وفتح المعابر

TT

رجحت مصادر فلسطينية في دمشق إتمام صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، الجاري التفاوض حولها عبر الوسيط الألماني وبرعاية مصرية، مطلع الأسبوع المقبل. وقالت المصادر الفلسطينية المقربة من حماس لـ«الشرق الأوسط» إن وفدا من قطاع غزة برئاسة محمود الزهار وعضوية خليل الحية ونزار عوض الله كان قد اجتمع مع الوسيط الألماني في القاهرة، عقد على مدى يومين عدة لقاءات مع القيادة السياسية في دمشق بحث فيها نتائج مباحثات القاهرة وإمكانيات التوصل إلى قرار حاسم فيما يخص صفقة تبادل الأسرى.

واختتم قادة حماس اجتماعاتهم مساء أول من أمس بعيدا عن وسائل الإعلام وضمن أجواء من التكتم الشديد، إلا أن مصادر فلسطينية توقعت أن تشمل الصفقة إطلاق سراح مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وأحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية، وإبراهيم حامد قائد كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في الضفة الغربية، شرط ترحيله إلى سورية. كما رجحت أن يتم البدء بإتمام الصفقة مطلع الأسبوع القادم، وذلك بعد المصادقة على الصفقة في الجلسة الاعتيادية للحكومة الإسرائيلية يوم الأحد القادم. ولفتت المصادر إلى أن «الوسيط الألماني بذل جهودا كبيرة لتحقيق الصفقة وحصل تقدم كبير خلال الشهر الأخير».

وفي ما يتعلق بتفاصيل الصفقة قالت المصادر إنه إذا تمت الموافقة عليها فهي «تتضمن إطلاق سراح 1150 أسيرا فلسطينيا، على ثلاث مراحل، الأولى تتضمن إطلاق سراح 450 أسيرا معظمهم من ذوي المحكوميات العالية، وذلك بعد تسليم الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط للمصريين، ومن ثم إطلاق باقي الأسرى على مرحلتين، المرحلة الثانية مع تسليم شاليط إلى إسرائيل».

وعلمت «الشرق الأوسط» أن الجانب المصري يسعى إلى إتمام صفقة الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس ضمن اتفاق رزمة شاملة تسمح بدور واضح للرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن). وذكرت مصادر فلسطينية مطلعة أن الجانب المصري يبحث مع كل من إسرائيل وحماس والسلطة الفلسطينية إمكانية التوصل لاتفاق شامل يضمن تهدئة معلنة بين إسرائيل وحركات المقاومة في الضفة الغربية، مقابل إعادة فتح المعابر الحدودية بين قطاع غزة وكل من مصر وإسرائيل. وحسب المصادر فإن أبو مازن سيلعب دورا جوهريا في إعادة فتح المعابر الحدودية على اعتبار أن ذلك سيتم وفق اتفاق المعابر الذي وقع عام 2005 بين السلطة وإسرائيل والاتحاد الأوروبي برعاية أميركية، ولا تعتبر حركة حماس جزءًا منه. وقالت المصادر إنه في حال أنجز هذا الاتفاق فإن الرئيس عباس هو الذي سيقوم بالتوقيع على إعادة فتح المعبر من جديد. وأوضحت أن التوصل لهذه الصفقة سيتم بمعزل عن الجدل الذي يدور حول الورقة المصرية للمصالحة، على أمل أن تسهم هذه الخطوة في توفير الأجواء للتوقيع عليها، وإنجاز اتفاق وطني بشأن الحوار وأوضحت المصادر أن القاهرة ترى إتمام صفقة تبادل الأسرى ضمن اتفاق شامل يلعب فيه أبو مازن دورا، تعزيزا لمكانته التي تخشى مصر أن يلحق بها مزيد من التراجع في حال أنجزت صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس بمعزل عنه. وأشارت المصادر إلى أن مدير الدائرة السياسية في وزارة الدفاع الإسرائيلي عاموس جلعاد سيتوجه قريبا للقاهرة لبحث المقترح المصري المتعلق بالتهدئة. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن إسرائيل معنية بالتوصل لاتفاق تهدئة مع حماس يسمح بإعادة فتح المعابر تحسبا لضغوط تفرض على تل أبيب لرفع الحصار عن القطاع في أعقاب التوصل لصفقة تبادل الأسرى.

إلى ذلك، لا يزال الغموض سيد الموقف في كل ما يتعلق بالجهود المبذولة للتوصل لصفقة تبادل الأسرى. في ظل تسريبات متضاربة بشأن نتيجة الاتصالات التي جرت حتى الآن. ففي حين تؤكد بعض التسريبات أن إسرائيل ما زالت ترفض الإفراج عن إبراهيم حامد قائد كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس، فإن تسريبات أخرى تؤكد أن إسرائيل وافقت على الإفراج عنه بشرط أن يتم إبعاده إلى سورية.

في هذه الأثناء عقد مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر لشؤون الأمن أمس اجتماعا لبحث صفقة التبادل المتبلورة مع حماس. وحرصت سكرتارية مجلس الوزراء على تقليص اهتمام وسائل الإعلام بما يجري في الجلسة من خلال الزعم أنها ستركز على الجهود الكفيلة ببعث عملية المفاوضات مع السلطة الفلسطينية من جديد. وأكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن 80% من الوزراء في الحكومة الإسرائيلية يؤيدون إتمام الصفقة. وادعت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي الليلة قبل الماضية أن الذي يعيق إبرام الصفقة هو خلاف بين قيادة حماس في كل من غزة ودمشق بشأن العرض الإسرائيلي الذي نقل للحركة عبر الوسيط الألماني. وحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي فإن الإدارة الأميركية أبدت معارضتها لإتمام الصفقة على اعتبار أن الخطوة يمكن أن تزيد من تدهور مكانة أبو مازن. ونقلت الإذاعة عن مصدر دبلوماسي أميركي قوله إن الصفقة ستعزز مكانة حماس وتضعف مكانة عباس سيما في ظل مواصلة إسرائيل الاستيطان في الضفة الغربية ورفضها الإفراج عن أسرى فلسطينيين كبادرة حسن نية تجاه عباس.