الحجاج يرمون الجمرات الثلاث.. والدفاع المدني يشدد على اتباع نظام المسارات ذات الاتجاه الواحد

مصلحة الإحصاءات: عدد من أدى الفريضة من الخارج والداخل 2.3 مليون

جسر الجمرات شهد انسيابا في حركة الرمي أمس (تصوير: عدنان مهدلي)
TT

يبدأ حجاج بيت الله الحرام هذا اليوم، أول أيام التشريق، رمي الجمرات الثلاث، والتي تبدأ من الصغرى ثم الوسطى، ويختتمونها بجمرة العقبة، فيما سيكون لجاهزية منشأة الجمرات بطوابقها الخمسة، وخطط التفويج المعدة، دور كبير في تخفيف الأعباء التي كان يتحملها الحجاج في أثناء أدائهم هذا النسك سابقا.

وكان ضيوف الرحمن والمسلمون في كافة أنحاء العالم استقبلوا صباح أمس إطلالة عيد الأضحى المبارك، وفي مكة المكرمة أدى أهالي المدينة وحشود كبيرة من الحجاج صلاة العيد في المسجد الحرام في أجواء آمنة مطمئنة مفعمة بالخشوع لله والخضوع له سبحانه وتعالى، وشهد الحرم المكي منذ ساعات الصباح الأولى تدفق الآلاف من الحجيج الذين امتلأت بهم جنباته وأدواره العلوية والساحات المحيطة به، وشهدت الطرق المؤدية إلى المسجد الحرام كثافة بشرية كبيرة في أعداد المشاة وكثافة مرورية في أعداد السيارات.

من جانب آخر أكد الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية أن نفرة الحجاج من مزدلفة إلى مِنى تمت بكل يسر وسهولة، وفي أجواء مفعمة بالأمن، مبينا أن جميع الجهات والأجهزة الحكومية والأهلية المعنية بشؤون الحج والحجاج تواصل تنفيذ خططها حسب ما هو مرسوم لها.

وكانت جموع الحجيج قامت أمس بأداء نسك رمي الجمرات في مشعر مِنى برمي الجمرة الكبرى بسبع حصيات في انتظام سلس وحركة هادئة وانسيابية في تنقل الحجيج من مواقع إقامتهم في مِنى وفق خطة التفويج المعدة لذلك، وكان لمشروع تطوير جسر الجمرات الذي وجّه به خادم الحرمين الشريفين دور أكبر إنجاح تيسير وتسهيل رمي الحجاج للجمرات بطمأنينة وراحة للعام الثالث على التوالي.

وقد أقبل الملايين من حجاج بيت الله الحرام فجر أمس جماعات وأفرادا إلى مشعر مِنى قادمين من المشعر الحرام، مزدلفة، الذي باتوا فيه راجلين وركبانا مهللين مكبرين تملؤهم الفرحة والسرور بعد أن منّ الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات الطاهر وقد أدوا الركن الأعظم من أركان الحج، تحفهم عناية الله تعالى ورعايته وهم يعيشون الأجواء الإيمانية وسط خدمات متكاملة تحيطهم من كل جانب، وبعد رمي العقبة اتجه الكثير منهم حيث قاموا بنحر وذبح هديهم وأضحياتهم، وقد تحلل الغالبية من لباس الإحرام بعد حلق أو تقصير الشعر اقتداء بالسنّة النبوية المطهرة، بينما فضل البعض التوجه إلى المسجد الحرام لأداء طواف الإفاضة والسعي بين الصفا والمروة.

من جانب آخر أعلنت مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات أمس أن إجمالي عدد الحجاج الذين أدوا الفريضة هذا العام 2.3 مليون حاج، فالقادمون من الخارج أكثر من 1.6 مليون، فيما كان عدد حجاج الداخل قرابة 700 ألف حاج، وغالبيتهم من المقيمين غير السعوديين. من جهة ثانية كشف الفريق سعيد القحطاني مدير الأمن العام ورئيس اللجنة الأمنية بالحج أن الخطط الأمنية والخدمية في هذا الموسم جاءت بعد دراسات درست بعناية مع مشاركات فاعلة لكافة الجهات المعنية، ومع توفير الأعداد البشرية وكافة المتطلبات الآلية والمعدات والتجهيزات المختلفة، وكوادر مدربة ذات خبرات ميدانية، ساعد في منظومات التقنية والاتصالات ووسائل المتابعة والرصد المستمر لكافة الأحوال والتحركات والتنقلات التي يقوم بها ضيوف الرحمن من مشعر إلى آخر بما تتطلبه تلك التنقلات من جهود واسعة.

من جانبه دعا الدفاع المدني حجاج بيت الله الحرام إلى اتباع التعليمات الإرشادية التي وضعت في أنحاء مشعر مِنى، وتبين نظام المسارات ذات الاتجاه الواحد في الدخول إلى منطقة الجمرات والخروج منها بما يتفق مع المشروع الجديد للجسر والالتزام بالجدول الزمني المحدد لكتل الحجيج، وشدد على ضرورة اتباع تعليمات رجال الأمن والمرشدين والمراقبين لحملات الحج والابتعاد عن أوقات الذروة وعدم اصطحاب الأمتعة في أثناء الذهاب للجمرات، وأشارت إلى الاستفادة من الرخص الشرعية في توكيل «أهل العذر» من كبار السن والمرضى والمعوقين لمن ينوب عنهم في الرمي لتجنب المشقة، ونبه إلى تجنب افتراش الأرصفة والشوارع والأنفاق مما قد يلحق بالمفترشين وغيرهم من الحجاج من حوادث تعكر سلامتهم وتعطل حركة المرور والمشاة.