خطة أمنية عاجلة لـ«تفتيت الحشود».. واليوم محك رئيسي لعملية التفويج

اللواء الخليوي لـ«الشرق الأوسط»: نهدف لعدم وصول الحجاج دفعة واحدة إلى المسجد الحرام

TT

بانتهاء شعيرة هذا اليوم، المتمثلة في رمي الجمرات الثلاث، يكون حجاج بيت الله الحرام، أتموا مناسكهم، حيث يستعدون هذا اليوم، ثاني أيام التشريق، للتعجل ومغادرة المشعر إلى مكة المكرمة بعد رمي الجمرات، وذلك لأداء طواف الإفاضة لمن لم يؤده من قبل، أو إلى بلدانهم، أو مناطق المملكة المختلفة، بالنسبة لحجاج الداخل.

وكانت جموع حجاج بيت الله الحرام توجهت، أمس، ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، وأول أيام التشريق، إلى منطقة الجمرات بمنى لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى، ثم الوسطى، ثم جمرة العقبة، تأسيا واتباعا للرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، ورصدت «الشرق الأوسط» حركة الحشود الهائلة من الحجاج على الجسر، الذي استوعب وفود الحجاج من دون حدوث تزاحم تحت الجسر أو فوقه، مع كثافة لرجال الأمن العام وقوى الأمن الداخلي والحرس الوطني والمرور والكشافة والدفاع المدني وغيرهم من الجهات المعنية بخدمة الحجيج وتنظيم حركة التفويج على جسر الجمرات.

وكشف لـ«الشرق الأوسط» اللواء سعد الخليوي قائد قوات أمن المشاة، عن وجود خطة تقتضي تفتيت الكتل البشرية الجاهزة لتفويج 1.5 مليون حاج عبر 3 مناطق أثناء استعجال الحجيج في إنهاء نسكهم، عن طريق «ريع صدقي» و«الششة» و«المظلل الأكبر».

وأفصح الخليوي عن وجود مناطق وصفها بـ«الحساسة» في تفويج الحجاج، تم تجهيزها ومد السلالم الكهربائية لها، مشيرا إلى أن الضغط الأكبر على طرق مشاة الحجاج ترتكز في منطقة «المعيصم» بنسبة 39 في المائة.

ويعتبر اليوم الثاني عشر هو المحك الرئيسي لعملية التفويج من المشاعر المقدسة إلى مكة المكرمة حيث المسجد الحرام، إذ يعتبر اليوم الأخير بالنسبة لشريحة واسعة من الحجاج الراغبين في التعجيل.

يقول الخليوي: «إننا كإدارة لتنظيم المنشآت مسؤولون في المقام الأول عن نظافة المواقع وتنظيم حركة الحجيج، من وإلى منشأة الجمرات، بدءا من نهاية مزدلفة إلى منى، حتى الساحة الغربية من مكة المكرمة، وأيضا طريق الملك خالد وجسر الملك عبد الله. وأضاف اللواء الخليوي أنه تم تنظيم جسر الملك خالد، وكذلك عمل نفق شرقي لحركة المشاة، المتجهين للرجم والعائدين، مشيرا إلى ما يخص النفق الغربي بأنه ستكون حركته ترددية، وهو ما من شأنه أن يخفف حركة المشاة.

وأضاف الخليوي ضمن حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن «حركة المشاة تميزت بانسيابيتها عبر العودة من طريقين بشكل نظامي، ولم نسجل عرقلة للحركة، وإن كان هناك نقص في ثقافة بعض الحجيج في الممرات، فهذا بسبب اختلاف مشاربهم وتعدد الثقافات التي أتوا منها».

وزاد الخليوي: «ولا ننسى أيضا الحجاج غير النظاميين، الذين لا نعتبرهم مخالفين في الإقامة والحج فقط، بل في السلوكيات داخل المشاعر، مما يسهم في معوقات يسببونها، وهو شيء طبيعي في عرفه بأن يفترش ويجلس في أي مكان، ورجالنا جاهزون لمعالجة مثل هذه السلوكيات الخاطئة التي تنجم عن المخالفات النظامية».

وأبان قائد قوات أمن المشاة، أنه في اليوم الثاني من أيام منى، تسير الأمور بشكل ممتاز كما خطط لها بالضبط، ومنى مكشوفة أمام العالم، مبينا أن بلاده تفاخر بها نتيجة إحكام خطط الحج، إذ لم تسجل أي معوقات لحركة المشاة، في جميع الطرقات المفضية إلى جسر الجمرات.

وأوضح الخليوي أن الأمر ينطبق كذلك على طريق الملك فهد، والطريق الجديد، والعرضية بشقيه «أ» و«ب»، وسوق العرب والمشاة، والمظلل، وأن جميعها يشهد حركة متميزة منذ ساعات الفجر الأولى، مفيدا أنهم قاموا برصد ميداني متواصل للكثافات البشرية ومدى انسيابيتها وسهولة تحركها حيث وصل عدد الحجاج إلى أكثر من 1.3 مليون حاج في ساعات الصباح الأولى من يوم أمس، متوقعا أن يرتفع إلى 1.5 مليون.

وعن أبرز الملاحظات التي تم رصدها هذا العام ويؤمل تجاوزها في المرحلة القادمة، قال الخليوي: «تعودنا في نهاية شهر ذي الحجة من كل عام على أن نرصد الإيجابيات والسلبيات، فنطور في الإيجابيات للأفضل ونعالج السلبيات، وهذا يشمل جميع الجهات الحكومية المشاركة، وعلى رأسها وزارة الداخلية في السعودية»، مضيفا: «في هذا العام لاحظنا وجود بعض الأماكن الحساسة، التي وضعنا لها الكثير من الاعتبار، بحكم أنها حرجة في أوضاع الزحام، وقد تمت معالجتها بتنظيم خاص».

واستشهد بشارعي عريف صدقي، وطلعت صدقي، حيث يشهدان كثافة غير عادية في وقت الذروة، خاصة يوم الثاني عشر، بينما هذا العام وضعت لها سلالم كهربائية ودرج، وأصبحت تصعد للدور الرابع، لتجعل جميع الحجاج، خاصة القادمين من العزيزية من جهة مكة، يسلكون هذا الطريق ويعودون منه من دون المرور على الساحة الغربية، الأمر الذي خفف على الحجاج المتجهين إلى مكة عبر الدور الرابع والأرضي والثاني.