مجزرة الفلبين: المحققون جمعوا حججا قوية ضد السياسي الكبير والمشتبه به الرئيسي

وزيرة العدل ترفض إطلاق سراح العمدة نظرا للأدلة التي تم جمعها

TT

وسعت وزارة العدل الفلبينية أمس دائرة التحقيق بشأن مذبحة راح ضحيتها 57 شخصا ارتبطت بمنافسة سياسية في إقليم يقع جنوب البلاد ليشمل ثمانية من أقرباء المشتبه به الرئيسي، في وقت قال فيه مسؤولون فلبينيون أمس إن المحققين لديهم حجة قوية ضد سليل عائلة سياسية قوية اعتقل بسبب ما يزعم من تدبيره المذبحة.

وقالت وزيرة العدل أجنيس ديفيناديرا إن شهادات الشهود والأدلة التي جمعت تشير بأصابع الاتهام إلى أندال أمباتوان الابن، وهو رئيس بلدية ونجل حاكم إقليم ماغوينداناو في جزيرة مينداناو، بوصفه المشتبه به الرئيسي في الهجوم الذي وقع يوم الاثنين الماضي على مجموعة من الأشخاص معظمهم من النساء والصحافيين في بلدة أمباتوان في إقليم ماغوينداناو على بعد 930 كيلومترا جنوب مانيلا. وأضافت: «بالنسبة إلى العمدة في تلك المرحلة من الزمن لا أرى أي سبب لإطلاق سراحه مع طبيعة الأدلة التي لدينا».

وقال المتحدث الرئاسي سيرج ريموند إن الرئيسة غلوريا ماكاباغال أرويو أعطت لوزير الداخلية رونالدو بونو الحرية لوقف المسؤولين المحليين عن العمل في إقليم ماغوينداناو ومنطقة مينداناو الإسلامية التي تتمتع بحكم ذاتي، والذين ربما تورطوا أيضا في المذبحة. والمشتبه به هو نجل سياسي محلي نافذ عضو في تحالف الرئيسة غلوريا أرويو.

وأضاف ريموند أن «مذبحة ماغوينداناو تعد ذكرى مؤلمة عن كيفية عودة الإنسان إلى الهمجية». وأشار إلى أن الآلة الحكومية تعمل لاقتياد المشتبه به إلى السجن، «وهو أقل ما يمكن عمله لاسترداد كرامتنا في أعين العالم». وتابع يقول: «سمعتنا كشعب متحضر في خطر الآن. لا يساوركم الشك في إصرارنا على استرداد كرامتنا. إننا بلد متحضر نعي واجباتنا».

وبدا أن أرويو أبعدت نفسها عن أسرة أمباتوان وهي حليف قريب يزعم أنه ساعد في تزوير الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2004 لضمان فوزها. وكانت وزيرة العدل قد قالت في وقت سابق إن المحققين لديهم في السجن واحد من بين أكثر من مائة مسلح شارك في المذبحة. وأضافت أن الشاهد زعم أن أمباتوان الابن هو الذي أصدر أمرا بتنفيذ المذبحة.

وشدد أندال أمباتوان الابن على أنه بريء من الهجوم الوحشي الذي وقع الاثنين الماضي بقرية جبلية تابعة لمدينة أمباتوان، وقال أندال أمباتوان في مقابلة تلفزيونية أجريت معه في محبسه بالمكتب الوطني للتحقيقات: «نعلم أن جبهة مورو الإسلامية للتحرير مجموعة إرهابية، خصوصا تحت قيادة زعيمها امبرا كاتو. إنهم إرهابيون». وأضاف: «أنا بريء.. جئت إلى هنا طوعا من أجل أن أوضح لكم جميعا أنني لست مختبئا. فأنا بريء من الجريمة التي يتهمونني بها».

غير أن المتحدث باسم جبهة مورو، عيد كابالو، نفى أن تكون جماعته متورطة في هذه المذبحة، وقال: «لا نقيم لاتهاماته وزنا.. سنترك محققي الشرطة ليقوموا بعملهم ويعثروا على المتورطين في هذه الجريمة». ولم يربط المحققون بين الجبهة والمذبحة.

وكان أندال أمباتوان الابن، الذي تعد أسرته حليفا قويا لرئيسة الفلبين غلوريا ماكاباغال أرويو، سلم نفسه أول من أمس لجيسوس دوريزا، مستشار الرئاسة الفلبينية، حيث قامت الشرطة على الفور بتوجيه دعوى جنائية بحقه بالقتل المتعدد ضده. ويتردد أن أندال أمباتوان قاد مجموعة تضم أكثر من مائة شخص مدججين بالسلاح قاموا بإيقاف قافلة من خصومهم السياسيين وقادوهم إلى قرية جبلية في مدينة أمباتوان وقتلوهم جميعا.

وكان الضحايا الذين تم فصل رؤوس ستة منهم عن أجسادهم، والذين أطلق عليهم النار عدة مرات من مسافة قريبة، في طريقهم لتقديم وثائق ترشيح نائب عمدة بلدة بولوان إسماعيل مانغوداداتو لخوض الانتخابات على منصب حاكم ماغوينداناو العام المقبل. وكان بين الضحايا زوجة مانغوداداتو وشقيقتاه واثنان من المحامين المعنيين بحقوق الإنسان وما لا يقل عن 21 صحافيا محليا كانوا يقومون بتغطية الحدث.

ويمكن أن يدفع ترشيح مانغوداداتو به إلى مواجهة نجل الحاكم الحالي أندال أمباتوان (الأب) الذي فاز بالتزكية لثلاث فترات في جولات انتخابية سابقة. ومن بين هؤلاء الذين خضعوا للتحقيق داتو أندال أمباتوان الأب حاكم إقليم ماغوينداناو، وهو والد المشتبه به الرئيسي وداتو زالدي أمباتوان حاكم منطقة مينداناو الإسلامية التي تتمتع بحكم ذاتي، وهو شقيق أكبر للمشتبه به.

يكن قائدا للخمير الحمر وكان يستجيب فحسب لأوامر صادرة عن زعماء الحركة.