الرئيس الباكستاني يعلن تحقيق نجاح في عمليته ضد طالبان بوزيرستان

قال إن العملية ستستمر إلى حين تطهير المنطقة من الإرهابيين

TT

أعلن الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري أن الجيش حقق «نجاحا كبيرا» في الهجوم الذي يشنه ضد مقاتلي طالبان في المنطقة القبلية شمال غربي البلاد كما أفاد مكتبه أمس. وأدلى زرداري بهذه التصريحات في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون في وقت متأخر أول من أمس، وذلك في وقت تتراجع فيه شعبيته وتشهد علاقته مع الجيش توترا. وقال المتحدث الرئاسي فرحة الله بابار في بيان «في إشارة إلى الهجوم ضد المسلحين في المناطق القبلية في وزيرستان الجنوبية، أعلن الرئيس أن نجاحا كبيرا قد تحقق». وأبلغ زرداري براون أن «العملية ستستمر إلى حين تطهير المنطقة من الإرهابيين وتحقيق الأهداف»، مشددا على الحاجة لدعم من المجموعة الدولية لمساعدة المدنيين الذين نزحوا بسبب القتال. وأرسلت باكستان نحو 30 ألف جندي بدعم من مقاتلات ومروحيات إلى وزيرستان الجنوبية في 17 أكتوبر (تشرين الأول) في عملية واسعة النطاق ضد حركة طالبان في معاقلها الجبلية قرب الحدود الأفغانية. ورغم مواجهة بعض المقاومة في المنطقة، فإن الكثير من المسؤولين والمحللين قالوا إن عناصر طالبان الذين يقدر عددهم بنحو عشرة آلاف عنصر فروا إلى وزيرستان الشمالية وأوراكزاي المجاورة. وتواجه باكستان أيضا مرحلة غموض سياسي بعد انتهاء مفاعيل عفو قانوني يحمي زرداري وأبرز مساعديه من قضايا فساد السبت، وسط مخاوف من أزمة جديدة في البلاد، فيما تخوض باكستان قتالا ضد حركة طالبان. وسلم زرداري السبت السيطرة على الترسانة النووية الباكستانية إلى رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني، في خطوة تهدف إلى تبديد الانتقادات. وخلف زرداري الرئيس السابق برويز مشرف السنة الماضية إثر فوز حزبه «حزب الشعب الباكستاني» في الانتخابات، لكن نسب التأييد له تراجعت كثيرا، فيما تواجه البلاد تهديد حركة طالبان والانكماش الاقتصادي.

من جهة أخرى، يريد رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني من الدول الغربية طرح استراتيجية مشتركة لمكافحة بلاء تمرد طالبان في باكستان وعلى الحدود الأفغانية. وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية قبل أول زيارة يقوم بها لألمانيا كرئيس للوزراء، أكد جيلاني أن أي سياسة تتجاهل طاقات بلاده سيكون من شأنها زعزعة استقرار باكستان. وقال جيلاني «لقد أبرزنا مخاوفنا بشأن الزيادة المحتملة في القوات الأميركية في أفغانستان. مخاوفنا تتلخص في أنهم إذا ما زادوا من قواتهم فإن المتشددين سينسابون عبر الحدود إلى باكستان».

وقال جيلاني المقرر أن يبدأ زيارة تستغرق 4 أيام إلى ألمانيا العضو المهم في حلف شمال الأطلسي (الناتو) في 30 نوفمبر (تشرين الثاني)، إن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما يتعين أن تعد «خريطة طريق» بشأن أفغانستان وباكستان بالتشاور مع باكستان. وأضاف «علينا أن يكمل بعضنا بعضا، لا أن نزعزع بعضنا البعض». وتأتي هذه التصريحات قبل أيام من إعلان الرئيس أوباما المتوقع عن نشر 30 ألف جندي إضافي في أفغانستان، حيث وصل العنف إلى أقصى مستوياته دموية منذ الإطاحة بطالبان عام 2001.

بيد أن الزيادة في أعداد القوات يعوزها التأييد من جانب حلفاء الولايات المتحدة ولاسيما في منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وقد أخرت ألمانيا التي لها ثالث أكبر مجموعة من القوات في أفغانستان ـ قوامها 4 آلاف رجل ـ بعد الولايات المتحدة وبريطانيا قرارها بشأن المساهمة في الزيادة المقترحة في القوات. وفي ظل التشويش والرفض في الدول الغربية بشأن أفغانستان حيث لم تهزم طالبان بعد 8 سنوات من جهود القوات الدولية، يظل اهتمام باكستان منصبا على أمنها الداخلي.

واجتاحت المنطقة الشمالية الغربية لباكستان آيديولوجية طالبان، التي جاءت مع اتخاذ آلاف من مقاتليها ملاذا في المناطق القبلية السبع في باكستان والمتاخمة للحدود الأفغانية بعد الغزو الأميركي لأفغانستان عقب هجمات (9ـ11 التي شنتها طالبان في الولايات المتحدة.

والآن يحاول أكثر من 120 ألفا من القوات الباكستانية كبح التحرك عبر الحدود للمتمردين الإسلاميين إلى أفغانستان، فضلا عن محاربة هؤلاء المتشددين.

وهؤلاء المتشددون هم صناعة محلية ويعرفون بطالبان المحلية، قتلوا آلاف من الباكستانيين في تفجيرات انتحارية وغيرها من هجمات منذ عام 2007 في اتباعهم للتفسير الضيق للإسلام في البلاد.

وقال جيلاني في معرض محاولته تبديد الانطباع السائد في الغرب إن باكستان تفعل القليل للسيطرة على هذه القوى المتطرفة، وإن البلاد بحاجة لدعم من المجتمع الدولي لتدعيم قوات الأمن بها التي تخوض معركة مع مقاتلين لهم دوافع ومهارات خاصة.

وأشار إلى أمثلة لإقليم سوات الشمالي الغربي، حيث هزم جنود باكستان طالبان من خلال قتل أكثر من 1500 مقاتل والمنطقة القبلية لوزيرستان الجنوبية حيث فر الجزء الأكبر من 10 آلاف من مقاتلي طالبان من هجوم الجيش متعهدين بشن حرب عصابات قريبا.

وقال جيلاني «نتوقع من العالم أن يعزز أجهزة أمننا لأن لدينا الإرادة والقدرة على مكافحة الإرهاب، لكن تعوزنا في بعض الأوقات الطاقة».