فقراء غزة يراهنون على الجمعيات الخيرية في لحوم الأضاحي

ترصد العائلات المعوزة وتدون أسماءها

TT

رغم أن يوم أمس مثل أول أيام عطلة العيد في جميع الدوائر الرسمية والخاصة، فإن العاملين في «جمعية الصلاح الخيرية» في قطاع غزة ظلوا يعملون لساعات طويلة امتدت حتى الساعات الأخيرة من الليل.

وكان الباحثون التابعون للجمعية يرصدون أسماء العائلات المعوزة غير القادرة على شراء الأضاحي، وذلك لكي تقوم الجمعية بتوفير لحوم الأضاحي لهذه العائلات بمناسبة عيد الأضحى المبارك. وقال عامر بريك، مدير فرع الجمعية في مخيم المغازي للاجئين وسط القطاع لـ«الشرق الأوسط» إن الجمعية قررت تقديم اللحوم لكل عائلة لا يتقاضى ربها أجرا منتظما، مشيرا إلى أن كمية اللحم التي ستحصل عليها كل عائلة يتناسب مع عدد أفرادها. ويوضح بريك أن الجمعية اشترت عشرات العجول والأبقار، واستأجرت خدمات عدد من الجزارين الذين سيقومون بذبح هذه الأبقار وسلخها، لتقوم طواقم الجمعية بتوزيعها حسب القوائم المعدة سلفا. وشهد مقر الجمعية في حي بركة الوز، غرب المخيم، حركة نشطة جدا منذ ساعات صباح الأمس الأولى، حيث توافد الكثيرون على مقر الجمعية للتأكد من أن أسماءهم ضمن قوائم العائلات التي ستحصل على اللحوم.

بعض العائلات يقطن في المناطق الريفية الواقعة بين المخيمات على أطراف المدن التي تضررت بشكل خاص كون معظمها تقع في دائرة مناطق التماس التي كانت مسرحا للكثير من العمليات العسكرية التي انتهت بتدمير عدد كبير من المنازل وتجريف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية. وأرباب هذه الأسر في هذه المناطق يحرصون على تغيير الانطباع السائد لدى الناس هنا بأنهم موسرو الحال كونهم يملكون أراضي زراعية. وقال أحد أرباب هذه الأسر لـ«الشرق الأوسط»، إن «بعض الناس ما زالوا يعتبروننا من الأغنياء، مع أننا فقدنا كل شيء».

وما يزيد من أعباء الجمعيات الخيرية في هذه الأيام هو حقيقة أن نحو 65 في المائة من الفلسطينيين في غزة عاطلون عن العمل. ويضاعف تعقيد الأمور، ارتفاع أسعار الأضاحي. وقد حاولت الحكومة المقالة التدخل لتحديد سعر الأضحية، لكن من دون جدوى، إذ إنه من الصعب جدا إلزام التجار بسعر محدد للأضاحي. فمعظم الأغنام والأبقار يجري جلبها من مصر عبر الأنفاق. ويبلغ متوسط سعر الخروف في مصر نحو الخمسين دينارا أردنيا، لكنه يباع بمائتي دينار بعد تهريبه إلى غزة. وما يجعل التزام التجار بتسعيرة الأضاحي، أمرا صعبا هو حقيقة أن الكثير من الناس يقومون بشراء أضاحيهم من حظائر التجار مباشرة وليس من الأسواق الشعبية التي يوجد فيها مفتشو الأسعار الحكوميون. ويعرب تجار المواشي عن سخطهم من قرار الحكومة التدخل في الأسعار. وقال عبد الرحمن العودة أحد هؤلاء التجار لـ«الشرق الأوسط»: «لا يحق للحكومة التدخل في الأسعار لأنها غير قادرة على توفير الظروف الطبيعية للتجارة»، مشيرا إلى أن التهريب يزيد عدة أضعاف أسعار الأضاحي وغيرها من البضائع.

واستغلت حركة حماس الأيام التي سبقت العيد بتنظيم حملة زيارات شملت جميع العائلات في قطاع غزة. وخلال الحملة التي أطلق عليها «مودة» زارت وفود تمثل الحركة جميع العائلات، وقدمت لها الحلوى. وصدر التعليمات للوفود بعدم استثناء أي عائلة، حتى تلك المحسوبة على نشطاء حركة فتح.