شيرين عبادي تتهم طهران بالكذب في موضوع مصادرة جائزة نوبل

اتهمت السلطات في طهران باحتجاز زوجها وضربه بشكل مبرح

TT

اتهمت المحامية والمدافعة عن حقوق الإنسان شيرين عبادي أمس السلطات الإيرانية بالكذب بعدما نفت الأخيرة مصادرتها جائزة نوبل للسلام التي نالتها عبادي، وذلك في حديث إلى هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). وقالت المحامية الإيرانية في مقابلة بثت في لندن: «إنهم لا يقولون الحقيقة. لقد صادروا حسابي المصرفي ومنعوا تحويلات راتبي التقاعدي و(صادروا) أيضا حساب زوجي وراتبه التقاعدي». وأضافت: «كان لزوجي أيضا خزنة في المصرف تحوي جائزة نوبل» التي نالتها. وأكدت عبادي أن «جائزة نوبل كانت في خزنة مصرف (تجارات) وقد تمت مصادرتها». ونفى وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي مصادرة الجائزة، رغم أنه أكد ضِمنا مصادرة أموال عبادي بسبب عدم تسوية الضرائب المرتبطة بالجائزة.

لكن عبادي ردت بأن «السلطات الإيرانية لا تقول الحقيقة لأن قوانيننا الضريبية لا تنص على دفع ضرائب عن جائزة نوبل». وأضافت: «حتى إذا افترضنا أنهم يقولون الحقيقة وأن عليّ أن أدفع ضرائب عن هذه الجائزة، لماذا صادروا خزنة زوجي؟».

وتابعت: «في أي حال، فإن الأمر بمصادرة حساباتنا كان ينبغي أن يصدر من السلطات الضريبية (في حين) أن الأمر بمصادرة الخزنة صدر من المحكمة الثورية».

وحازت عبادي جائزة نوبل عام 2003 لدفاعها عن حقوق الإنسان. وقد غادرت إيران قُبيل إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيسا في 12 يونيو (حزيران) الفائت لكنها أعربت عن نيتها العودة إلى بلادها.

وفي طهران نفت السلطات الإيرانية اتهامات النرويج بأنها صادرت جائزة نوبل من شيرين عبادي. وقال رامين مهمانباراست المتحدث باسم وزارة الخارجية في إفادة صحافية: «نحن دهِشون من اتخاذ السلطات النرويجية موقفا كيديا بأسلوب متسرع متجاهلة القوانين والقواعد التي يحترمها الجميع».

وكانت وزارة الخارجية النرويجية قد قالت أول من أمس إن ميدالية نوبل الذهبية الخاصة بعبادي وشهادة الجائزة أُخذتا من خزنتها بأحد البنوك فضلا عن متعلقات شخصية أخرى واستدعت القائم بالأعمال للاحتجاج. وقالت أيضا إن زوج عبادي اعتُقل في إيران وضُرب ضربا مبرحا. ولم يشر البيان الإيراني إلى هذا الاتهام.

وفي أوسلو قال مدير معهد نوبل النرويجي أول من أمس إنه شعر بالصدمة بسبب تصرفات الحكومة الإيرانية، مضيفا أن عبادي عوقبت «بطريقة غير قانونية تماما». وقالت النرويج إن حرية التعبير تتعرض «لضغط كبير» في إيران.

وقال جير لوندستاد مدير اللجنة التي تتولى اختيار الفائزين بجائزة نوبل: «نشعر بالصدمة بسبب تصرفات السلطات الإيرانية. لم ترتكب شيرين عبادي الفائزة بنوبل للسلام عام 2003 خطأ، ونعتقد أنها تعاقَب بطريقة غير قانونية تماما. ليست هي وحدها التي تعاقَب بل زوجها أيضا وأصدقاؤها وأفراد أسرتها. هذا غير مقبول تماما».

وأوضح لوندستاد أن الميدالية وشهادة الجائزة نُقلت قبل بضعة أسابيع مع مقتنيات خاصة من صندوق في بنك كانت عبادي تحتفظ بها فيه. وقال: «أجرينا عدة اتصالات. وأبلغنا من مصادر مطّلعة أن هذا حدث قبل بضعة أسابيع. يواجه الكثير من الفائزين بنوبل مصاعب مع السلطات في بلادهم، بعضهم سُجنوا، لكن على حد علمي فإن هذه هي المرة الأولى التي تصادَر فيها الشهادة والقلادة على يد السلطات». واستدعت الخارجية القائم بالأعمال الإيراني للاحتجاج على مصادرة الجائزة وعبرت عن «عميق القلق» تجاه معاملة زوج عبادي الذي قالت الخارجية النرويجية إنه احتُجز في طهران وتعرض للضرب المبرح. وحث لوندستاد الناس على التحدث لإبداء الدعم لعبادي. وقال: «قمنا بالاحتجاج على هذه الإجراءات لدى السلطات الإيرانية ونشجع الآخرين على التحدث لأننا يتعين أن نفعل كل ما بوسعنا لدعم عبادي في نضالها المهم للدفاع عن حقوق الإنسان بإيران».

وقال يوناس جار ستويري وزير الخارجية النرويجي إن «اضطهاد» عبادي وأسرتها يُظهِر أن حرية التعبير تتعرض لضغط شديد في إيران التي أغلقت العام الماضي مركز حقوق الإنسان الخاص بعبادي.