بن اليعازر: تركيا ستعود إلى الوساطة بين إسرائيل وسورية

نجح في تجنب أزمة خطيرة بين الصناعات العسكرية الإسرائيلية والجيش التركي

TT

أعلن وزير التجارة والصناعة الإسرائيلي بنيامين بن اليعازر، لدى عودته من تركيا أمس، أن العلاقات بين بلاده وبين تركيا ستعود إلى سابق عهدها من الصداقة والتعاون، وأن رئيسي الحكومتين، رجب طيب أردوغان وبنيامين نتنياهو، سيلتقيان في القريب، وأن تركيا ستعود إلى الوساطة في إدارة مفاوضات السلام بين إسرائيل وسورية.

وقال بن اليعازر إن تدهور العلاقات بين البلدين منذ الحرب على غزة بدا وكأنه كرة ثلج تتدحرج بتهور، ولكنه خلال لقاءاته في إسطنبول، في الأيام الثلاثة الماضية، نجح في وقف تدحرجها ووضع الأسس لإعادة العلاقات إلى سابق عهدها وتعميق التعاون الاستراتيجي. وعندما سئل عن سبب هذا التطور، علما بأن تركيا تتخذ مواقف معادية جدا من إسرائيل بسبب الحرب ولا تترك مناسبة إلا وتستغلها لمهاجمة السياسية الإسرائيلية، أجاب: «إسرائيل بحاجة إلى تركيا وتركيا بحاجة إلى إسرائيل. فهنالك تحديات وهموم مشتركة لنا ولهم في المنطقة، ولا مفر من التعاون بيننا في هذه التحديات على جميع المستويات، عسكريا وأمنيا وسياسيا».

وكان بن اليعازر قد التقى مع كل من وزير الخارجية أحمد داوتيلو، ووزير الدفاع وجدي غونول، اللذين يعتبران الرجلين القويين اللذين يضعان استراتيجية الحكومة مع رئيسها رجب طيب أردوغان. فقال إنه اتفق معهما على آلية تحسين العلاقات وتطويرها في الاتجاه الصحيح. وفي هذا الإطار قال إن المسؤولين في الطرفين على مستوى كبار الموظفين سيبدأون على الفور سلسلة اجتماعات تمهيدية. ثم يأتي وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إلى تركيا خلال ديسمبر (كانون الأول) القادم، ثم يتم تنظيم لقاء بين رئيسي الحكومتين، أردوغان ونتنياهو، في تركيا أو في دولة ثالثة، ثم يأتي الرئيس التركي عبد الله غل لزيارة رسمية إلى إسرائيل.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، قد صرح بأن عودة تركيا للوساطة بين إسرائيل وسورية أمر غير مقبول ولم يشاوره أحد فيه. وعاد ليتهم تركيا بمناصبة إسرائيل العداء والتخريب عليها في الساحة الدولية. وأحرجت هذه التصريحات الوزير بن اليعازر، خصوصا أن وسائل الإعلام التركية نشرت التصريحات بشكل صارخ، وكتبت إحداها (حورييت) أن «الدبلوماسية التركية تقسم حكومة إسرائيل إلى نصفين».

ورد بن اليعازر قائلا إنه سافر إلى تركيا كممثل للحكومة الإسرائيلية ورئيسها، وإنه نقل رسالة واضحة إلى الحكومة التركية من نتنياهو يعرض فيها عودة تركيا إلى الوساطة مع سورية. وحسب مصادر مقربة من بن اليعازر فإنه تمكن من تسوية أزمة خطيرة في العلاقات بين الصناعات العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي من جهة، والجيش التركي من جهة ثانية. وتتعلق هذه الأزمة بصفقة لبيع عشر طائرات مقاتلة بلا طيار، كانت قد دفعت تركيا ثمنها وكان من المفترض أن تسلم الدفعة الأولى منها أكتوبر (تشرين الأول) 2008 وتسلم البقية مع مطلع مايو (أيار) الماضي، لكن إسرائيل ماطلت في ذلك بحجة أن التحول في السياسة التركية ضد إسرائيل وتقربها من إيران وسورية يجعل تسليمها هذه الطائرات تهديدا أمنيا لإسرائيل. وأبلغ بن اليعازر مضيفيه الأتراك بأن ست طائرات من هذه الصفقة جاهزة وسترسل إليهم على الفور، والبقية ستسلم خلال فترة قصيرة، وأن إسرائيل ستدفع لتركيا تعويضات عن تأخير تزويدها بالطائرات.

والجدير بالذكر أن الرئيس التركي غل صرح أول من أمس أنه لن يزور إسرائيل من دون أن تتحرك عملية السلام، وأن بلاده مستعدة للمساهمة في إنجاح هذه العملية، ليس فقط بين سورية وإسرائيل، بل أيضا مع الفلسطينيين.