«المسجد» و«المسلخ» فـ«الحلاق».. خارطة طريق في الأضحى

3 أماكن لا يجوز تقديم زيارة أحدها على الآخر.. والأمطار تتسبب في تأجيل نحر الأضاحي في حائل

TT

«المسجد، المسلخ، فصالون الحلاقة»، ثلاثة أماكن، لزاما على أهالي السعودية مثلهم مثل بقية دول العالم زيارتها في أول أيام عيد الأضحى المبارك، وتشكل لهم خارطة طريق تراتبية، بحيث لا يجوز تقديم زيارة أحدها على الآخر، طبقا لأحكام الشريعة الإسلامية، والتي لا تجيز نحر الأضحية والحلق تبعا لذلك، إلا بعد صلاة العيد.

وتحدد وزارة الشؤون الإسلامية في السعودية، سنويا، عددا من المساجد التي ستقام فيها صلاة العيدين، وعادة ما تشهد تلك المساجد زحاما كبيرا مع شروق الشمس، وهي الظاهرة التي تعتبر إيذانا رسميا ببدء إقامة صلاة العيد في مساجد البلاد.

وفيما يفضل بعض السعوديين، نحر الأضاحي في منازلهم، يجد البعض الآخر الذي يرتكن للراحة، في المسالخ مكانا مناسبا لنحر الأضاحي، وتشكل مناسبة العيد «يوما ذهبيا» للمسالخ في البلاد، فيما تقوم بعض العمالة الأجنبية بدور في معادلة نحر الأضاحي من خلال ترصدها للزبائن على قارعة الطرقات. وتختلف مظاهر عيد الضحى في الشارع السعودي، بحسب كل منطقة. ويشترك الجميع في الحرص على تفعيل العلاقات الاجتماعية خلال أيام العيد الثلاثة، وخصوصا في اليوم الأول، والذي يشهد في العادة تجمعات عائلية إما في المنازل أو في الاستراحات.

وفي حائل، تسبب هطول المطر بغزارة ومنذ ساعات الصباح الأولى، بتأجيل بعض الأهالي ذبح أضحيتهم، والذين اعتادوا في السابق ذبحها في شعاب وأودية حائل، مما أسهم بزحام شديد أمام مسلخي أمانة المنطقة الشمالي والجنوبي، وتسبب ذلك بتكدس أرتال من السيارات أمام المسلخين، في طابور طويل، واضطر البعض لقضاء أكثر من 13 ساعة في انتظار دورهم لسلخ أضحيتهم. واستعان البعض بالسائقين والصغار للوقوف في طابور السيارة، ليخلق أزمة جزارين بعد لجوء البعض لذبح وسلخ الأضحية داخل المنزل ويصل سعر الجزار إلى 100 ريال للذبحية. وتحاول «المسالخ»، والتي تعتبر الرقم الصعب في عملية نحر الأضاحي، إنجاز عملها في وقت مبكر، حيث تستغرق في العادة وقتا قصيرا جدا، بدءا من النحر، وانتهاء بتقطيع الأضحية، فيما تظل عملية النحر في المنازل تتم ببطء مقارنة بالمسالخ نظرا لبدائية الآلات المستخدمة.

ويضطر بعض السعوديين، لنحر أضاحيهم في منازلهم، رضوخا لرغبات أبنائهم، والذين يعتبرون هذا الأمر جانبا من الأمور الترفيهية التي تدخل البهجة على نفوسهم في مثل هذه المناسبات.

ويحرص بعض الأهالي والعائلات السعودية، على التواجد في اجتماعات عائلية كبيرة في الاستراحات والمنازل الكبيرة والتعاون على إنهاء مهمة ذبح الأضاحي وتقطيعها، مما يجعل هذه المناسبة فرصة للتواصل والتقارب فيما بينهم.

ولا يخلو منزل في السعودية، من قصص الفكاهة التي تولدها حوادث نحر الأضاحي في المنازل، والتي عادة ما يسبقها شد وجذب مع الخراف، قبل سحبها إلى ساحة المقصلة.

وفي الشوارع، تنتشر العمالة الأجنبية بالقرب من محلات الجزارة والملاحم، تأهبا لتلبية طلب أي زبون يرغب في الاستعانة بهم في عملية نحر أضاحيه.

وتتراوح المبالغ المالية التي تتحصل عليها العمالة نتيجة قيامها نحر الأضاحي، بين 30 و70 ريالا سعوديا، ويعتبرون هذا اليوم فرصة لهم في ظل إجازاتهم الرسمية من أعمالهم الحكومية والخاصة، لتحقيق مردود مادي مجز نتيجة لهذا العمل.

وفي مسلخ بريدة الجديد في مدينة الأنعام، توافد العديد من المواطنين والمقيمين في أول أيام عيد الأضحى لنحر أضاحيهم.

وخلافا للتوقعات، فقد شهد مسلخ بريدة نحر 1200 أضحية خلال يوم أمس، ويؤكد عبد الله الشدوخي المشرف عليه، أنهم بدأوا بتلقي الأضاحي منذ ساعات الفجر الأولى، وأن عمليات الذبح تمت بواقع 40 أضحية لكل نصف ساعة.