منى.. السوق الموسمية الحرة

أمانة «العاصمة المقدسة» أنشأت 270 مبسطا و15 صرافة و12 صيدلية

الحج أعظم فرصة لسكان مكة الكرمة (تصوير: مروان الجهني)
TT

على طريقة المثل الشعبي القائل «حج وبيع مسابح» تتحول أيام التشريق في بعض المواقع في منى إلى ما يشبه السوق الحرة التي تحوي بضائع لمختلف الجنسيات والهويات من دون قيود استيراد وتصدير، إذ تمثل فريضة الحج فرصة لبعض الحجاج خصوصا القادمين من شرق آسيا ودول أفريقيا الجنوبية لمكان تجمع وأسواق مفتوحة لمنتجات بلدانهم.

ويشكل موسم الحج لأهل مكة المكرمة كل عام فرصة اقتصادية باعتباره يعود عليهم بمداخيل مالية قدرتها جهات اقتصادية بنحو 20 مليار ريال.

وتعتبر منى أحد أهم المشاعر التي يقيم بها الحاج فهي مدينة الثلاثة أيام وهي منطلق الحاج في النسك ومنتهاه في رمي الجمرات ثلاثة أيام التشريق ورابعها.

وبحسب مؤرخين مكاويين وكانت منى حتى زمن قريب تحوي أسواقا لبضائع ألوان شتى ومع تطور الزمان، ولكن مع ازدياد أعداد الحجاج وقيام المشاريع العملاقة اختفت هذه الأسواق وحل بديلا منها المباسط التي تشرف عليها أمانة العاصمة المقدسة وتقدم الخدمات الأساسية التي يحتاجها الحاج من طعام وغذاء ومخابز وأماكن للحلاقة.

وأعلنت أمانة العاصمة في بيان لها أنها أمنت 205 مباسط و12 صيدلية وستة مخابز و22 صالون حلاقة واستحدثت تسعة محلات لتأمين مستلزمات الحجاج ووفرت 15 صرافة آلية بعد تجربتهم في العام الفائت ليصل العدد الكلي إلى 269 محلا في منى.

ويرى طلال بن حسين محضر نائب رئيس المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية المهندس أن الأسواق أصبحت مغيبة في منى ومعظمها لا يؤدي الغرض لقلة هذه المباسط وازدياد عدد الحجاج، ويضيف بالقول: «لا شك أن منى اشتهرت منذ زمن قديم بوجود الأسواق التي يستطيع الحاج من خلالها تأمين جميع احتياجاته من طعام وشراب وملبس وهدايا وخلافه، وكان كل ما يطلبه الحاج متوفرا في منى واليوم مع ازدياد أعداد الحجاج وكثرة الخيام قلت هذه الأسواق بل غابت تماما وحلت مكانها بعض المباسط التي تقدم الخدمات الأساسية التي يحتاجها الحاج من طعام وشراب وبعض الخدمات التي استحدثت حديثا مثل الصرافات الآلية والصيدليات».

من جانبه، أكد زهير عبد الحميد سدايو رئيس مؤسسة مطوفي حجاج جنوب شرق آسيا بأنه تم طلب وجود خدمات عديدة في مشعر منى مثل الصرافات الآلية والصيدليات وخلافه وقد استجابت أمانة العاصمة المقدسة مشكورة وقامت بوضع صرافات آلية وصيدليات وهي خدمات ملحة ومهمة جدا للحاج.

وأضاف سدايو قائلا «مباسط المواد الغذائية والمطاعم تتعرض لضغط كبير نتيجة ذهاب حجاج مؤسسات الطوافة للشراء من هذه المحلات، لذلك لا حل لهذه المشكلة إلا بالاتفاق بين مؤسسات الطوافة ومتعهدي مؤسسات الإعاشة لتأمينها للحجاج بالأوقات المطلوبة.

من جانبه قال المهندس هشام عبد الرحمن شلي مدير عام تنمية الاستثمارات بأمانة العاصمة المقدسة «هدفت أمانة العاصمة المقدسة هذا العام للارتقاء بالخدمات إلى أعلى مستوى وليس الهدف من ذلك تحقيق العائد المادي والاستثمار التجاري بقدر توفير أكبر وأهم خدمات يحتاجها الحاج في المشاعر المقدسة عموما وفي مشعر منى خصوصا».

وأبان شلي بالقول: «لدينا شريحتان مستهدفتان من هذه الخدمات وهي شريحة الحجاج وشريحة القائمين على خدمة الحجاج من مطوفين وعاملين في المشاعر المقدسة ورجال أمن، فالحجاج النظاميون قد أمن لهم مسبقا مخيماتهم المجهزة بالغذاء والخدمات وخلاف ذلك، أما القائمون على خدمات الحجاج فهم بحاجة لتأمين خدمات لهم لذلك قامت الأمانة هذا العام بتأمين 15 صرافة آلية في منطقة منى نصفها في منطقة جسر الجمرات والنصف الآخر موزعة على باقي مشعر منى لخدمة رجال الأمن المرابطين.

وحول إيجاد محلات لبيع الهدايا والملابس وخلافه في مشعر منى قال شلي: الجميع يعلم أن مشعر منى هو ضيق ومحاط بالجبال، وحتى المباني التي أوجدت هذا العام مبنية على سفوح الجبال وتحتل الخيام المساحة الأكبر من المشعر بالإضافة لجسر الجمرات، لذلك من الصعوبة بمكان إيجاد محلات وأسواق داخل منى ونحن في أمانة العاصمة لذا وضعت أولويات لإيجاد محلات الطعام والغذاء للحجاج والخدمات الأساسية التي يحتاجونها وعدد هذه المباسط يتلاءم مع عدد الحجاج.

وأبان أن هناك تنسيقا مع وزارة التجارة ومع قادة قوات المشاة عبر ورش عمل حول ذلك لتضع الخطط حتى لا تسبب أماكن هذه المباسط اختناقات وازدحامات للحجيج، إذ أن التركيز على محلات الأغذية والأطعمة وكبائن الاتصالات وأكشاك الأضاحي هي في أولويات الخدمة. إلى ذلك، قدّر خبير في اقتصاديات الحج والعمرة حجم النقد الداخل إلى السعودية خلال موسم الحج الحالي بنحو 18 مليار ريال (4.8 مليار دولار) من مختلف العملات الأجنبية يشكل الدولار منها ما لا يقل عن 50 في المائة. وتوقع الدكتور علي الناقور أن يبلغ متوسط صرف الحاج الواحد نحو 11.2 ألف ريال (3 آلاف دولار)، مؤكدا أن الدولار الأميركي يعد الرائد بين العملات الأجنبية الأخرى في عمليات الصرف في موسم الحج.