الدراجة النارية.. الرابح الأكبر في شوارع مكة

تعد الأغلى والأسرع في سوق النقل خلال موسم الحج قبل دخول القطارات حيز التنفيذ

حجاج يستقلون دراجة نارية للتنقل في منى (تصوير: غازي مهدي)
TT

أصبحت الدراجة النارية الرابح الأكبر في شوارع العاصمة المقدسة في موسم الحج، حيث يزيد الطلب عليها نظير اختصارها المسافات، وقفزها على كل الحواجز وقدرتها على مزاحمة الكتل الحديدية الضخمة.

الأقسى في تجربة الدراجة النارية أن راكبها قد يصبح على «كف عفريت»، لافتقادها أبسط شروط السلامة، ونسيان قائديها «خوذات الرأس»، ولأن لكل شيءٍ ضريبة، فأصحابها الذين لا يمتلكون تصاريح لقيادتها سيكونون هدفا أمام أعين الجهات الأمنية ولن تتوانى السلطات المرورية عن ضبط دراجاتهم ومصادرتها على الفور.

وفي أيام الحج ترتفع تكلفة الركوب خلف قائد الدراجة، بل تعد الأغلى في سوق النقل، حيث قد يدفع الحاج للذهاب أو العودة من وإلى المشاعر أكثر من 100 دولار في رحلة حفت بالخطر وتهددها نهاية حزينة وشيكة على أحد الأرصفة في مكة، بل قد يتجاوز الأمر أكثر من ذلك، ليصبح ركوب الدراجة النارية من باب الترفيه والتنزه تارة، وسبر المخاطرات تارة أخرى، وما بين هذه وتلك، تعد الوسيلة الأولى في مكة وإن تعاظم خطرها حتى تدخل القطارات حيز التنفيذ بشكلٍ فعلي.

محمد القحطاني مدير مرور مزدلفة، قال لـ«الشرق الأوسط» إن الهدف من التشديد على ضبط المخالفين من قائدي الدراجات النارية ومنع من لا يحملون تصاريح خاصة لدخول المشاعر المقدسة لضمان سلامة الحجاج والمشاركين في الحج إضافة إلى الحد من جعل هذه في أيدي المراهقين ولضمان توفر وسائل السلامة. وأبان أن الدراجات النارية في مكة وخاصة في المشاعر المقدسة تدر مبالغ مربحة خلال فترة الحج ويتجه العاطلون إلى شرائها في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري وذلك بأسعار تتجاوز 2000 ريال حيث سوق الدرجات النارية ينشط في فترة الحج بشكل ملحوظ. وأضاف أن الأجانب يعمدون إلى شرائها قبيل الحج بشهرين وتخزينها في مستودعات خاصة يعملون فيها ليقوموا ببيعها في هذا الشهر حيث يفرض أصحابها أسعارا تصل إلى 50 ريالا للمشوار.

ونظرا لانتشارها بهذه الطريقة فقد عمدت بعض المؤسسات الأهلية إلى فتح نواد للهواة، يدربون بشكل يومي على معرفة طرق التنقل بها، والمشي بها في شوارع ضيقة، والتدرب على السير بها في أحلك الأوقات وأصعب الظروف.