الكومنولث تتعزز بضم ثاني دولة من غير المستعمرات البريطانية السابقة

رواندا تنضم إلى العالم الناطق بالإنجليزية بعد تدهور علاقاتها مع فرنسا

TT

تعززت منظمة الكومنولث، التي تضم الدول المنبثقة عن الإمبراطورية الاستعمارية البريطانية السابقة، بضم رواندا بعد تدهور العلاقات بين هذه الأخيرة ذات التقليد الفرنكفوني وفرنسا. وبهذا أصبحت هذه الدولة الصغيرة في أفريقيا الوسطى التي يبلغ تعدادها السكاني نحو تسعة ملايين نسمة، البلد الثاني بعد موزمبيق، الذي تقبل عضويته في الكومنولث من دون أن يكون من المستعمرات البريطانية سابقا. وبانضمام رواندا التي كانت مستعمرة ألمانية (1885 ـ 1916) ثم بلجيكية حتى استقلالها في 1962، بات تكتل الكومنولث يعد 54 بلدا تجمع بينها اللغة الإنجليزية. وقالت المتحدثة باسم الحكومة الرواندية ووزيرة الإعلام لويز موشيكيوابو أمس، إن «حكومتي تعتبر هذا الدخول بمثابة اعتراف بالتقدم الملفت الذي أنجزته بلادنا خلال الخمس عشرة سنة الأخيرة»، مضيفة أن «الروانديين مستعدون للاستفادة من الإمكانات الاقتصادية والسياسية والثقافية وغيرها التي توفرها شبكة الكومنولث». وأعلن عن قبول رواندا لعضوية التكتل الناطق بالإنجليزية أثناء اجتماع لرؤساء حكومات الكومنولث في ترينيداد وتوباغو.

وهذا التقرب السريع من العالم الناطق بالإنجليزية ترافق مع تدهور العلاقات مع فرنسا. فقد جمدت كيغالي علاقاتها الدبلوماسية مع باريس في 2006 بعد إصدار القاضي الفرنسي جان لوي بروغيير مذكرات توقيف بحق مقربين من الرئيس كاغامي للاشتباه بتورطهم في اغتيال الرئيس الرواندي السابق جوفينال هبياريمانا، الذي اعتبر مقتله في 6 أبريل (نيسان) الماضي العنصر المسبب لارتكاب الإبادة في رواندا. وكانت العلاقات بين البلدين متوترة جدا منذ 1994، إذ إن سلطات كيغالي المنبثقة عن حركة المتمردين ذات الغالبية التوتسية اتهمت باريس بمساعدة مرتكبي الإبادة الهوتو الذين كانوا حاكمين، الأمر الذي نفته فرنسا على الدوام.

وأمس، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن فرنسا ورواندا قررتا «استئناف علاقاتهما الدبلوماسية». وقال بيان الإليزيه إن الأمين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان «توجه إلى كيغالي حيث أجرى مباحثات مع رئيس جمهورية رواندا بول كاغامي». وخلص بيان الرئاسة الفرنسية إلى أن «رئيس الجمهورية الفرنسية نيكولا ساركوزي ونظيره الرواندي اتفقا عقب هذه المباحثات على إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين».