مصرع 39 من ركاب قطار «سان بطرسبورغ ـ موسكو» في عملية إرهابية

التحقيقات المبدئية تشتبه في عبوة ناسفة يدوية الصنع زنتها 7 كيلوغرامات

TT

في حادث إرهابي، هو الثاني من نوعه، قام مجهولون بتفجير القطار السريع «نيفسكي إكسبريس (سان بطرسبورغ ـ موسكو)» أسفر عن انحرافه عن قضبانه وانفجار إحدى عرباته ما نجم عنه مصرع 39، منهم عدد من كبار المسؤولين، وإصابة ما يقرب من 100 من ركابه الذين كان يبلغ عددهم 682 شخصا، حسب ما أفادت به وكالة أنباء «إنترفاكس».

وقال المحققون إن الركاب أفادوا بأنهم سمعوا صوت انفجار قوي قبيل انزلاق القطار عن القضبان، ثم تبين وجود حفرة كبيرة في الأرض قطرها متر واحد تحت القضبان، وبينما تتعامل السلطات مع الحادث باعتباره هجوما إرهابيا محتملا، أعرب متحدث باسم الشرطة عن شكوكه بشأن رسالة بثتها جماعة يمينية متشددة تعلن فيها مسؤوليتها عن الهجوم.

وفي الاجتماع العاجل الذي سارع بعقده الرئيس ديمتري ميدفيديف على وجه السرعة في مقر إقامته بضواحي العاصمة موسكو لبحث ملابسات الحادث، أكد ألكسندر بورتنيكوف، رئيس جهاز الأمن الفيدرالي، أن التحقيقات المبدئية كشفت عن أنه عملية إرهابية. وقال إن الانفجار نجم عن عبوة ناسفة يدوية الصنع زنتها سبعة كيلوغرامات من مادة «تي إن تي» شديدة الانفجار.

وقالت مصادر لجنة التحقيقات التابعة للنيابة العامة إنه تم العثور على أجزاء من العبوة الناسفة في مكان الحادث في منطقة نوفغورود في منتصف المسافة تقريبا بين سان بطرسبورغ وموسكو. وتحدث مصدران أمنيان عن حفرة عثر عليها قرب السكة ربما تكون ناتجة عن قنبلة، وهي فرضية تشير إليها حقائق موضوعية، على حد وصف مدير شركة السكك الحديدية الروسية، فلاديمير ياكونين. وفي الوقت الذي لم توجه فيه النيابة العامة بعد الاتهام لجهات بعينها سارعت مجموعة من ذوي الأفكار القومية المتطرفة تسمي نفسها «Combat 38» بإعلان مسؤوليتها عن ارتكاب الحادث. وقالت إن العملية قام بها عدد من مقاتليها حسب اعتراف أحد نشطاء مجموعة مناهضة الهجرة غير الشرعية على موقعه الإلكتروني، الذي أشار إلى أن الحرب التي يشنها القوميون ستطال كل أصحاب التطلعات المادية.

وفي الوقت الذي سارع فيه آخرون بنفي مثل هذه الاعترافات أعاد فلاديمير ياكونين، رئيس إدارة السكك الحديدية الروسية، إلى الأذهان ذلك الحادث المماثل الذي أسفر عن انحراف عربات أحد قطارات «نيفسكي إكسبريس» في 13 أغسطس (آب) 2007 نتيجة وضع عبوة ناسفة قريبا من قضبانه. ويذكر المراقبون أن ذلك الحادث لم يسفر عن مصرع أي من ركاب القطار، واقتصرت الخسائر البشرية على إصابة 60 شخصا. وأعادوا إلى الأذهان أن النيابة العامة وجهت الاتهام إلى مجموعة من الإرهابيين الشيشانيين، بزعامة دوكو عمروف، الذي تواصل القوات الفيدرالية والأجهزة الأمنية البحث عنه حتى اليوم، وإن استطاعت السلطات المعنية اعتقال بعض المتهمين ممن تتواصل عملية محاكماتهم.