خادم الحرمين: المملكة لا تقبل التجاوز على أحد ولن تسمح لكائن من كان أن يدنس شبراً من أراضيها

قال: لا خيارات مفتوحة للدفاع عن النفس سوى خيار واحد.. النصر بعزة وكرامة أو الشهادة في سبيل الله ثم الوطن

خادم الحرمين الشريفين لدى استقباله الأمراء والعلماء وقادة أمن الحج في منى أمس (واس)
TT

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أن المملكة العربية السعودية لا تقبل التجاوز على أحد «لكنها في نفس الوقت لن تسمح لكائن من كان أن يدنس شبراً من أراضيها، فلا خيارات مفتوحة للدفاع عن النفس سوى خيار واحد، النصر بعزة وكرامة أو الشهادة في سبيل الله ثم الوطن».

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الملك عبد الله خلال استقباله في الديوان الملكي بمِنى أمس، الأمراء والعلماء والمشايخ وضيوفه من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والوزراء وقادة وضباط ومنسوبي أمن الحج الذين قدموا للسلام عليه وتهنئته بعيد الأضحى المبارك، حيث وصف في كلمته بأن من يظن أن بأن سيادة وأمن البلاد مكان خصب لفكره المريض بأنه واهم، معربا عن ثقته والشعب بأبنائه من قطاعات القوات المسلحة السعودية كافة. وفي ما يلي نص الكلمة:

«بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، إخواني وأبنائي رجال القوات المسلحة بقطاعاتها كافة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نحمد الله الذي مكّننا من خدمة حجاج بيت الله الحرام وهو شرف لا يوازيه شرف، ولا شك أن ما قمتم به من واجب متوكلين على الله جل جلاله في تسهيل وتأمين سلامة عباده من الحجاج، أمر نقدره لكم ونشكركم عليه وندعو الله لكم بالعون والسداد.

إخواني وأبنائي الكرام، إن ما يجيش في نفسي وفي نفوس أهلكم شعب المملكة العربية السعودية من اعتزاز بكم لم يأتِ من فراغ، فأنتم بعد الله درع هذا الوطن، وكنتم تسعون في كل أمر بعد التوكل على الحق جل جلاله رافعين راية التوحيد ضد سوء التدبير عند مَن خدعته نفسه الأمارة بالسوء، وأكدتم القول المعروف «إن المعرفة بعون الله تسبق النصر والجهل يسبق الهزيمة».

إخواني وأبنائي رجال القوات المسلحة، بإيمانكم بالله يكون الولاء بعد الله لوطنكم وأهلكم امتدادا طبيعيا وتاريخيا لوفاء آبائكم وأجدادكم من الموحدين خلف قائدهم الملك عبد العزيز طيب الله ثراهم جميعا، وسيعلم من يظن بأن سيادة وأمن بلادكم مكان خصب لفكره المريض بأنه واهم «وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ»، وليعلم الجميع بأن المملكة العربية السعودية لا تقبل التجاوز على أحد لكنها في نفس الوقت لن تسمح لكائن من كان أن يدنس شبراً من أراضيها، فلا خيارات مفتوحة للدفاع عن النفس سوى النصر بعزة وكرامة، أو الشهادة في سبيل الله ثم الوطن، فبارك الله فيكم رجالا أوفياء وأبناء بررة، وأسأله تعالى أن يمن على بلادنا بالأمن والاستقرار والعز والتمكين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

وكان الفريق سعيد القحطاني مدير الأمن العام ورئيس اللجنة الأمنية بالحج، أوضح في كلمته أن الاستعدادات للحج مضت على قدم وساق، وبكل همة ونشاط يدفعها اهتمام الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، مشيرا إلى أنه «لم يفوت مناسبة إلا وأكد على تنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين، ومنحها أقصى درجات الاهتمام والعناية».

وأكد أن الخطط الأمنية والمدنية لخدمة الحجيج لم توضع بسهولة، بل جاءت نتيجة دراسات معمقة ومشاركات جادة مع الجهات المعنية كافة بالحج، ضمن لقاءات مستمرة وورش عمل متعددة، واجتماعات متوالية، بعد الرجوع إلى خطط الأعوام الماضية، ودروسها المستفادة، وثمّن متابعة نائب وزير الداخلية وأمير منطقة مكة المكرمة ومساعد وزير الداخلية السعودي للشؤون الأمنية لتنفيذ الخطط الموضوعة كافة التي كان لها أبلغ الأثر في تحقيق الأهداف المرجوة.

وعبّر الفريق القحطاني عن فخر القوات المسلحة بالذود عن حمى الوطن، وخاطب الملك عبد الله قائلا: «سيدي القائد الأعلى للقوات العسكرية كافة، لقد تجرأت شرذمة مأجورة ضالة بالاعتداء على سيادة المملكة العربية السعودية، فجاء الرد سريعا تنفيذا لأوامركم في تطهير الأرض من رجسهم، ولقنتهم قواتنا المسلحة الباسلة درسا لن ينسوه أبدا، نسأل الله أن يكفي الإسلام والمسلمين من شرورهم وفتنتهم وبغيهم».

وقد حظي قادة وضباط ومنسوبو أمن الحج بالسلام على خادم الحرمين الشريفين، كما ألقى الشاعر اللواء خلف بن هذال العتيبي قصيدة بهذه المناسبة. حضر الاستقبال الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، والأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، والأمير عبد الإله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية، والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، حيث تناول الجميع طعام الغداء على مائدة خادم الحرمين الشريفين.