اعتداء فاشل يستهدف حاكم ولاية قندهار في أفغانستان

كرزاي يدعو طالبان للمصالحة في أول أيام عيد الأضحى.. واستقالة وزير الدفاع الألماني السابق لدوره في الحرب

جنود وحراس أفغان يصلّون صلاة عيد الأضحى المبارك في مسجد بوسط العاصمة كابل وبنادق الكلاشنيكوف بين أرجلهم (إ.ف.ب)
TT

أفاد مصدر رسمي أن حاكم ولاية قندهار، مهد حركة طالبان في جنوب أفغانستان، تَعرّض الجمعة لمحاولة اعتداء أدت إلى إصابة شرطي بجروح. وأعلن زلماي أيوبي المتحدث باسم الحاكم لوكالة الصحافة الفرنسية أن «موكب الحاكم طوريالاي ويسا كان متوجها هذا الصباح (صباح أمس) إلى مسجد للمشاركة في صلاة عيد الأضحى عندما انفجرت قنبلة كانت مزروعة على حافة الطريق». وأضاف المتحدث: «أصيب شرطي كان يرافق الحاكم بجروح في الانفجار. ولم يُصَب الحاكم الذي تابع طريقه إلى المسجد». ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الاعتداء، لكن قندهار، كبرى مدن جنوب أفغانستان، تُعتبر معقلا لحركة طالبان. وتشهد أفغانستان حركة تمرد دامية تقودها حركة طالبان على الرغم من وجود أكثر من 100 ألف جندي أجنبي في البلاد. وعام 2009 هو الأكثر دموية منذ سقوط نظام طالبان في نهاية 2001، سواء على صعيد الضحايا المدنيين أو في صفوف القوات الأمنية الأفغانية والدولية. إلى ذلك أعلن وزير العمل الألماني فرانتس يوزيف يونغ أمس أنه قدم استقالته للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بعد انتقادات لدوره السابق كوزير للدفاع خلال حرب أفغانستان. وكان يونغ وزيرا للدفاع عندما طلبت القوات الألمانية دعما جويا وطلبت شن غارة في إقليم قندوز في الرابع من سبتمبر (أيلول) تقول الحكومة الأفغانية إنها أسفرت عن مقتل 69 من مقاتلي طالبان و30 مدنيا. ونفى يونغ الذي انتقل إلى وزارة العمل الشهر الماضي مرارا مقتل مدنيين في الهجوم وهو ما يعزز المعارضة للوجود الألماني في أفغانستان. واعترف يونغ أول من أمس أمام البرلمان بأنه كان يعلم لأسابيع بوجود تقرير للجيش تحدث عن سقوط قتلى مدنيين. وزاد هذا من الضغوط عليه ليقدم استقالته.

من جهة أخرى مد الرئيس الأفغاني حميد كرزاي يده إلى حركة طالبان أمس في إطار دعوة للمصالحة يقول قصر الرئاسة إنها ستكون محور فترته الثانية التي بدأت الأسبوع الماضي.

وقال كرزاي للصحافيين أمام قصر الرئاسة في كابل في أول أيام عيد الأضحى: «أدعو مجددا أشقاءنا في طالبان والحزب الإسلامي وكل من هو بعيد عن أرضه وحمل السلاح ضد بلده للعودة إلى الوطن من أجل السلام والاستقرار والرخاء، حتى نمضي نحن الأفغان يدا بيد معا لإعادة بناء بلدنا المحبوب وتحقيق الرخاء فيه». ويضم الحزب الإسلامي أتباع قلب الدين حكمتيار قائد الميليشيا السابق الذي قاتل قوات الاتحاد السوفياتي والإسلامي الذي يتعاطف مع أهداف طالبان.

وأدى كرزاي اليمين الدستورية الأسبوع الماضي لفترة رئاسة ثانية مدتها خمس سنوات ودعا للمصالحة مع المتشددين في خطاب تنصيبه. وقال مكتبه إنه من الممكن دعوة المتمردين لحضور اجتماع المجلس الأعلى للقبائل «لويا جيركا» العام المقبل.

ورفض الملا محمد عمر قائد طالبان في بيان عام نادر يوم الأربعاء دعوة كابل للتفاوض ودعا الأفغان إلى قطع صلاتهم مع حكومتهم, وقالت طالبان التي كثفت تمردها لمستويات غير مسبوقة منذ أطاحت بحكومتها قوات بقيادة الولايات المتحدة عام 2001 إنها لن تدخل في محادثات مع الحكومة قبل أن تنسحب القوات الأجنبية من البلاد. ومن المتوقع أن يعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما الأسبوع المقبل استراتيجية تتضمن إرسال عشرات الآلاف من القوات الإضافية لمحاربة حركة التمرد المتنامية في أفغانستان حيث يوجد الآن نحو 110 آلاف جندي أجنبي ثلثاهم من الأميركيين. وأيد مسؤولون أميركيون جهودا أفغانية للتواصل مع المتشددين منها محاولات لإجراء اتصالات مع السعودية حتى تكون همزة وصل. وقال كرزاي: «لن أتخلى عن هذا الصراع. أتمنى أن يدرك الملا عمر وغيره في طالبان أن هذا الأمر ضرورة قومية من أجل السلام والاستقرار». ودعا كرزاي الذي تضررت سمعته كثيرا بعد انتخابات شابها التزوير في أغسطس (آب) منافسيه ومن بينهم وزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله للانضمام إلى الحكومة الجديدة. ومن المتوقع أن يعلن الرئيس الأفغاني تشكيل الحكومة في الأسابيع المقبلة.

وفي بروكسل أعلن مصدر عسكري في الحلف الأطلسي أمس أن حلفاء الولايات المتحدة سيعلنون إرسال تعزيزات إلى أفغانستان تتراوح بين أربعة وخمسة آلاف جندي فور تأكيد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن بلاده سترسل عشرات آلاف الجنود إلى هذا البلد.

وأوضح المسؤول أن الدول الأوروبية في الحلف الأطلسي في مرحلة أولى «ستبقي على 1500 جندي على الأقل» من أصل القوات التي أرسلتها بصفة مؤقتة بهدف تعزيز أمن الانتخابات الأفغانية. ويتوقع أن تتعهد بعض الدول المعنية ـ بريطانيا (400 جندي) وألمانيا (220) وأسبانيا (450) ـ بترك هذه القوات في أفغانستان أو بتعويضها بقوات أخرى في حال سحبها. وشددت واشنطن لدى روما على أن تقوم إيطاليا بالمثل، في حين بدأ ما بين 400 و500 عسكري إيطالي في الانسحاب من أفغانستان بعدما أرسلوا لتعزيز أمن الانتخابات الرئاسية. وأجرى أوباما اتصالا هاتفيا برئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني الذي يؤيد في الأساس عودة هؤلاء الجنود، ليطلب منه بذل هذا المجهود. بدورها، اتصلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بنظيرها الإيطالي فرانكو فراتيني للتحدث معه بشأن «المساهمة الإيطالية» لمواجهة عناصر طالبان الذين يشكلون خطرا متزايدا.

وقال المصدر نفسه في الحلف الأطلسي: «إلى ذلك سيضاف ثلاثة آلاف رجل» من الدول الأوروبية ومن نحو 12 دولة أخرى لا تنتمي إلى الحلف الأطلسي ولكنها تشارك في القوة الدولية في أفغانستان (إيساف).وستشمل هذه الأرقام تعزيزات أعلن عنها سابقا وخصوصا 500 بريطاني و250 سلوفينيا و120 ألمانيًّا. وفي حين يتوقع أن يعلن أوباما في الأول من ديسمبر (كانون الأول) إرسال نحو ثلاثين ألف جندي إلى أفغانستان، يبقى الرهان بالنسبة إلى الحلف الأطلسي أن يظهر موحدا بشأن الاستراتيجية الواجب اعتمادها والوسائل التي سيستخدمها، في أثناء اجتماع وزراء خارجيته في الثالث والرابع من ديسمبر في بروكسل.

ولن يكون أمام المسؤولين العسكريين الذين سيجتمعون بدورهم في السابع من ديسمبر في مقر عام الحلف الأطلسي في مون (جنوب بلجيكا)، سوى تنسيق التعهدات التي ستقطعها في هذه الأثناء عواصم دولهم الـ28.