جهود جزائرية فرنسية ومالية للبحث عن فرنسي تحتجزه القاعدة في الساحل

الإرهاب ينفذ تهديدات أطلقها ضد باريس بعد «حملة النقاب»

TT

طلبت أجهزة الأمن الفرنسية من مصالح الأمن الجزائرية المختصة في محاربة الإرهاب، المساعدة في البحث عن رعية فرنسي يرجح أن تنظيم القاعدة يحتجزه على تخوم الحدود الجزائرية المالية. وجاء اختطافه عاكسا لتهديدات إرهابية شديدة اللهجة ضد فرنسا، على خلفية الحملة ضد النقاب التي أثارت جدلا كبيرا منتصف العام الحالي.

قال مصدر أمني جزائري لـ«الشرق الأوسط»، إن جهاز الأمن الخارجي الفرنسي المضاد للجوسسة طلب من الأمن الجزائري الانخراط في جهود أطلقها صباح الخميس الماضي، للبحث عن الرعية بيار كامات الذي اختطفه مسلحون مجهولون ليل الأربعاء الماضي بمنطقة ميناكا شمال مالي، غير بعيد عن الحدود مع الجزائر. وذكر نفس المصدر أن المصالح الأمنية في البلدين تقيم اتصالات حاليا مع وزارة الداخلية في مالي، لجمع أكبر قدر من المعلومات عن المكان الذي يوجد به كامات (61 سنة).

وأكد المصدر أن «المعطيات المتوفرة حول حادثة الاختطاف تشير إلى أن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، يقف وراءها»، فيما كان مصدر أمني مالي تحدث لوكالة الأنباء الفرنسية عن وجود الرعية الفرنسي «بين أيدي الجناح المتشدد في القاعدة». ومعروف أن هذا الجناح يقوده الإرهابي حمادو عبيد الشهير بـ«عبد الحميد أبو زيد»، الذي تنسب له عدة أعمال خطف تمت في مالي والنيجر وحتى في تونس خلال عامي 2008 و2009.

وتعرض بيار كامات الذي يمارس نشاطات خيرية بمالي، للخطف على أيدي مسلحين دخلوا إلى الفندق الذي يسيَره في ميناكا وقدموا أنفسهم على أنهم زبائن. ويعتقد الأمن المالي أن هؤلاء الأشخاص يعملون لمصلحة القاعدة، وليس أعضاء فيها. ويرأس كامات جمعية بفرنسا، وعرف في ميناكا بنشاطه في زراعة نبتة لعلاج مرض الملاريا، أما وزارة الأمن الداخلي في مالي فقالت إنه مستقر في ميناكا منذ العام الماضي، حيث يقود منظمة محلية غير حكومية ويسيَر فندقا. وورد في الصحافة المالية أمس، أن الجيش المالي أطلق حملة بحث كبيرة في شمال البلاد، طمعا في العثور على أثر لكامات الذي يعتبر أول فرنسي يستهدفه تنظيم القاعدة، منذ استفحال نشاط الخطف في منطقة الساحل. وبعد الإعلان عن الخطف، دعت الخارجية الفرنسية الفرنسيين (عددهم 10) المقيمين في شمال مالي إلى الالتحاق بالعاصمة باماكو على الفور «بسبب تصاعد جديد للخطر الإرهابي». وحذرت من التنقل إلى أماكن، حددتها في بيان، تقع قرب الحدود مع النيجر ومالي. وقالت إن «الساحل الأفريقي برمته أصبح خطرا على الفرنسيين».

وقرأ متتبعون عملية الاختطاف على أن «القاعدة» انتقلت إلى تنفيذ تهديدات شديدة اللهجة، كانت وجهتها ضد فرنسا منتصف العام الحالي. فقد أصدر التنظيم بيانا وقعه قائده العام عبد المالك دروكدال في 28 يونيو (حزيران) الماضي، استنكر الحملة التي قامت ضد النقاب في فرنسا، وأهم ما جاء فيه: «سننتقم من فرنسا ومن مصالحها بكل وسيلة تحت أيدينا، وفي أي مكان تيسَر لنا الوصول إليه متى واتتنا الفرصة لذلك، حتى تكفَ فرنسا عن ظلمها ورعونتها وتنتهي عن عدوانها وصلفها».