رئيس مطوفي حجاج إيران: لم نرصد تجمعات أو تحركات والمناسك تتم بكل يسر وأمان

طلال قطب: الإشاعات عن مظاهرات هي شأن أصحابها

مخيمات حجاج إيران شهدت هدوءا وانسيابا في حركة أداء المناسك (تصوير: خالد الخميس)
TT

قريبا من مخيمات الحجاج الإيرانيين تنظر أعين المارة بتوجس إلى كل حركة تصدر من تجمعاتهم، وتفسر أي تجمع أو تحرك جماعي على أنه مظاهرة واحتجاجات. وحين تمر دورية أمنية عبر الشارع رقم 406 بوسط مخيمات البعثة الإيرانية بمشعر منى تتحول هذه التوجسات إلى ظنون مؤكدة تنتشر في صورة شائعات بسرعة انتشار النار في الهشيم لتتوالى اتصالات الاطمئنان من أقارب الحجيج على سلامتهم والتساؤل عن حقيقة ما يجري.

وفي أكثر من حالة هرع الإعلاميون المشاركون في تغطية الحج إلى موقع مخيمات الإيرانيين إثر شائعة للتحقق من حقيقة ما يجري. وفي كل مرة تكون النتيجة هدوءا وصمتا وانسيابية في الحركة وحجاجا يؤدون نسكهم في سلام.

وكانت أوساط إعلامية قد تناقلت أنباء عن ترديد هتافات وتحركات سلمية لحجاج إيرانيين بمشعر عرفات ومنى خلال يومي التاسع والعاشر من أعمال الحج، إلا أن هذه الأنباء لم تعدُ كونها إشاعات. وفي فجر الأمس، ترددت أنباء عن وجود مظاهرات داخل مخيم إيران رفعت خلالها صور لمهدي كروبي المرشح الرئاسي المعارض في انتخابات رئاسة إيران هذا العام، هرعت على أثرها الوسائل الإعلامية لرصد الحدث إلا أن مطوفي البعثة كذبوا الخبر حيث استمرت حالة الهدوء والاطمئنان المعتادة تسود المخيم. وكان اللواء منصور التركي المتحدث الإعلامي بوزارة الداخلية قد ذكر في مؤتمر صحافي أنه لم يحدث أي شيء يعكر صفو الحج إطلاقا، ويجب أن لا نسيء الظن عندما نشاهد تجمعات في بعض الأماكن، وفيما لو حصل شيء من ذلك فبكل تأكيد سوف نتعامل معهم بالنصح والتوجيه. وذلك في نفي لما تداولته أوساط من صدور شعارات من قبل بعض الحجاج.

من جانبه، يؤكد الدكتور طلال قطب رئيس المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج إيران في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن الحجاج الإيرانيين يؤدون نسكهم بكل أمان ويسر ولم ترصد أي تجمعات أو تحركات مشبوهة. مؤكدا أنهم كغيرهم من حجاج بيت الله الحرام يتحركون بشكل سلمي تحفهم السكينة والاطمئنان. وحول حالة التوجس الموجودة، يرى قطب أنها خاصة بمن يبثها ويجدها في نفسه، وأنها مسألة تخص المتوجسين ولا دور للمؤسسة فيها وأن دورها يتركز في الاطمئنان على الحجيج التابعين لها ومن يريد أن يخلق لنفسه حالة من الظن فهذا شأنه الخاص.

وتأتي حالة التوجس هذه على خلفية دعوات من مرجعيات وشخصيات سياسية في إيران لاستغلال الحج في القيام بتحركات ضمن ما سموه «إعلان البراءة من المشركين». وعززتها ردود أفعال السلطات السعودية بأنه لا مجال لتسييس الحج وسيتم استخدام القوة ضد كل من تسول له نفسه القيام بذلك. مؤكدة هذا بإشراك 63 ألف رجل أمن في توفير الأمان للحجيج واستعراض أمني قوي قبيل أيام من بدء أعمال الحج في خطوة غير مسبوقة.

ويرى رضائي سلطان (55 عاما) وهو حاج إيراني سبق له الحج لأربع مرات، أن حالة الترصد والتوجس التي ينظر بها بقية الحجاج إلى حجاج إيران تكمن في أنهم يجهلون الممارسات الإيرانية المعتادة في الحج كل عام والتي تنبع كما يقول من ثقافة وفكر ومعتقد وليست تبعا لتوجهات سياسية، وبناء على ذلك تفسر بشكل خاطئ وتتسبب في صدور إشاعات. مشيرا إلى أن الحجاج الإيرانيين يعتادون على ترديد الأناشيد والموشحات داخل مخيماتهم وهو ما يفسره البعض على أنه هتافات. كما يعتادون على التحرك بشكل جماعي في دفعات.