باكستان: مقتل زعماء قبائل صحوة و15 مسلحا

قلق باكستاني من زيادة القوات الأميركية في أفغانستان

TT

قتل ثلاثة من أعيان القبائل الباكستانية المناهضة لحركة طالبان الباكستانية، بهجمات متفرقة في الحزام القبلي المحاذي للحدود الأفغانية، في وقت يواصل فيه الجيش الباكستاني عملياته بالمنطقة حيث أعلن أمس عن مقتل 15 مسلحا بمقاطعة خيبر القبلية.

وقال مسؤول الإدارة المحلية بمقاطعة باجور القبلية جميل خان إن الزعيم القبلي شاهبور خان وهو حليف للسلطات الباكستانية، اغتيل في انفجار عبوة ناسفة وضعت له على جانب الطريق أثناء عودته إلى منزله في بلدة بادان لاستقبال الضيوف عقب أدائه صلاة عيد الأضحى، وقد أسفر الهجوم عن إصابة ثلاثة أشخاص آخرين بجروح خطيرة، وأكد الجيش أنه قتل 15 مقاتلا من حركة طالبان. وكان شاهبور خان يقود ميليشيا مناهضة لطالبان في منطقة باجور على الحدود الأفغانية، وهي إحدى المناطق القبلية السبع التي تحولت تدريجيا إلى معقل لـ«القاعدة» منذ سقوط نظام طالبان في أفغانستان أواخر 2001، بحسب الولايات المتحدة. ووضعت العبوة اليدوية الصنع إلى جانب الطريق في مدينة بادان، وأدى انفجارها إلى إصابة ثلاثة من أتباع شاهبور خان، على ما أعلن المسؤول في الإدارة المحلية جميل خان. وكانت المجموعة عائدة من صلاة عيد الأضحى. وكان سلف شاهبور خان، ميك رحمة الله، قتل في باجور العام الماضي في عملية انتحارية. من جهة أخرى، قتل الجيش مدعوما بالمروحيات 15 عنصرا من طالبان في عملية جديدة شنها في مدينة خيبر التي تقع في محاذاة بيشاور على الطريق المستخدمة لتموين قوات حلف الأطلسي. وأعلن الجيش في بيان مقتل 15 عنصرا على الأقل من طالبان وإصابة عدد كبير منهم بجروح، فيما أصيب ثلاثة جنود بجروح. ودفعت السلطات الباكستانية نحو 120 ألف دولار لاعتقال أحد قادة حركة طالبان باكستان، حسبما أفاد الجيش الباكستاني أول من أمس. وهذه أول مرة تعلن فيها باكستان عن دفع مكافأة منذ عرضها خمسة ملايين دولار للحصول على معلومات تؤدي إلى القبض على حكيم الله محسود، زعيم «طالبان» باكستان، و18 من مساعديه، أحياء أو أمواتا. وجاء في بيان للجيش أن «قوات الأمن اعتقلت الإرهابي المطلوب عبد الله شاه محسود» في بلدة تانك الشمالية الغربية. وأضاف: «لقد وضعت مقابل القبض عليه مكافأة قيمتها عشرة ملايين روبية»، وأضاف أن «المبلغ دفع إلى مخبر». وكان شاه محسود رقم 17 على قائمة مسلحين مطلوبين تم نشرها في 2 نوفمبر (تشرين الثاني) وتحمل مكافأة تبلغ ما بين 10 و50 مليون روبية لمعلومات تؤدي إلى القبض على زعماء حركة طالبان باكستان التي ألقيت عليها مسؤولية عدد من أسوأ الهجمات التي شهدتها البلاد وراح ضحيتها أكثر من 2550 شخصا خلال الـ29 شهرا الماضية في باكستان. وقتل نحو 2000 شخص في القتال ضد المسلحين الإسلاميين منذ عام 2002. ويشن الجيش والشرطة الباكستانية هجوما واسعا على معاقل «طالبان» باكستان في وزيرستان الجنوبية الواقعة في مناطق القبائل، حيث يقول مسؤولون أميركيون إن مقاتلي «القاعدة» يخططون لهجمات على الغرب.

وقتل ستة مسلحين أول من أمس في مواجهة مع القوات الباكستانية في منطقة مامراي في خيبر الواقعة على طريق الإمدادات الرئيسي لحلف الأطلسي في أفغانستان. إلى ذلك قال رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني أمس إن الزيادة المتوقعة لأعداد الجنود الأميركيين في أفغانستان يمكن أن تزعزع استقرار باكستان المجاورة، وذلك قبل أيام من إعلان الولايات المتحدة المنتظر منذ فترة طويلة عن استراتيجيتها في أفغانستان. ويستعد الرئيس الأميركي باراك أوباما للكشف عن الاستراتيجية التي جرت مراجعتها للحرب الأفغانية التي تتراجع شعبيتها الأسبوع القادم مع توقع إرسال 30 ألف جندي إضافي على الأقل إلى أفغانستان. وقال جيلاني إن باكستان حليفة الولايات المتحدة تخشى أن تؤدي هذه التعزيزات إلى إرغام المتشددين على الفرار إلى أراضيها، خصوصا إلى إقليم بلوشستان الجنوبي الغربي المضطرب. وقال جيلاني في مؤتمر صحافي: «إرسال المزيد من الجنود إلى أفغانستان.. تسبب مخاوف من تدفق المتشددين نحو بلوشستان. وأعلنت الحكومة في الأسبوع الحالي حزمة من الإصلاحات في الإقليم تهدف إلى إنهاء تمرد منخفض المستوى».

ويشن الانفصاليون في بلوشستان حملة منذ عشرات السنين من أجل الحصول على قدر أكبر من الحكم الذاتي والسيطرة على الموارد الغنية للإقليم من الغاز الطبيعي والمعادن التي يقولون إنه يتم استغلالها دون عدالة لصالح أقاليم أخرى.

ويقول مسؤولون أميركيون إن كثيرا من زعماء حركة طالبان الأفغانية يختبئون في بلوشستان. وقال جيلاني إن الرئيس آصف علي زرداري طلب من أوباما إجراء مشاورات مع باكستان بشأن استراتيجيته في أفغانستان. وقال: «قلنا بوضوح... ينبغي التشاور معنا ومع مسؤولي مخابراتنا والشؤون الدفاعية حتى نستطيع أن نصوغ استراتيجيتنا وفقا لذلك». ويقاتل الجيش الباكستاني متشددي «طالبان» في المناطق الشمالية الغربية على الحدود الأفغانية، خصوصا في منطقة وزيرستان الجنوبية. ورد المتشددون بسلسلة من التفجيرات. وأصابت قنبلة ثلاثة أشخاص أمس في أحدث أعمال العنف في مدينة بيشاور الشمالية الغربية. ورحبت الولايات المتحدة التي تقوم بالموازنة بين الخيارات بشأن كيفية تغيير الوضع الأمني المتدهور في أفغانستان بالهجوم في وزيرستان الجنوبية، لكنها تبدو حريصة أيضا على قيام باكستان بالتصدي لفصائل «طالبان» الأفغانية في الجيوب التي تسودها الفوضى على طول الحدود.