تقرير للكونغرس «لو لم يهرب بن لادن ما كنا وصلنا إلى هنا»

ساعد هروبه على ظهوره كرمز فعال وملهم للمتطرفين حول العالم

TT

قبل يوم من خطاب تلفزيوني للأمة الأميركية سيلقيه غدا الرئيس باراك أوباما، والذي يتوقع أن يعلن فيه زيادة القوات الأميركية في أفغانستان بهدف «إنهاء المهمة»، أصدر الكونغرس تقريرا بأن الفشل، قبل ثماني سنوات، في القبض على أسامة بن لادن، قائد منظمة «القاعدة» كان من أسباب تدهور الوضع في أفغانستان مما أدى إلى هذه الزيادة الأخيرة في القوات الأميركية هناك.

وقال التقرير «لو كنا، قبل ثماني سنوات، تخلصنا من قائد «القاعدة»، كنا قضينا على الخطر المتطرف العالمي».

وأضاف التقرير «ساعد هروب بن لادن إلى باكستان على ظهوره كرمز فعال، وقوي، وكشخص يواصل جذب تبرعات مالية مستمرة، ويلهم المتطرفين في كل العالم».

اعتمد تقرير الكونغرس على تقرير كان البنتاغون أصدره بعنوان «تاريخ تورا بورا»، إشارة إلى المنطقة التي حاصرت فيها، سنة 2001، القوات الأميركية بن لادن، لكنه هرب إلى باكستان. ولاحظت صحيفة «واشنطن بوست» أن التقرير يشير إلى أن الرئيس أوباما، والشعب الأميركي، ما كانا سيواجهان المواقف الحرجة والصعبة الحالية في أفغانستان لو لم يهرب بن لادن. وأن «نتائج عدم إرسال قوات أميركية كبيرة إلى تورا بورا سنة 2001، تستمر حتى اليوم». ولاحظت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الرئيس أوباما ربما سيركز في خطابه غدا الثلاثاء على التخلص من بن لادن، قائلا إن إرسال قوات أكثر سيعالج الخطأ الذي ارتكب في سنة 2001.

وقالت وكالة «يونايتد برس إنترناشونال» إن مائة جندي أميركي فقط أرسلوا إلى تورا بورا، بينما كان مع بن لادن ألف وخمسمائة جندي وحرس وحاشية. عنوان تقرير الكونغرس: «عودة إلى تورا بورا: كيف فشلنا في القبض على بن لادن؟ ولماذا هذا موضوع مهم اليوم؟» وحسب التفاصيل في التقرير، في منتصف ديسمبر (كانون الأول) سنة 2001، بعد أقل من شهر من غزو أفغانستان، اختبأ بن لادن ونائبه المصري أيمن الظواهري في كهف كان استعمله بن لادن قبل ذلك بعشر سنوات ضد الاحتلال الروسي لأفغانستان. بالإضافة إلى هروب بن لادن والظواهري، أشار التقرير إلى هروب الملا محمد عمر زعيم طالبان ورئيس حكومتها قبل الغزو الأميركي. وقال إن عدم إرسال قوات أميركية كافية من أسباب استمرار اختفاء هؤلاء. وانتقد تقرير الكونغرس الجنرال تومي فرانكز، قائد القيادة الأميركية الوسطى، الذي أشرف على غزو أفغانستان، وأيضا دونالد رمسفيلد، وزير الدفاع في ذلك الوقت، لعدم إرسال قوات كافية إلى تورا بورا.

وقالت «واشنطن بوست» إن الجنرال المتقاعد فرانكز رفض أن يعلق لها على هذا الاتهام. لكنه، في وقت سابق، كان نفى أنه قصر في أداء واجبه، وأن الاستخبارات العسكرية والمركزية لم تمده بمعلومات مؤكدة، وأن بن لادن ربما لم يكن في تورا بورا عندما وصلت القوات الأميركية إلى المنطقة. أيضا، اعتمد تقرير الكونغرس على ثلاثة كتب صدرت عن هروب بن لادن من تورا بورا. وكتبها ضباط سابقون في وكالة الاستخبارات المركزية (سي.آي.إيه)؛ عنوان الكتاب الأول، كتبه غاري شروين «أول الداخلين: كيف قاد سبعة من (سي.آي.إيه) غزو أفغانستان». عنوان الكتاب الثاني، كتبه غاري بيرنتسين «كاسر الفك: الهجوم على بن لادن». عنوان الكتاب الثالث، كتبه دالتون فيوري «قتل بن لادن». قال الكتاب الثالث إن الجنرال فرانكز أرسل مائة جندي فقط إلى تورا بورا. وإنهم سمعوا صوت بن لادن في تليفون لاسلكي إلى جنوده، وإشارات إلى كلمة «الشيخ» (بن لادن). وإن مترجما أفغانيا اسمه «جلال» كان معهم، وهو الذي سمع صوت بن لادن، وهو «أكثر الخبراء في معرفة صوت بن لادن». وإنه «عمل لسبع سنوات يحلل صوت بن لادن، وهو يعرف بن لادن أكثر من أي شخص آخر في الدول الغربية». وإن القوات الأميركية قدمت رشاوى إلى القرويين في تورا بورا، وأعطتهم أجهزة «جي.بي.إس» (تحديد المكان بأقمار فضائية)، وقالوا لهم «عندما ترون أي مقاتل، اضغطوا على زر معين، ونحن سنأتي سريعا».