أوباما يرغب في خطة طويلة المدى للانسحاب من أفغانستان

فرار 13 سجينا من سجن أفغاني بينهم عناصر في حركة طالبان

جنود أفغان يعاينون آثار التفجير بحي السفارات بوزير أكبر خان بوسط العاصمة كابل أمس (أ.ب)
TT

فر 13 سجينا بينهم عناصر في حركة طالبان، ليلة أول من أمس من سجن أفغاني في ولاية فرح في غرب البلاد، كما أفاد مصدر أمني.

وقال قائد شرطة الولاية فقير أحمد عسكري لوكالة الصحافة الفرنسية إن «13 سجينا فروا الليلة (قبل) الماضية من السجن الرئيسي في فرح بعدما حفروا نفقا وصولا إلى خارج السجن. بين الفارين عدد من المعتقلين السياسيين (عناصر من حركة طالبان) ومجرمون».

وأضاف: «نجحنا في إلقاء القبض على أحد الفارين، وتم فتح تحقيق في ظروف عملية الفرار بغية تحديد ما إذا كان هناك تواطؤ من قبل بعض الحراس». وتابع أن نحو ثمانين سجينا كانوا معتقلين في هذا السجن. من جهة أخرى، قتل مسلحون مسؤول الهلال الأحمر في ولاية تخار (شمال) كما أعلن قائد الشرطة المحلية ضياء الدين محمود. وقال: «صباح (أول من) أمس بعد صلاة عيد الأضحى قتل مقسوم عبد الله القيادي السابق في صفوف المجاهدين (الذين قاتلوا القوات السوفياتية بين 1979 و1989) بينما كان عائدا إلى منزله». وأضاف «لا يزال من السابق لأوانه معرفة أسباب هذا الاغتيال الذي قد يكون مرتبطا بنزاعات شخصية». وأعلن مدعي عام الإقليم محمد وزير جلالي توقيف أربعة مشتبه بهم في هذه القضية. إلى ذلك، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن فتييْن أفغانيين اعتقلا هذا العام في سجن باغرام الأميركي شمال كابول أكدا لها أنهما تعرضا على أيدي حراسهما الأميركيين للضرب والتصوير عاريين والحرمان من النوم والوضع في السجن الانفرادي. وبحسب الصحيفة، فإن عيسى محمد (17 عاما) وعبد الرشيد، الذي يؤكد أن عمره دون 16 عاما، اعتقلا لفترة أسبوعين على الأقل في زنزانات أسمنتية وأخضعا يوميا للاستجواب حول علاقتيهما المفترضة بتنظيم القاعدة. وأوضحت الصحيفة أنها لم تتمكن من التحقق من صحة أقوالهما من مصدر مستقل، إلا أنها أشارت إلى أن إفادات الفتيين كانت مفصلة ومتجانسة وأنها التقتهما مرات عدة من دون أن يغطيا وجهيهما. وبحسب «واشنطن بوست»، فإن الإفادات تظهر أن حراس السجن الأميركيين يواصلون هذه الممارسات حتى بعد تسلم الرئيس باراك أوباما مهامه في البيت الأبيض، على الرغم من أنه تعهد بإنهاء الاستجوابات العنيفة التي أجازتها إدارة سلفه جورج بوش بعد اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001. كما أن السجن الذي وصفه الفتيان يبدو وكأنه مجمع خاص تديره القوات الخاصة الأميركية وهو منفصل عن سجن باغرام، أكبر سجن أميركي في كابل، بحسب الصحيفة. وأضافت «واشنطن بوست» أن هذا الوصف يتطابق مع إفادات سبق لمعتقلين سابقين آخرين أن أدلوا بها لجهة تعرضهم، في منطقة احتجاز منفصلة داخل قاعدة باغرام، لاستجوابات عنيفة مشابهة. من جهة أخرى ذكرت وزارة الداخلية الأفغانية أن قنبلة انفجرت في سلة للمهملات وسط العاصمة الأفغانية كابل أمس وسببت أضرارا بسيطة ولكن لم تقع إصابات. ووصف زماراي بشاري، وهو متحدث باسم الوزارة، القنبلة التي انفجرت في منطقة وزير أكبر خان التي توجد بها سفارات بأنها قنبلة صوت، أي إنها صممت لإحداث صوت مدو وليس إلحاق أي أضرار. وقال شاهد لـ«رويترز» من الموقع إن بعض الأضرار لحقت بجدار قريب لكن تأثير الانفجار بدا أنه محدود. ويوجد في منطقة وزير أكبر خان، وهي أكثر أحياء كابل أمنا، سفارات والعديد من الشركات الأجنبية التي شهدت عددا من هجمات القنابل خلال العام الماضي. وكان سبعة أشخاص قتلوا في هجوم انتحاري بسيارة ملغومة قبل خمسة أيام من انتخابات الرئاسة الأفغانية يوم 20 أغسطس (آب). وأعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن الهجوم. وتصاعد العنف في أفغانستان إلى مستويات قياسية العام الحالي. ويعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال أيام قراره بشأن إرسال عشرات الآلاف من القوات الإضافية إلى البلاد لمواجهة تنامي تمرد حركة طالبان. من جهة ثانية قبل أيام من كشف الرئيس الأميركي باراك أوباما النقاب عن استراتيجيته المعدلة الخاصة بأفغانستان، أوضح البيت الأبيض أنه يريد خطة من أجل انسحاب نهائي للقوات الأميركية حتى رغم أن الكثير من القوات الإضافية قد يتم نشرها هناك في القريب العاجل. وكان أوباما قد أجرى عملية مراجعة شاملة للموقف الأليم في أفغانستان، ومنذ شهر سبتمبر (أيلول) عقد 10 اجتماعات مع مجلس الحرب لبحث الخيارات المتعددة لتكثيف التمرد المضاد ضد حركة طالبان. ويمكن أن يكون قرار أوباما المنتظر منذ فترة طويلة لحظة محورية لرئاسته الفتية والمتوقع صدوره بعد غد الثلاثاء، عندما يلقي خطابا من أكاديمية ويست بوينت العسكرية، التابعة للجيش في نيويورك، وتتركز التكهنات والمعلومات المتسربة لوسائل الإعلام حول إذا ما كان سيحقق طلب قائده الأعلى في أفغانستان بإرسال 40 ألف من القوات الإضافية.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس، يوم الأربعاء، «خلال هذه العملية حث الرئيس ودفع مستشاريه مرارا لتبني استراتيجية خروج طويلة المدى، حتى وإن كان سيرسل قوات إضافية في المستقبل القريب. وقال غيبس: «إننا في العام التاسع لجهودنا التي نبذلها في أفغانستان، لن نقضي هناك ثمانية أو تسعة أعوام أخرى». وبالنسبة لأوباما فإن الفوز بالحرب في أفغانستان واستئصال طالبان و«القاعدة» يأتي على رأس أولويات الأمن القومي لديه. كما أنه كان هدفا رئيسيا في حملته الانتخابية. وقال أوباما يوم الثلاثاء الماضي، إن هذا يظل هدفه فيما اتهم سلفه جورج دبليو. بوش بإهمال الصراع في أفغانستان. وقال أوباما: «لقد قلت أيضا، وبعد ثماني سنوات، لم يكن لدينا في بعضها الموارد أو الاستراتيجية لإنهاء المهمة أنني أعتزم أن أنهي المهمة». وقال أوباما: «إنني واثق جدا في أنه عندما يسمع الشعب الأميركي عرضا منطقيا واضحا بشأن ما نقوم بعمله هناك والكيفية التي نعتزم بها أن نحقق أهدافنا سوف يؤيد نهجنا».