قامت قيادة قوات الدفاع المدني المشاركة في أعمال الحج بنشر أكثر من 1000 مسعف في محيط المسجد الحرام، موزعين على أكثر من 13 نقطة ثابتة داخل وخارج الحرم المكي، لتقديم خدمات الإسعافات الأولية للحجاج ونقل من تستدعي حالته إلى المستشفيات والمراكز الطبية بالعاصمة المقدسة، بالإضافة إلى استعداد وحدات الدفاع المدني للتدخل السريع لتحقيق السيولة المرورية في محيط المسجد الحرام والمنطقة المركزية، وذلك من خلال استخدام تقنيات حديثة لمتابعة أفواج الحجيج أثناء دخولهم وخروجهم من الحرم تتمثل في شاشات النقل التلفزيوني المباشر بغرفة العمليات المشتركة.
وأوضحت الإدارة العامة للدفاع المدني بمكة المكرمة أن جميع النقاط الإسعافية المنتشرة في رحاب الحرم المكي مزودة بسيارات إسعاف وطواقم طبية للتعامل مع أي حالات طارئة نتيجة الإجهاد أو ضربات الشمس أو مضاعفات بعض الأمراض مثل السكري أو انخفاض ضغط الدم وأمراض كبار السن، وذلك في مواقع وجودها.
وأضافت أن خطة نشر النقاط الإسعافية تمت وفق دراسة لمناطق التجمعات الكبرى من الحجاج في محيط الحرم التي تشهد ازدحاما في فترات الذروة، خاصة أوقات الصلوات، وفي الشوارع المؤدية إلى مناطق إسكان الحجاج ذات الكثافة العالية، لا سيما بالمنطقة المركزية.
وأشارت إلى وجود تنسيق كامل مع وزارة الصحة لاستقبال المستشفيات والمراكز الطبية التابعة لها جميع الحالات التي يتم نقلها بواسطة فرق الدفاع المدني في أسرع وقت ممكن، وذلك بالنسبة للحالات التي تتطلب تنويما بعد إجراء الكشف الطبي عليها.
وتعددت إسهامات قوات الدفاع المدني خلال موسم الحج، وفق خطة تدابير شاملة للتعامل مع المخاطر كافة المحتمل حدوثها والتي تم رصدها عبر فرق متخصصة في الرصد والاستشعار وتحليل المخاطر، في تأمين سلامة الحجاج ضد مخاطر الحرائق والسيول والأمطار والتلوث وحوادث الأنفاق وتساقط الصخور والأمراض الوبائية، فضلا عن الحوادث الناجمة عن الزحام أثناء أداء الحجاج مناسكهم، وتواجدت وحدات الدفاع المدني في جميع المواقع وفق خطة انتشار دقيقة تمنح أولوية للأماكن ذات الخطورة، بالإضافة إلى دوريات وفرق متحركة للتدخل السريع في حال وقوع أي حوادث مفاجئة في أماكن أخرى. وتكاملت تجهيزات قوات الدفاع المدني في الحج لأداء مهامها في الإطفاء والإنقاذ والإسعاف من حيث المعدات والآليات أو القوى البشرية المؤهلة، والتي يتم تدريبها على مواجهة المخاطر المحتملة كافة من خلال تمرينات فرضية تحاكي الواقع وتستشرف كل الصعوبات المتوقعة.
وتميزت إسهامات الدفاع المدني خلال موسم الحج هذا العام بتعزيز الإجراءات الوقائية تحت شعار «الوقاية هي الغاية»، وهو الشعار الذي يتجسد في عدد كبير من البرامج التوعوية بشروط ومتطلبات السلامة، والتي استهدفت جموع الحجاج بملايين الهدايا التوعوية واللوحات الإرشادية والمطبوعات، ورسائل الجوال، والتي أكد الحجاج استفادتهم منها في تجنب المواقع الخطرة، ومعرفة كل الإجراءات الواجب الالتزام بها.
وحرصت قوات الدفاع المدني بالحج على استثمار كل وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية ووسائل النشر الإلكتروني في توعية الحجاج قبل وأثناء وبعد قدومهم للسعودية.