«الهلال الأحمر»: نشارك بطائرات مروحية في الحج المقبل ونخطط لتملك 30 طائرة خلال عامين

اتخذت إجراءات لحماية منسوبيها من انتقال الأمراض المعدية.. وفرق «الدراجات النارية» تعالج 70 في المائة من الحالات

حجاج يهرولون هربا من الأمطار الغزيرة التي هطلت على منى أمس (أ.ف.ب)
TT

كشف مسؤولون في هيئة الهلال الأحمر السعودي أن الهيئة ستشارك في حج العام المقبل بطائراتها المروحية في تقديم خدماتها الإسعافية إلى حجاج بيت الله الحرام، بالتزامن مع اكتمال إنشاء مهابط الطائرات على جسر الجمرات الجديد، وذلك بعد أن حالت معوقات بسيطة دون مشاركتها في هذا العام.

وأوضح فايز الأحمري نائب رئيس الهيئة المكلف في هيئة الهلال الأحمر السعودي، أن الهيئة بدأت في تنفيذ مشروع طموح للطيران الإسعافي يستهدف توفير 30 طائرة خلال عامين من الآن، مشيرا إلى أن هذا المشروع يتضمن أيضا منظومة متكاملة من بينها مهابط مجهزة للطائرات في مختلف المناطق.

وأشار الأحمري إلى أن الهدف من إطلاق هذا المشروع هو سد الفجوة الزمنية القائمة بين توقيت تلقي البلاغ ووصول الفرق الإسعافية إلى الموقع لتقديم الخدمة الإسعافية، وخصوصا على الطرق السريعة والمناطق النائية، حيث تحتاج الفرق الإسعافية إلى وقت زمني طويل قبل الوصول إلى موقع الحدث.

ولفت نائب الرئيس المكلف إلى ضرورة أن تكون الفرق الإسعافية قادرة على الوصول إلى المصاب في غضون خمس إلى ثماني دقائق فقط، لإدراك «الوقت الذهبي» الذي يحتاج فيه المصاب إلى الرعاية الطبية، وهو ما لا تستطيع إنجازه تلك الفرق إلا عبر نقلها إلى حيث يتواجد المصاب بالطائرات، بخلاف الحوادث التي قد تقع داخل المدن، وتستطيع سيارات الإسعاف الوصول إليها في وقت قصير.

كما أنها ستنقل الأطباء والمسعفين إلى مواقع الحوادث الكبيرة، كحوادث الحافلات التي تقل عددا كبيرا من الركاب، لنقل الحالات الحرجة، والسيطرة على بقية الحالات حتى وصول الفرق الإسعافية الأرضية إلى الموقع.

ونوه الأحمري إلى أن الهيئة تتجه حاليا إلى تطوير بنيتها التحتية وتعزيزها في غضون السنوات الأربع المقبلة، ويشمل ذلك إنشاء 590 مركزا إسعافيا جديدا وفروع جديدة لها في مختلف المناطق السعودية، كما أنها قطعت شوطا كبيرا في إنجاز «نظام التطوع» الذي وصفه بـ«المتقدم».

وأكد أن هيئة الهلال الأحمر السعودي حرصت أيضا على تأهيل كوادرها البشرية باعتبار أن هذه الكوادر هي العنصر الأساسي للتطوير، وابتعثت من أجل ذلك عددا كبيرا من منسوبيها لاستكمال دراستهم خارج المملكة، وركزت على ابتعاثهم إلى دول متقدمة، مثل الولايات المتحدة واستراليا، إلى جانب تفعيل وتكثيف برامجها التدريبية المحلية، كما حرصت على تحسين دخل العاملين فيها.

وبالعودة إلى الخدمات التي تقدمها الجمعية في حج هذا العام، أوضح الدكتور خالد الحبشي مدير الإدارة العامة لهيئة الهلال الأحمر السعودي في منطقة مكة المكرمة، أن الجمعية رصدت خلال السنوات الماضية أن أغلب الحالات التي تباشرها الفرق الإسعافية هي حالات بسيطة تستدعي تقديم الخدمة الإسعافية لها في الموقع نفسه ولا تستوجب نقلها عبر سيارات الإسعاف، لذا استعانت بفرق «الدراجات النارية الإسعافية»، والتي يبلغ عددها 30 فرقة تضم 60 دراجة نارية.

ونوه الدكتور الحبشي إلى أن فرق الدراجات النارية الإسعافية تنقل الأطباء والمسعفين إلى مواقع الحوادث في وقت قياسي، نظرا لقدرتها الكبيرة على تجاوز الزحام الشديد في شوارع مكة المكرمة خلال موسم الحج، بخلاف سيارات الإسعاف التي تحتاج إلى وقت زمني أطول في الوصول.

وأشار مدير الهلال الأحمر في منطقة مكة المكرمة إلى أن هذه الفرق تعالج أكثر من 70 في المائة من الحالات في الموقع نفسه، فيما تقدم الرعاية الضرورية إلى المصاب أو المريض الذي تستدعي حالته نقله إلى المستشفى إلى حين وصول سيارات الإسعاف.

كما تباشر فرق الاستجابة المتقدمة الإسعافية تقديم الخدمات العلاجية الإسعافية في مواقع الحالات المصابة والمريضة، داخل مكة المكرمة والمشاعر المقدسة على مدار الساعة، وتتولى هذه الفرق مباشرة الحالات والكشف عليها وتقديم المعالجة المتقدمة لها، ومن ثم إقرار مدى حاجة الحالة الإسعافية للنقل إلى المستشفيات من عدمه.

وكشف الدكتور الحبشي أن الجمعية تستعين حاليا في تلقي البلاغات ببرنامج إلكتروني حديث، يدمج 12 منظومة في منظومة واحدة، من بينها تحديد موقع المتصل، ومتابعة حركة تنقل المركبات، وتحديد الطاقة الاستيعابية في المستشفيات، ونظام رقابي للعاملين، موضحا أن السعودية هي أول دولة في الشرق الأوسط تشغل هذه المنظومة.

واستعرض مدير الهلال الأحمر في منطقة مكة «برنامج الدائرة الطبية»، الذي يهدف إلى تقديم الإرشادات الضرورية لإسعاف المصاب إلى المبلّغ هاتفيا، لاستغلال الوقت الذهبي وإنقاذ حياة المصاب حتى وصول الفرق الإسعافية، مما يسهم في تقليل مضاعفات الإصابة من جهة، ويزيد الوعي الصحي لدى المواطنين والمقيمين من خلال تعرفهم على كيفية تقديم الإسعافات الأولية إلى المصابين، كما استعانت الهيئة بمترجمين للغات مختلفة للعمل في غرفة العمليات، والتحدث بلغة المتصل أو طالب الخدمة الإسعافية، وذلك بالتنسيق مع مؤسسات الطوافة.

وأعلن الدكتور الحبشي عن تدشين الهيئة فرقا لمكافحة العدوى، تهدف إلى حماية المسعفين من الإصابة بالأمراض المعدية، ومنها «إنفلونزا الخنازير» نتيجة مباشرتهم حالات مصابة بتلك الأمراض، وضمان ألا تكون سيارات الإسعاف أداة لنقل العدوى.

وأشار إلى أنه تم توزيع هدية الأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي على جميع المسعفين، وهي عبارة عن حقيبة مصغرة تحتوي على أدوات معقمة، وسائل تعقيم، شاش وقطن، ومسحة طبية، وذلك للاستخدام الشخصي في التعقيم، ومسح مقود السيارة لمنع انتشار أي عدوى، كما توجد أربع محطات تعقيم داخل المشاعر المقدسة لسيارات الإسعاف عند الحاجة لها.