«الافتراش الطائر».. تذاكر مجانية وفرجة بـ «بلاش»

حجاج يفضلون أسطح الشاحنات للمغامرة والنزهة

معظم مفترشي أسطح السيارات هم من الحجاج الذين لم يحصلوا على تصاريح حج (تصوير: محمد علي)
TT

انتقلت مظاهر الافتراش في جنبات منى وسفوحها، إلى مشهدٍ درامي آخر يكمن في أسطح الشاحنات التي يعتبرها الحجاج فرصة مواتية للسياحة من جانب والمغامرة الجنونية من جانب آخر، فتلك السطوح خاليةُ تماما من «أحزمة الأمان» وهو ما قد يدفع ثمنه غاليا أولئك المغامرون خاصة أثناء عبورهم مع الخطوط الرئوية المفضية لأنفاق المسجد الحرام.

وعلى الرغم من المخاطر المحفوفة بسطوحها، فإن تشبث الحجاج بنواصي المركبات ومؤخراتها، يعد عشقا ارتبط بمعتقداتهم السياحية، و«فانتازيا» المغامرة لدى بعضهم، وهو ذات الشيء الذي دأبت السلطات السعودية متمثلة في أجهزتها المرورية بالتزامن على محاربته والتصدي له، كونه يسبب خطرا محدقا بالحاج نفسه، بيد أن المشهد كرسته سنين الحج وكثافة المركبات، ورغبة الحجاج في الانتقال من المشاعر المقدسة إلى المسجد الحرام.

وأوضح العميد سليمان العجلان، مساعد قائد قوات أمن الحج للمرور، لـ«الشرق الأوسط» أن هناك إجراءات بخصوص موضوع الافتراش على سطوح الحافلات تجري على قدمٍ وساق، وتختص بمنع المخالفين، من الحجاج الذين لم يحصلوا على ترخيص أو منع السيارات الخمسة والعشرين راكبا فأقل، التي تقوم بنقل هؤلاء المخالفين، الذين يقومون بالافتراش على الباصات بشكل لا حضاري، وهم من فئة المخالفين الذين لم يتقدموا بالحصول على ترخيص، وهم فئة ليس لديهم سكن، ولا ينضوون تحت أي تنظيم مؤسساتي في الداخل، ولا النقابة العامة فيما يخص حجاج خارج البلاد.

الحاج علي رضا، مصري الجنسية، يحكي عن الجانب الاقتصادي المربح جراء امتطاء سطوح تلك الشاحنات، قائلا إنه بالإمكان الركوب عليها بدون دفع أي مبالغ مالية، فكل ما يتطلب الأمر هو فقط «رياضة وخفة» ومن ثم ستتمكن من حجز مقعد مؤكد، لتستمتع ـ على حد قوله ـ بمناظر جميلة، وتريح فيها جسمك المرهق من صعوبة السير.

وخالف حاج أفريقي نظرية «الفرجة المجانية» موضحا أنهم مضطرون لتحمل مشاق ركوبها، حتى يفسحوا لأقدامهم أوقاتا ترتخي بها من عناء المشي الطويل جدا، وقال إنهم يدفعون أجورا زهيدة من أجل البقاء في أعالي الشاحنات، وأنه لو كانت لديهم مبالغ وافرة، لاستقلوا في داخلها.

وقال العميد العجلان، إن هؤلاء الفئة من الحجاج سواء من السعوديين أنفسهم، أو المقيمين بداخل الأراضي السعودية، هم الذين يأتون بسيارات نقل مختلفة، ويتواجدون في العزيزية ومنطقة المشاعر، وليسوا مرتبطين بحملات رسمية صادقت عليها وزارة الحج لسعودية، ثم حين يأتي وقت الزوال، ينتقلون في المبيت بمنى سواء مشيا على الأقدام، أو عن طريق الحافلات الكبيرة.

وأبان مساعد قائد قوات أمن الحج للمرور، أن الحل يكمن في ظواهر الافتراش على الحافلات الكبيرة، هو الحصول على تصريح، وعدم الدخول للمشاعر لغرض الحج بدونه، مؤكدا أنهم يلحظون، عاما بعد آخر، تقدما في تقليص أعداد المخالفين لأنظمة الحج، متعهدا بالقضاء على هذه الظاهرة بعد التأكد من عدم إعطاء الشاحنات تصاريح الدخول.