الأمير خالد بن سلطان للقوات في المواقع الأمامية: كان ردكم قاسيا وموجعا وبحجم الحدث

كشف عن استجواب 145 متسللا إثيوبيا وصوماليا للتحقق من ضلوعهم مع المعتدين

الأمير خالد بن سلطان لدى زيارته القوات السعودية في الخطوط الأمامية على الحدود (تصوير: خضر الزهراني)
TT

كشف الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي للشؤون العسكرية أنه يجري حاليا استجواب 145 متسللا أجنبيا هم 75 إثيوبيا و70 صوماليا للتحقق من ضلوعهم مع العصابات المخربة وتسللهم إلى الأراضي السعودية.

وأضاف الأمير خالد الذي وقف ميدانيا أمس في الخطوط الأمامية بقوله: «نحن نتعامل معهم كأسرى، ونحسن معاملتهم، ونتمنى أن يعودوا إلى جادة الصواب ويكونوا مخلصين لوطنهم، قبل أن يكونوا مخلصين لدول أخرى»، وأضاف: «لسنا مستعجلين في سحب القوات المسلحة من مواقعها على الشريط الحدودي، أهم ما علينا كما وجهنا القائد الأعلى لكافة القوات المسلحة الملك عبد الله بن عبد العزيز، الحفاظ بقدر الإمكان على الأرواح، والممتلكات، التي نفديها بكل ما نملك من رجال وعتاد».

وعن الوضع في الخطوط الأمامية، قال: «الوضع القتالي الآن جيد، ونحرص على أن تكون خسائرنا البشرية قليلة، وأن تكون كثيرة في أوساط العدو المتسلل»، وقال: «تشاهدون معي الآن عمليات التطهير في المواقع الجبلية، وبإذن الله نطهرها بالكامل، وبشائر وجودكم معنا اليوم، تم تطهير جبل الدود، والمواقع الأخرى».

وأشار إلى أن القوات السعودية تسيطر على كامل الأراضي في الحدود، وأنها تعمل على تطهير الجبال من المعتدين الذين يتحصنون فيها، وقال: «نعمل وفق أوامر القائد الأعلى للقوات المسلحة لتطهير كل شبر في أرض الوطن، وألا نعتدي على أحد ولو بشبر واحد، كما أننا لا نسمح لأي شخص متسلل أو معتد بالدخول لأراضينا، وسنقتله فورا، وذكرت في السابق وأكررها الآن: المنطقة أصبحت منطقة قتل ولا يوجد فيها إلا الاستسلام أو القتل».

ونفى مساعد وزير الدفاع السعودي تسلم 5 مفقودين من الجيش اليمني وقال: «نحن أعلنا من قبل عن 9 مفقودين من جانبنا، ولم يعثر عليهم حتى الآن والذين لا يعرف مصيرهم».

وكانت القوات السعودية قد واصلت أمس دك وقصف مواقع جبلية للمتسللين، وتطهير الشريط الحدودي من المعتدين، وشاركت القطاعات الجوية والبرية كافة في عمليات القصف والتطهير، وكان لمروحيات الأباتشي دور كبير في عمليات القصف الجوي.

واطلع الأمير خالد بن سلطان مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي للشؤون العسكرية ميدانيا على عمليات التطهير الجوي التي شاركت فيها الأباتشي، خلال زيارته أمس الخطوط الأمامية لتفقد ضباط وأفراد القوات المسلحة المرابطة هناك، حيث شهد جانبا من عمليات القصف الجوي والبري للمواقع الجبلية في الحدود الجنوبية.

وكان الأمير خالد قد استمع خلال زيارته أمس لمقر القيادة والسيطرة، لشرح مفصل عن سير عمليات التطهير من اللواء ركن حسين محمد معلوي قائد قوة جازان، قام بعدها بجولة شملت المواقع في الخطوط الأمامية، ناقلا للضباط والأفراد تحيات وتهاني وتبريكات خادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى لكافة القطاعات العسكرية وولي عهده والنائب الثاني وأفراد الشعب السعودي بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وتقدير القيادة السعودية للأبطال والجنود البواسل الذين يضحون بدمائهم وأرواحهم فداء للوطن الغالي.

كما زار مجموعة اللواء المظلي حيث ألقى كلمة أعاد خلالها تأكيدات الملك عبد الله على سياسة البلاد الواضحة بأن «المملكة لا تقبل التجاوز على أحد، ولكنها لن تسمح لأحد بأن يدنس شبرا واحدا من أراضيها» والتي أتبعها خادم الحرمين الشريفين بتشديده على أن «لا خيارات مفتوحة في الدفاع عن النفس سوى النصر بالعزة والكرامة أو الشهادة في سبيل الله ثم الوطن».

وقال مخاطبا المظليين: «وليسمح لي سيدي خادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية بأن هذا الأمر السامي الكريم لهو نبراس لأبنائكم ورجالكم الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وهم على خطاكم سائرون، وبتوجيهاتكم يعملون، وللنصر بهامات عالية وجباه مرفوعة بحول الله محققون، وما هذه التوجيهات السامية إلا وسام على صدر كل رجل منهم».

وقال الأمير خالد: «لقد كان يوم ( أول من) أمس الجمعة أول أيام العيد أحد أيام القوات المسلحة المجيدة، خاطبكم فيه سيدي القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية الملك عبد الله بن عبد العزيز بكلمات رائعات تحمل المجد والشموخ والاعتزاز بكل رجل منكم، استعرض ما يجيش في نفسه ونفس أهلكم شعب المملكة العربية السعودية، الفخورين بمعرفتكم التي تسبق النصر أمام مهزومين سبقهم الجهل، وأكد أنكم وبإيمانكم بالله يكون الولاء بعد الله لوطنكم، وأن هذا ديدن أبائكم وأجدادكم الذين جاهدوا مع المؤسس الملك عبد العزيز يرحمهم الله جميعا».

وأضاف أن «بلادنا ولله الحمد قد شرفها الله بأن تكون مهبط الوحي وقبلة المسلمين وتضم على ثراها أطهر بقاع الأرض وأحب البقاع إلى الله، وشرف قادتها بخدمة الحرمين الشريفين، وشرف مواطنيها أيا كانوا بخدمة حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين وزوار مسجد رسوله المصطفى، وشرفكم أنتم بحماية هذه الديار الطاهرة من أي متهور أو خائن أو معتد أثيم، وها أنتم على الثغور تعملون بقلب رجل واحد، فنعم المرابطون أنتم، ونعم الحماة أنتم، ونعم الرجال أنتم، ونعم المواطنون، فلكم من الجميع، كبيرهم وصغيرهم، كل التحايا والتقدير».

وقال مخاطبا الجنود: «لقد أكدتم لهذه الفئة الباغية من المتسللين أن ردكم قاس وموجع وبحجم الحدث.. لقنتم المعتدين درسا لن ينسوه في مستقبل أيامهم، وأكدتم لهم ولغيرهم أن حدود المملكة العربية السعودية وسام فخر لأبنائها لا يمكن الاقتراب منه بحال من الأحوال»، مشددا القول: «هكذا يكون الرجال، وهكذا يكون الرد على كل من تسول له نفسه أو تحدثه أن يمس أرض الوطن العزيز على كل واحد من أبناء شعبه، هذا الشعب الذي يعتز بوطنه وقيادته لا يزعزعه غدر العملاء ولا مكر الأغبياء ولا خيانة البغاة ولا زوابع الجبناء ولا عبث الجهلاء ولا التصرفات الرعناء».

وتابع: «نعم إن مصيرهم بحول الله سيكون الذل والخزي والعار والقتل، واعلموا وأنتم هنا في مواقع البطولة والفداء بأن جميع القلوب معكم وتلهج بالدعاء لكم مع كل نبضة اعتزاز وفخر، فأنتم حديث المجالس، ودعاء العباد، ومناهج الفداء لمدارس البطولة ومعاهد الرجولة، وأنتم عيد الوطن بأسمى معانيه وأنقى صوره».

وتحدث مساعد وزير الدفاع عن شهداء الواجب الذين سقطوا في الدفاع عن بلادهم، مؤكدا أنهم قدموا أرواحهم فداء للمقدسات الطاهرة ولهذا الوطن الأبي بدمائهم الزكية وقال: «في الوقت الذي أهنئكم فيه بالنصر المبين الذي تحقق على أيديكم حتى الآن فإنني أهنئ من هنا أسر شهداء الأبرار كافة الذين قدموا أرواحهم فداء للمقدسات الطاهرة ولهذا الوطن الأبي بدمائهم الزكية».

وأضاف: «لقد استشعر هؤلاء الأبطال من شهداء الوطن أن الانتصار على الأعداء يمثل روح الإقدام وطلب الشهادة، فهنيئا لشهدائنا الذين أكرمهم الله بأن جعل مكانتهم مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين، ولكم الفخر آباء وأمهات وزوجات وأبناء وبنات، بأنكم قدمتم أغلى ما عندكم من الرجال للوطن الذي يعتز بإقدامهم وتضحياتهم، اعلموا أن الوطن لن ينساكم أبدا».

وتطرق للمصابين من الضباط والجنود وقال: «أما أبنائي وإخواني المصابون فأقول لهم: مهما طال الزمن أو قصر فسيظل عطاؤكم وتضحياتكم وأداؤكم المشرف وإصاباتكم التي اضطرتكم للمكوث على السرير الأبيض تظل محل تقدير واحترام قائدنا الأعلى لكافة القوات المسلحة الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين وكل مواطن على أرضنا الغالية، حيث إن الجميع يدرك ما واجهتم من مشقة وتعب وضحيتم بأنفسكم من أجل الآخرين»، وقال: «لقد كنتم ولا تزالون، قولا وفعلا، نعم الرجال لأصعب المواقف، سائلين الله جلت قدرته أن يهبكم الصبر ويعظم لكم الثواب والأجر».

من جانب آخر، قام الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز أمير منطقة جازان أمس بزيارة معايدة للمصابين من أفراد القوات المسلحة والقطاعات العسكرية المنومين بمستشفى صامطة العام، حيث قدم باقات الورود والتهاني للمصابين والمرضى بمناسبة عيد الأضحى المبارك، واطمأن خلال الزيارة على حالاتهم الصحية وما يجدونه من رعاية طبية ناقلا لهم تحيات وتقدير القيادة والشعب السعودي على ما يقومون به من واجب ديني ووطني وبطولي كبير في الدفاع عن أرضهم.

وكان أمير منطقة جازان نقل أمس تعازي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والنائب الثاني، لأسرة شهيد الواجب الرقيب أول عيسى بن علي مدخلي الذي استشهد أثناء المواجهات مع المتسللين على الحدود الجنوبية للسعودية، وعبر أثناء زيارته لأسرة الشهيد بقرية الركوبة بمحافظة صامطة عن فخر واعتزاز الجميع بالشهيد، وأكد أن ما تقوم به مختلف القطاعات العسكرية من واجب ديني ووطني وبطولي كبير في الدفاع عن أرض هذه البلاد المباركة أرض الحرمين الشريفين هو مصدر فخر واعتزاز لجميع أبناء الوطن.

إلى ذلك، نقل الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أمير منطقة عسير تعازي ومواساة القيادة السعودية لذوي شهداء الواجب؛ كل من الرقيب أول هادي بن معيض القحطاني، والجندي أول عيسى بن يحيى البناوي، والجندي عوض بن حسين الشمراني، الذين استشهدوا في ميدان الشرف وهم يدافعون عن الوطن مع إخوانهم المرابطين على الشريط الحدودي مع الجمهورية اليمنية، وقال أمير منطقة عسير خلال زيارته أمس لذوي الشهداء: «إنني أنقل لكم تعازي القيادة والشعب السعودي واعتزازهم بأبنائكم الذين نعزي أنفسنا قبل أن نعزيكم فيهم»، مؤكدا للجميع أن أبوابه في الإمارة مفتوحة لتلبية كل مطالبهم، وقال: «نحن نعتز ونفتخر بموقف الشهداء الأبطال الذين قدموا أرواحهم دفاعا عن الوطن ومقدراته الذي نقف دونه جميعا بأرواحنا».