المرض يمنع 346 مريضا من الحج على أقدامهم.. والخدمات تنقذ لهم «حجة العمر»

الصحة لـالشرق الأوسط»: 57 إصابة بإنفلونزا الخنازير في الحج حتى الآن

TT

346 حاجا قادما من الخارج لم تكتب الله لهم الاستطاعة بأن يحجوا «حجة العمر» على أقدامهم بعد وصولهم إلى الأراضي السعودية من جراء المرض، لكن إصرارهم الذي دعمته الخدمات الميسرة التي قدمت لهم من قبل الجهات الحكومية التي تدرك معاناتهم حتى وصولهم للحج، جعلتهم يحجون على الأسرة البيضاء متنقلين بين المشاعر عبر إسعافات تتبع لوزارة الصحة وحافلات مخصصة لهذا الغرض.

وتوضح وزارة الصحة أنها تعمل على تفويج 346 حاجا بينهم نساء، إلى منى ثم عرفات، وهم المرضى المنومون تحت سقف الإصابة سواء بمرض إنفلونزا الخنازير أو غيره من الأمراض، وسيتم تفويج الحجاج من مشعر منى إلى عرفات بواسطة عربات الإسعاف بالتنسيق مع الجهات الرسمية المعنية، وذلك حرصا على عدم انتقال العدوى إلى غيرهم من الحجاج.

وأكد مصدر لـ«الشرق الأوسط» في مستشفى منى الجسر أن جميع المستشفيات في المشاعر المقدسة ومكة المكرمة تحتوي مركزا للإحصاء يزود الوزارة بمعلومات محدثة كل 6 ساعات، مبينا أن عدد المصابين في المستشفى يوم السابع أول من أمس بلغ فقط 3 حالات.

ولأن مرض إنفلونزا الخنازير هو المرض اللافت والأكثر حضورا سواء في حج هذا العام أو غيره، حتى بات الحديث عنه وعن انتشاره الأكثر تداولا، فإن الجهات الصحية حرصت على توفير أجهزة خاصة لكشف المرض مبكرا ومواجهته بالعلاج قبل انتشاره بين الحجاج.

فهذا هو محمد أيوب، الذي يمسك بجهاز يشبه المسدس كثيرا ويصوبه باتجاه أحد الحجاج في مشعر منى، ويشكره على انتظاره لمدة لم تتجاوز الخمس ثوان.. إذ كان أيوب، وهو فني يعمل في قطاع مكافحة الوبائيات في وزارة الصحة السعودية، يفحص درجة الحرارة للحاج إسلام عبد الحق القادم من باكستان.

يقول أيوب لـ«الشرق الأوسط»: «إن الجهاز سريع وعصري، ويختصر الوقت والمسافة، ويزيد من عدد الأشخاص الذين يتم فحصهم عشوائيا».

وأضاف «نفحص الحجاج أفرادا وبعض الأحيان كمجموعة إذا تم الاشتباه في أحدهم، وعند ارتفاع درجة الحرارة أكثر من 38 درجة يتم توجيه الحاج لأقرب مركز لإكمال الفحوصات».

يأتي ذلك في وقت كشف فيه الدكتور زياد ميمش، وكيل وزير الصحة للطب الوقائي (الساعة الواحدة ظهر أمس)، تسجيل الوزارة 57 إصابة بإنفلونزا الخنازير، واستبعاد 10 حالات كانت «الصحة» تشك في إصابتها بالمرض.

وقد بدأت وزارة الصحة السعودية يوم أمس في تسيير فرق عمل ميدانية تجوب المشاعر المقدسة وتقوم بمسح عشوائي للحجاج عن طريق قياس درجة الحرارة بواسطة جهاز يستخدم الأشعة تحت الحمراء في قياس درجة الحرارة، للمساعدة في الكشف عن المناطق أو الحالات التي يشتبه أن تكون مصابة بفيروس إنفلونزا الخنازير (A H1N1).

إلى ذلك، جهزت وزارة الصحة السعودية 154 سريرا في غرف عزل موزعة على ثلاثة مستشفيات في مشعر عرفات، تحسبا لإنزال المصابين أو المشتبه في إصابتهم بفيروس إنفلونزا الخنازير فيها.

وفي سياق صحي ذي صلة، استعدت مستشفيات مشعر عرفات لحج هذا العام لمواجهة مرض إنفلونزا الخنازير (H1N1) بتخصيص غرف العزل الخاصة للمصابين أو المشتبه بإصابتهم بذلك وتجهيزها بالأجهزة والكوادر التي ستديرها مباشرة.

وقال الدكتور مصطفي بلجون، مدير مستشفى عرفات «إن المستشفى خصص للمصابين بهذا المرض قسما للعزل ضمن قسم الأمراض المعدية الذي يستوعب 56 سريرا، وضمنه وحدة عناية للحالات المتوسطة وغرف تنويم للرجال والنساء مجهزة بأجهزة التنفس الصناعي والأكسجين والمحاليل الخاصة بها، إضافة إلى جهاز التنفس الصناعي ذي التردد العالي الذي وفرته وزارة الصحة مؤخرا لمستشفيات المنطقة لخدمة حجاج هذا العام».

في حين قال الدكتور هلال المالكي، مدير مستشفى نمرة بالمشاعر، إن المستشفى قد استعد بتوفير أقسام للعزل بإجمالي 90 سريرا أعدت لاستقبال الحالات، وسيكون منها قسم خاص للمرضى المصابين أو المشتبه بإصابتهم بفيروس (H1N1) إضافة إلى توفير الأجهزة المساندة لهذه الأقسام من أجهزة المتابعة للعلامات الحيوية وأجهزة التنفس الصناعي وكذلك أجهزة التنفس ذات التردد العالي الحديثة، وتوفير كادر طبي مكون من استشاريي طب باطنة وأمراض معدية وعدد من إخصائيي الباطنة والعناية المركزة، إضافة إلى طاقم تمريض متخصص.