وزارة العدل الأميركية تتهم 10 أشخاص «بالتآمر» لتهريب أسلحة ودولارات مزورة لحزب الله اللبناني

الدائرة الإعلامية في الحزب تلتزم الصمت في بيروت

TT

وجهت وزارة العدل الأميركية تهما إلى عشرة أشخاص بـ«التآمر لتأمين معدات دعم لحزب الله»، وذلك عبر السعي للحصول على أسلحة وجوازات سفر مزورة وأموال مزورة وأجهزة كمبيوتر خاصة مسروقة وألعاب إلكترونية. وأفادت وزارة العدل أن ستة آخرين متهمون بجرائم أخرى مرتبطة بهذه العملية.

وفي بيروت، غاب غالبية نواب «حزب الله» عن السمع، فيما رفض عضو كتلة «الوفاء للمقاومة»، النائب علي فياض، التعليق على الاتهام الأميركي لعشرة أشخاص بمحاولة شراء أسلحة وإرسالها إلى حزب الله، فضلا عن التخطيط لإرسال شحنة من 1200 رشاش من ميناء فيلادلفيا إلى ميناء اللاذقية في سورية. وقال فياض في اتصال أجرته به «الشرق الأوسط» أمس «الواقع أنه لا علم لي بما حصل»، رافضا الإجابة عن أي سؤال حول الموضوع. كذلك التزمت الدائرة الإعلامية للحزب الصمت فلم تصدر أي بيان تعليقا على المسألة. وبحسب وزارة العدل الأميركية، حاول حسن حدرج وديب هاني حرب تهريب نحو 1200 رشاش من طراز كولت إم ـ 4»، إلى حزب الله ـ الذي تعتبره الولايات المتحدة منظمة إرهابية محظورة ـ فيما اتهم حرب وموسى وعلي حمدان وحسن عنتر كركي بـ«التآمر لدعم حزب الله ماديا عبر الإيرادات المتأتية من بيع جوازات السفر المزورة والأموال المزورة والأموال المسروقة». وهناك أيضا لائحة من الاتهامات الموجهة للمتهمين، من بينها نقل المسروقات والكذب لمسؤولين أميركيين.

تم اكتشاف خلية حزب الله العاملة في الولايات المتحدة وخارجها بعد أن اخترق عميل أميركي المجموعة، مدعيا أنه يستطيع مساعدتها. وبموجب نص الاتهام فإن حدرج وديب هاني حرب حاولا إرسال رشاشات «كولت إم ـ 4» إلى مرفأ اللاذقية في سورية في يونيو (حزيران) الماضي بسعر يبلغ نحو 1800 دولار للقطعة الواحدة وبمساعدة شخص لم يعرفا أنه عميل فيدرالي. وكان العميل الفيدرالي ـ الذي لم تكشف هويته ـ قد أوهم المتهمين بأنه قادر على تزويدهم بالسلاح، كما اتصل بكركي هاتفيا وهو في الضاحية الجنوبية. ويذكر أن العميل بدأ الاتصال بحمدان منذ عام 2007.

وبموجب نص الاتهام، وطوله 35 صفحة، فإن ديب هاني حرب أبلغ العميل الفيدرالي أن «عملة مزورة ذات جودة عالية تصنع في إيران خصوصا لصالح حزب الله» وأن حرب أودع 10 آلاف من تلك العملة في بنك في كندا، كما أن كركي أطلعه على عملة ورقية من نوع 100 دولار أيضا صنعت في إيران. وبموجب نص الاتهام المبني على إفادة العميل الفيدرالي المسمى «سي دبليو»، قال حرب إن «سرقات تقوم بها خلايا حزب الله تولد أموالا مسروقة، ترسل إلى إيران قبل توزيعها لاحقا في لبنان». ولم تحدد وزارة العدل جنسيات المتهمين، لكنها أوضحت أن حدرج وحرب وكركي أصلهم من بيروت، بينما حمدان وحسن النجار ومصطفى حبيب قاسم من نيويورك، وعنوان حازم بين فنزويلا وولاية ميشيغان، بينما علاء أحمد محمد، المعروف أيضا بعلاء أحمد محمد أبو النجا ومادو كين من نيويورك ومايكل كاتز من نيو جيرسي. وقالت ناطقة باسم وزارة العدل الأميركية لـ«الشرق الأوسط» إن كلا من حدرج وحرب وكركي وموسى علي حمدان ولطيف كامل حازم خارج الولايات المتحدة، وإن التهم وجهت لهم غيابيا. وأضافت أنه تم إلقاء القبض على النجار وقاسم ومحمد وكين وكاتز. واعتبر مساعد المدعي العام الأميركي للأمن الوطني، ديفيد كريس، أن لائحة الاتهام المنوعة تظهر كيف أن «المنظمات الإرهابية تعتمد على مجموعة من النشاطات الإجرامية لتمويل وتسليح نفسها». ويذكر أنه في حال أدين الأربعة، سيواجهون عقوبة سجن بما بين 15 و30 عاما، بينما الستة الآخرون يواجهون فترات سجن تتراوح بين 5 و10 سنوات في حال ثبتت إدانتهم. ووجهت إلى حمدان وثلاثة آخرين تهم قيادة عملية تهريب 1500 جهاز هاتف خليوي ونحو 150 من الحواسيب المحمولة و400 جهاز سوني بلاي ستيشن 2 وثلاث سيارات بدءا من أواخر عام 2007. وهذه المعدات التي قال العميل الفيدرالي المتخفي إنها مسروقة وبيعت إلى المتهمين بإجمالي 153 ألف دولار في نيوجيرسي وبنسلفانيا، نقلت إلى نيوجيرسي ونيويورك وبنين ولبنان وجزيرة مارغريتا وفنزويلا. ووجهت إلى حمدان والنجار ومحمد وقاسم تهم شراء بضائع مزورة بآلاف الدولارات. ومن بين البضائع التي تم ضبطها أكثر من 5500 زوج حذاء من ماركة «نايكي» الرياضية و2727 أقراص «دي في دي» من أفلام مثل «كاسينو رويال» و«روكي بالبوا».

ويذكر أن السلطات الأميركية وجهت تهما لخمسة لبنانيين الاثنين الماضي بالقيام بأنشطة تهريب مماثلة، أحدهم لبناني مقيم في سلوفاكيا ولبنان يعتقد أنه حاول تهريب صواريخ «ستينغر» المضادة للطائرات ونحو عشرة آلاف رشاش «كولت إم ـ 4» إلى سورية وموانئ أخرى.