الولايات المتحدة تدعو إيران إلى التوقف عن «مضايقة» شيرين عبادي

حائزة نوبل تشجب مصادرة أموالها وتعتبرها غير قانونية

TT

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة تدعو إيران إلى التوقف عن «مضايقة» المحامية الإيرانية، شيرين عبادي، التي تؤكد أن السلطات الإيرانية صادرت جائزة نوبل للسلام، التي فازت بها. وقال داربي غاريت هولاداي، المسؤول في المكتب الإعلامي، لوزارة الخارجية الأميركية في بيان: «ندعو السلطات الإيرانية إلى التوقف عن مضايقة السيدة عبادي، وإلى احترام حقوق الإنسان لدى جميع المواطنين الذين يسعون إلى إسماع أصواتهم». وأضاف أن قضية عبادي «نموذج إضافي عن تغاضي المسؤولين الإيرانيين عن عدم الاحترام المبدئي لحقوق الإنسان».

وأكدت شيرين عبادي (62 عاما) أن السلطات الإيرانية التي تطالبها بدفع ضرائب متأخرة تبلغ 410 آلاف دولار، صادرت حسابها المصرفي وحساب زوجها، وخزينة كانت تحتوي خصوصا على جائزة نوبل التي فازت بها في 2003.

وتقول عبادي إن مصادرة هذه الأملاك مخالفة لقانون إيران، ورفعت شكوى ضد القاضي الذي أمر بالمصادرة. ونفت وزارة الخارجية الإيرانية، من جهتها، مصادرة الميدالية، على الرغم من أنها أكدت ضمنا مصادرة أموال عبادي بسبب عدم تسوية الضرائب المرتبطة بالجائزة.

واحتجت شيرين عبادي، بشدة، على مصادرة السلطات الإيرانية جائزتها وتجميد أموالها. وقالت عبادي في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية إن «مصادرة هذه الأموال انتهاك للقانون، ولقد تقدمت بشكوى ضد القاضي الذي أصدر الأمر بذلك». وأضافت أن المسؤولين الذين قرروا وضع اليد على حساباتها المصرفية «لا علاقة لهم بوزارة المالية، إنهم من المحكمة الثورية». وزادت بأنه لا يوجد في القانون الإيراني ما يشير إلى فرض ضريبة على جائزة نوبل، ثم أردفت: «لقد حصلت على جائزة نوبل قبل ست سنوات ولم أتلق من الحكومة خلال كل تلك المدة طلبا لدفع ضريبة. المطالبة جاءت فقط بعد الانتخابات». وأوضحت: «تلقيت وثائق من وزارة المالية لدفع 410 آلاف دولار كضرائب. قدمت احتجاجا على المبلغ لكني لم أتلق ردا بعد».

ورفضت عبادي (62 عاما) فرضية أن يكون المسؤولون الإيرانيون أخذوا جائزة نوبل عن طريق الخطأ أثناء مصادرة وثائق تتعلق بأموالها. وقالت: «ليس هناك خطأ، لقد صادروا أو جمدوا كل حساباتي الشخصية. زوجي لديه خزينة في بنك (تجارات) في طهران، وقد جمدوا وصادروا محتوياتها. كانت ميدالية نوبل وجائزة وسام جوقة الشرف داخل الخزينة، وقد أخذوهما».

وغادرت عبادي إيران عشية الانتخابات للمشاركة في مؤتمر من ثلاثة أيام في إسبانيا، ولم تعد منذ ذلك الحين إلى بلادها، لكنها قالت إنها تعتزم العودة في المستقبل القريب. وقالت: «كل أقربائي ومنزلي في إيران، ولذلك سأعود». وأضافت أن زوجها منع من مغادرة البلاد، على الرغم من أنه «لا علاقة له بالسياسة. إنه يهتم فقط بالأعمال». وعبادي معروفة بانتقادها للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي أدت إعادة انتخابه إلى تنظيم مظاهرات احتجاج شابها العنف.

واتهمت النرويج طهران بمصادرة الميدالية التي منحتها لعبادي، واستدعت سفير إيران في أوسلو للاحتجاج. وعبر وزير الخارجية النرويجي، يوناس غاهر ستوري، عن صدمته وقال إنه غير قادر على تصديق ما حدث، مضيفا أنها المرة الأولى في تاريخ الجائزة منذ 108 سنوات التي تصادر فيها الميدالية.

وقالت عبادي إنها تخشى أن يغض الغرب النظر عن انتهاكات حقوق الإنسان في إيران مقابل تعاونها في المجال النووي. وتابعت: «مسألة حقوق الإنسان مفهوم عالمي.. لذلك آمل أن لا تحول القضايا النووية دون الاهتمام بوضع حقوق الإنسان».