عيد الأضحى يهدئ التوتر بين مصر والجزائر.. ومبارك يبعث لبوتفليقة ببرقية تهنئة

شبان مصريون تجاوزوا مباراة الخرطوم.. ورفعوا شعار «الأزمة في الأقدام»

مصريون يتهافتون على شراء بالونات أمس ضمن مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى المبارك (رويترز)
TT

رفع شبان مصريون صغار يتدربون على لعب كرة القدم في عدد من الساحات الخالية ومراكز الشباب، شعارا يقول إن «الأزمة في الأقدام». وهم يشيرون بذلك إلى الأزمة التي وقعت بين مصر والجزائر بعد أن تمكنت الأخيرة من التأهل لمونديال 2010 في جنوب إفريقيا على حساب المنتخب المصري.

بينما يبرهن هؤلاء الشبان عن تجاوزهم لمرحلة الشحن الإعلامي بين البلدين عقب المباراة الفاصلة التي جرت في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري في استاد أم درمان بالسودان، بدا أن الانشغال بعيد الأضحى قادر على تهدئة الأجواء بين البلدين العربيين، حيث قالت مصادر برئاسة الجمهورية المصرية أمس إن الرئيس حسني مبارك بعث برسالة تهنئة بمناسبة عيد الأضحى إلى نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، لكنها أوضحت أن الرسالة بروتوكولية يبعث بها ديوان الرئاسة في المناسبات إلى رؤساء دول العالم العربي والإسلامي.

وفي الوقت الذي لم يشر فيه الكثير من وسائل الإعلام الرسمية المصرية إلى رسالة التهنئة هذه، قالت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية إن بوتفليقة تلقى رسالة التهنئة بمناسبة العيد من نظيره المصري، مشيرة إلى أن الرسالة تضمنت تأكيد مبارك على ضرورة مواصلة العمل بما يوفق الجهود المشتركة لتمتين أواصر الأخوّة وإثراء علاقات التعاون بما يدعم مناعة الأمة العربية والإسلامية. وتعد هذه الرسالة هي الأولى والمباشرة من نوعها بين الرئيسين عقب أحداث التوتر. وجاء ذلك في وقت دعت فيه الجزائر إلى تقييم جيد للأزمة التي وقعت مع مصر على خلفية تداعيات مباراة كرة القدم بتصفيات المونديال. وصرح وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي إنه «من الضروري أن يتم تقييم الأوضاع المؤلمة بصفة جيدة لنبني على أساسها آفاقا أفضل». وانخرط ألوف الشبان المصريين صغار السن، مستغلين أجازة العيد، في تدريب أنفسهم على فنون كرة القدم، داخل ساحات ومراكز للشباب، على أمل الالتحاق بأحد النوادي الكبيرة، وصولا إلى تمثيل بلدهم في مباريات دولية قادمة.

وقال المدرب الأسبق للمنتخب المصري، الكابتن محمود أبو رجيلة، الذي يعمل حاليا في قطاع الناشئين بنادي الزمالك، إن «لدينا كشافين يبحثون عن لاعبين جدد»، معربا عن ثقته في قدرة الفريق المصري على الفوز ببطولة كأس الأمم الإفريقية التي تستضيفها أنغولا بداية العام القادم». وقال الكابتن أبو رجيلة، وهو مدير فني لفريق كرة القدم بنادي الزمالك من مواليد عامي 1991 و1992، إن «الصبية الذين يلعبون الكرة في مراكز الشباب والحواري بعيدا عن نوادي كرة القدم الكبيرة، يمكن ضمهم إلى النوادي من خلال الكشافين، ومع بداية كل عام نجري اختبارات للاعبين الجدد من مناطق مختلفة من القاهرة ومحافظات مختلفة كالجيزة والشرقية وغيرها». ولاحظ محمد موسى، المسؤول في إدارة الشباب بالجيزة، انخراط صِبية تتراوح أعمارهم بين 12 و17 سنة في مراكز الشباب البالغ عددها نحو 4400 مركز موزعة بين المدن والقرى المصرية.

ولم يأبه محمد أحمد طالب الثانوي بضاحية دار السلام، الذي يعد نفسه للعب في فريق مصر القومي عبر نادي الزمالك، بالاتهامات المتبادلة بين المصريين والجزائريين. وقال من وسط الغبار المتطاير بين أقدام اللاعبين الصغار في الضاحية: «في ما يتعلق بكرة القدم فإن الأزمة في الأقدام، وليست في أي شيء آخر. حين تكون قادرا على اللعب والتفنن فيه، فإن الخصم نفسه سوف يحترمك، ويصفق لك، حتى إذا تعرض للهزيمة منك».