خادم الحرمين لضيوف الرحمن: بلادنا تقدر حجم مسؤولياتها لكنها لن تسمح لأحد بتعكير صفو هذه الشعيرة المباركة

كرّم كبار الشخصيات الإسلامية ودشن المدينة الطبية ومستشفى مِنى الوادي

خادم الحرمين الشريفين لدى استقباله كبار الشخصيات الإسلامية ورؤساء بعثات الحج لهذا العام في منى أمس (واس)
TT

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أن بلاده تستشعر عظم الأمانة الملقاة على عاتقها وتقدر حجم مسؤوليتها وأهمية الاضطلاع بها بما يرضي الله جل وعلا قبل كل شيء محتسبة عند الله خدمة قاصديهما من الحجاج والعمار والزوار دون أن تنتظر من أحد جزاء ولا شكورا، ولكنها في نفس الوقت لن تتساهل أو تسمح لأحد بتعكير صفو هذه الشعيرة المباركة، والنيل من أمن وفود الرحمن، مشددا القول بأن أمن الحجيج «مسؤولية لا تقبل التراخي واللين، ولن نتعامل معها إلا بكل حزم وحسم، فما بعد أمنهم والحرص عليهم من مسؤولية، فهم معقد الأمانة، ومحك المسؤولية».

جاء ذلك في الكلمة الشاملة التي وجهها أمس إلى حجاج بيت الله الحرام لهذا الموسم، الذين هنأهم أيضا بعيد الأضحى المبارك، مؤكدا في كلمته أن المملكة هيأت للحج الإمكانات البشرية والمادية كافة، وكل ذلك يصب في خدمة وراحة وأمن الحجيج، ليعودوا إلى أهلهم بحج مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور مشمولين بالراحة، والطمأنينة. وفي ما يلي نص الكلمة:

«الحمد لله القائل في محكم التنزيل (وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لاَ تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد القائل (الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة). أيها الإخوة والأخوات حجاج بيت الله الحرام، أيها الإخوة والأخوات أبناء الأمة الإسلامية في كل مكان: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد...

من أطهر بقاع الأرض وأقدسها، أهنئكم بعيد الأضحى المبارك، متمنيا لحجاج بيت الله حجا مبرورا وسعيا مشكورا وذنبا مغفورا، حامدا المولى جل وعلا على ما تفضل به من قضاء نسككم والتعرض لنفحات ربكم في هذه الأيام المباركة حيث شرف الزمان والمكان في أجواء مفعمة بالمشاعر الإيمانية والتجرد عن متع الدنيا والتوجه إلى المولى جل وعلا بأن يتقبل من الجميع صالح الأعمال ويصلح القلوب والأحوال وأن يجعل من هذه الفريضة المباركة فاتحة خير على المسلمين في كل عام لتجديد صلاتهم الأخوية وتوثيق عرى تواصلهم وتلاحمهم وتراحمهم لما فيه عزتهم وتحقيق مصالحهم في معاشهم ومعادهم.

لقد أراد الله جل وعلا أن تكون هذه الفريضة السنوية ملتقى مشهودا بين أبناء الدين الواحد تتجلى فيه وحدة الزمان والمكان والمقصد ولتترسخ مفاهيمه الجليلة في وجدان أبناء هذه الأمة ليصلوا القول بالعمل ويحققوا تطلعات بلدانهم وشعوبهم، ولن نجد أبلغ في هذه السياق من تحذير المولى سبحانه وتعالى من أن تمس شعيرة الحج بأي مقصد آخر يصرفها عن مرادها وغايتها، قال الله تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَجِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ).

إن الدروس المستفادة من هذا الجمع المبارك في كل عام أكثر من أن تحصى لكنها تتجلى في المعاني الإيمانية والوحدة الإسلامية وإزالة أنواع الفوارق كافة في وحدة متكاملة شملت المظهر والمخبر تطلب ما عند الله من الفضل والمغفرة متضرعة إلى المولى جل جلاله بأن يجمع القلوب المؤمنة على كلمة واحدة كما جمعهم في هذه المشاعر المباركة على غاية واحدة.

كما تتجلى تلك الدروس في معانٍ أخرى عانت منها أمتنا طويلا حيث فوتت الفرص السانحة والمتكررة للإفادة من هذه المثل والمعطيات الروحانية التي ترسم لنا منهج حياة يتجلى في قول النبي صلى الله عليه وسلم (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا). إن التذكير بهذه الحرمة العظيمة في الحشد الميمون لضيوف الرحمن وقد جاءوا من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات لهو أبلغ رسالة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

وما فات أمتنا من خير مثل ما فاتها من تساهلها في الاستمساك بالعروة الوثقى والحبل المتين وعدم امتثالها قول الحق جل جلاله (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)، نعم لقد كنا كذلك فأنقذنا الله من الضلالة إلى الهدى حيث منّ علينا ببعثة الهادي البشير والسراج المنير وجاءت الآية الكريمة لتذكّرنا بهذا الفضل لنستصحبه دوما حتى لا تضل بنا السبل فنظلم أنفسنا ونظلم غيرنا.

أيها الإخوة والأخوات، منذ أن منّ الله على المملكة العربية السعودية فشرفها بخدمة الحرمين الشريفين وهي تستشعر عظم الأمانة الملقاة على عاتقها وتقدر حجم مسؤوليتها وأهمية الاضطلاع بها بما يرضي الله جل وعلا قبل كل شيء محتسبة عند الله خدمة قاصديهما من الحجاج والعمار والزوار دون أن تنتظر من أحد جزاء أو شكورا.

ولقد يسر الله لنا بعونه وتوفيقه القيام بتيسير السبل للحجيج، والسهر على راحتهم، ورعايتهم وخدمتهم، ونحن بحول الله ماضون في ذلك بما مكننا سبحانه من قدرة ومقدرة، عاملون له طاقتنا، باذلون فيه الغالي والنفيس، غير متوانين ـ بمشيئة الله ـ في أي عمل من شأنه خدمة ضيوف الرحمن، وفي الوقت نفسه لن نسمح لأحد بتعكير صفو هذه الشعيرة المباركة، والنيل من أمن وفود الرحمن، فأمن الحجيج مسؤولية لا تقبل التراخي واللين، ولن نتعامل معها إلا بكل حزم وحسم، فما بعد أمنهم والحرص عليهم من مسؤولية، فهم معقد الأمانة، ومحك المسؤولية، وقد هيأنا لذلك بحمد الله الإمكانات البشرية والمادية كافة، وكل ذلك يصب في خدمة وراحة وأمن الحجيج، ليعودوا ـ إن شاء الله ـ إلى أهلهم بحج مبرور، وسعي مشكور، وذنب مغفور، مشمولين بالراحة، والطمأنينة، والخدمة التامة.

إخواني وأخواتي، لا يخفى عليكم أن الحج ركن من أركان الإسلام كتبه الله على عباده ليؤدوا فريضته، ويشهدوا منافعه، ويستذكروا مقاصده ومراميه، فشريعة الإسلام دين خاتم، يحمل في طياته مضامين رحبة، وتعاليم سمحة، وقيما رفيعة، في منظومة منهاج يضيء الطريق بهديه القويم، وصراطه المستقيم، ولذا كان علينا جميعا واجب حمل هذا الدين، ونشره للعالمين بالحكمة والموعظة الحسنة، وفي الحديث الشريف (يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين)، وركب الدعوة إلى الله ـ على هدى وبصيرة ـ يواجه أساليب التطرف والغلو كافة بما أوتي من العلم والفهم عن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ليهدي الناس بإذن ربهم إلى صراطه المستقيم ودينه القويم، ويعطي للعالمين أنموذجا حيا، ومثالا ناصعا، لقيم ديننا السامية، وينفي عنه الأكاذيب والمغالطة، ويتبرأ من طرفي النقيض، فدين الله وسط بين الجافي عنه والغالي فيه.

ولذا فإنه على مر العصور كان دين الإسلام ولا يزال داعية خير ورشد، وبشير فضل ورحمة، وعامل أمن واستقرار، ومصدر نماء وعطاء وازدهار، يحمل الخير للبشرية، ويسعى لمصلحة الإنسان، يحفظ له كرامته، ويصون حياته، وعقله، وماله، وعرضه، في منهاج كريم، وجادة سواء، ليس لها مثيل، تأسست على قواعد اليسر والرفق في الأمور كلها، فالله عز وجل يقول: (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)، ويقول نبيه: (إن الدين يسر ولن يشادَّ الدينَ أحد إلا غلبه).

واللهَ أسألُ أن يتقبل حجَّكم، ويبارك سعيكم، ويعيدكم إلى أهليكم وذويكم سالمين غانمين، وقد نلتم فضل الحج العظيم بالقبول، ومغفرة الذنوب، إنه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

وكان خادم الحرمين الشريفين أقام في الديوان الملكي بقصر مِنى أمس، حفل الاستقبال السنوي للشخصيات الإسلامية ورؤساء بعثات الحج الذين يؤدون فريضة الحج هذا العام، حيث ألقى كلمة أمام الحضور جاء فيها:

«أهنئكم بعيد الأضحى المبارك، وأتمنى لكم حجا مبرورا، وسعيا مشكورا، وذنبا مغفورا، وكل عام وأنتم بخير، ونحمد الله الذي سهل عليكم جميعا القيام بهذه الفريضة المباركة، في أجواء روحية، حيث لا رفث ولا فسوق، ولا جدال في الحج.

لقد جسدت هذه الشعيرة العظيمة معاني الأخوة الإسلامية، وأزالت الفوارق بين أبناء الدين الواحد، يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)».

وقال الملك عبد الله مخاطبا ضيوفه: «إن من أعظم الأمور وأحبها إلى القلب تأمُّل وفود الرحمن وهم يتنقلون بين المشاعر المقدسة، في صور إيمانية تجدد الأمل بأن هذه الأمة لا تزال بخير، وأنها متمسكة بالنهج القويم، والوسطية والاعتدال، امتثالا لقوله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا)».

وأضاف: «لقد هيأت المملكة العربية السعودية بفضل الله عليها كل ما تستطيع لخدمة ضيوف الرحمن، وهي قادرة بما مكّنها الله على تحقيق أمن الحجاج، وردع كل من تسوّل له نفسه المساس بعبادتهم وأمنهم».

واختتم الملك عبد الله كلمته قائلا: «أوصيكم ونفسي باغتنام هذه الأيام المباركة، وتذكروا قول الحق تعالى: (وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى)، واللهَ أسأل أن يتقبل حجَّكم، ويغفر ذنبكم، ويعيدكم إلى أهلكم وبلادكم سالمين غانمين».

من جهة أخرى دشن خادم الحرمين الشريفين مدينة الملك عبد الله الطبية في مكة المكرمة، ومستشفى مِنى الوادي في مشعر مِنى اللذين يستفيد منهما أهالي مكة المكرمة وحجاج بيت الله الحرام والمعتمرون على مدار العام. وكان في استقباله في مقر الحفل الذي أقيم بالمدينة الطبية الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة، والدكتور عبد الله الربيعة وزير الصحة السعودي، الذي أعلن في كلمته أن الحالة الصحية لحجاج بيت الله الحرام وحتى تلك اللحظة مطمئنة ومتميزة رغم كل التحديات وانتشار وباء الإنفلونزا المستجدة «إتش1 إن1» في أنحاء العالم كافة، عازيا ذلك إلى فضل الله وتوفيقه ثم دعم خادم الحرمين الشريفين وتوجيهاته السديدة وولي عهده والنائب الثاني.

واستشهد الربيعة بثلاث مناسبات مهمة تبرز دعم خادم الحرمين الشريفين وحرصه غير المحدود على صحة المواطن السعودي والمقيمين والعاملين بالقطاع الصحي، أولا: اعتماد الكادر الصحي للعاملين في القطاع الصحي للمستشفيات والمؤسسات الحكومية كافة وذلك يوم الثلاثاء 17/5/1430هـ الذي أسس على مبادئ العدل والمساواة والندرة والتميز لإرساء نظام شامل وعادل لأبناء وبنات مملكة الإنسانية، وثانيا: في يوم الاثنين 17 رمضان 1430هـ حين صدرت موافقة مجلس الوزراء على استراتيجية الرعاية الصحية للقطاعات كافة بالمملكة، ووجه خادم الحرمين الشريفين مجلس الخدمات الصحية ووزارة الصحة ووزارة الاقتصاد والتخطيط بإكمال تفاصيلها، أما ثالثا فهو ما كان في آخر ليلة من رمضان بتفضل خادم الحرمين الشريفين بالاطلاع على المشروع الوطني للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة وكلماته الأبوية الحكيمة لقيادات وزارة الصحة بقوله «كل شيء فيه صحة الشعب السعودي أنا معه على طول الخط وصحة المواطن تهمني لأن أبناءكم فيه وأمهاتكم فيه وآباءكم فيه ولأن أبناء الوطن هم أبناؤكم، ولهذا يجب أن يداريهم الإنسان مثلما يداري أبناءه لأن هؤلاء أبناؤكم وأبناء وطنكم».

وشاهد الملك عبد الله بن عبد العزيز والحضور فيلما عن مدينة الملك عبد الله الطبية التي شيدت على مساحة 800 ألف متر مربع، وسعة 1500 سرير منها 500 سرير للمستشفى التخصصي المرجعي، وما تشتمل عليه من أقسام وتجهيزات طبية حديثة، ثم قام بضغط الزر إيذانا بافتتاح مشروع المدينة الطبية، كما ضغط الزر إيذانا بافتتاح مستشفى منى الوادي، ثم شاهد والحضور فيلما تسجيليا عن المستشفى، الذي أنشئ هذا العام بسعة 200 سرير ويتكون من ثلاثة أدوار ويضم جميع التخصصات الطبية وتبلغ مساحته الإجمالية 3400 متر مربع.

وقد دون خادم الحرمين الشريفين كلمة في سجل زيارات مدينة الملك عبد الله الطبية في ما يلي نصها: «بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، إنه ليوم مبارك يوجب علينا الحمد والشكر والثناء للمولى تبارك وتعالى أن يسّر بعونه وتوفيقه هذين المشروعين الهامين على هذا الصعيد الطاهر والمتمثلين في مدينة الملك عبد الله الطبية بالعاصمة المقدسة ومستشفى مِنى الوادي الذي سيقدم خدماته الصحية لحجاج بيت الله الحرام. إن تقديم الخدمات الصحية الراقية للمواطنين والمقيمين هو الهدف الأسمى لكل مشروعاتنا الصحية وسنواصل بعون الله وتوفيقه تعهد هذا القطاع بالمتابعة والتطوير والتجديد وفق رؤية استشرافية متكاملة ترعى حاجات وتطلعات المواطنين وإعداد أجيال من أبناء وبنات الوطن مسلحين بالإيمان بالله ثم بالعلم والمعرفة والتدريب العالي في ما يمكّنهم من خدمة دينهم ووطنهم في هذا المجال الحيوي.

ولا شك أن موقع هذين المشروعين الحيويين في مكة المكرمة ومشعر منى يضيف إليهما بجانب خدمة المواطنين بعدا آخر يتمثل في خدمة حجاج بيت الله الحرام، وتوليه المملكة العربية السعودية جل اهتمامها وعنايتها وهو مبعث فخرها واعتزازها، وختاما أسأل الله تعالى أن يبارك في جهود المخلصين من أبناء الوطن وأن يوفقنا لخدمة ديننا ووطننا وأمتنا إنه سميع مجيب، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. عبد الله بن عبد العزيز آل سعود».

وفي ختام الحفل قدم وزير الصحة درع المناسبة هدية لخادم الحرمين الشريفين، والتُقطت بعدها الصور التذكارية لخادم الحرمين الشريفين والنائب الثاني وزير الداخلية مع وزير الصحة ووكلاء الوزارة وأعضاء مجلس المدن الطبية والمستشفيات التخصصية والكادر الطبي العاملين في مدينة الملك عبد الله الطبية.

من جهته استعرض الدكتور فؤاد الفارسي وزير الحج السعودي في كلمته توسعة الملك عبد الله العملاقة في الحرمين الشريفين، والمشاعر المقدسة، ومن ضمن المشروعات منشأة الجمرات الحديثة ومشروع الخطوط الحديدية، وقال مخاطبا خادم الحرمين الشريفين «إن جملة ما أعرض له عبارة عن إلمامات عجلى لأن الوقت لا يسمح لتعداد ما تقومون به يوميا من أعمال وإنجازات كبيرة لشعبكم ولضيوف الرحمن وكذلك على الصعيد الإسلامي والدولي فاسمحوا لي أن أشير إلى ما نشرته مجلة (فوربس) الأميركية الواسعة الانتشار من أن مقامكم السامي يعد من أهم القادة والزعماء على مستوى العالم وذلك لما تقومون به من أعمال جليلة على الصعيد الدولي من أجل السلم وتقارب الحضارات وأهمية مبدأ الحوار مع الآخر ولنصرة القضايا العادلة في العالم، هذا غَيض من فَيض، أيّدكم الله وزادكم توفيقا».

أما الدكتور عبد الله التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي فقد أشار إلى مؤتمر مكة العاشر الذي عقدته الرابطة قُبيل حج هذا العام وفق استراتيجية للرابطة تعطي قضايا الشباب أولوية، وبخاصة في مجال الفكر والسلوك، حيث أصبحوا عرضة للتيارات المنحرفة التي تسعى لزعزعة استقرار الأمة الإسلامية، سواء أكانت من الداخل أم من الخارج.

وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، قد غادر مكة المكرمة بعد عصر أمس، حيث وصل إلى جدة بعد أن أشرف على ما قدم لحجاج بيت الله الحرام من خدمات وتسهيلات ليؤدوا مناسكهم بيسر وسهولة وتابع مراحل الخطة العامة لتنقلات الحجاج في المشاعر المقدسة كما هي عادته، وافتتح مدينة الملك عبد الله الطبية ومستشفى منى الوادي.

وكان في وداعه لدى مغادرته مقر مدينة الملك عبد الله الطبية الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، والأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، والأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، والدكتور عبد الله الربيعة وزير الصحة وعدد من المسؤولين، فيما كان في استقباله عند وصوله إلى جدة مغرب أمس الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة، والأمير عبد العزيز بن نواف بن عبد العزيز.