أمير مكة المكرمة: حملة «لا حج بلا تصريح» نجحت وسجلت تميزا خلال الموسم الحالي

الأمير خالد الفيصل: السعودية منذ القدم خبيرة في إدارة الحشود.. ومتعهدو الحج الوهميون سيلقون العقوبة الرادعة

TT

أعلن الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، نجاح موسم حج هذا العام، وكشف أن 753 ألف حاج غير نظامي تمكنوا من أداء نسك الحج هذا العام، وأن عدد الحجاج من الخارج بلغ 1.613 مليون حاج، مفيدا أن جميع من حُصروا أثناء رميهم الجمرات من الحجاج بلغوا 2.521 مليون حاج، وبلغ عدد الحجاج النظاميين 1.767 مليون حاج، وهو الأمر الذي يدل على أن عدد الحجاج غير النظاميين يقدرون بـ 753 ألف حاج غير نظامي، والذين لو لم يدخلوا إلى الحج لكان الحج أكثر مرونة وسهولة، واعدا أن ينخفض عدد الحجاج غير النظاميين خلال العام المقبل بشكل كبير جدا.

وأبان رئيس لجنة الحج المركزية في مقر الإمارة في منى خلال عقده المؤتمر الصحافي السنوي أن هناك أيضا تحذيرات مختلفة من الحملات الوهمية ونشاطاتها المتعددة، والتي سيتم التركيز عليها خلال الأعوام القادمة، لافتا انتباه جميع الحجاج إلى ضرورة التنبه للشركات المضللة، إذ قد نشرت وزارة الحج في وسائل الإعلام المختلفة أسماء الشركات المعتمدة لديها، والتي بالإمكان الاستفادة من خدماتها، وأن المرجو من حجاج الداخل أن لا يقعوا في الفخ مرة أخرى، وأن يتأكدوا من حقيقة الشركات.

وأكد أمير مكة أنه خلال العام المقبل سوف تشهد قضية الحج بلا تصريح تركيزا أكثر، حيث لا يزال بعض من حجاج الداخل يتشاطر على الأنظمة ويتحايل عليها، وأن الموسم المقبل سيشهد حزما أكثر على منع أي حاج لا يحمل تصريحا من الدخول لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة ومنع أي مركبة تحمل أقل من 25 راكبا، راجيا أن لا يضطروا إلى أن يتخذوا العقاب وسيلة لمنع المتحايلين على الأنظمة.

وقال الأمير خالد الفيصل عن الخدمات التي أضيفت في هذا العام عن الأعوام السابقة «هناك خدمات وفرتها الحكومة تمثل مشروعا تنمويا لمنظومة خدمات، وأضيف هذا العام لنظام الترددية في النقل طريق آخر تم وضع حجر الأساس له، وسوف يكون هناك طريق ثالث للترددية خلال العام المقبل، وهناك أيضا مشروع القطار الذي بدأ العمل فيه خلال هذا العام وستتم الاستفادة منه في العام المقبل بما نسبته 37 في المائة، والعام الذي يليه سيعمل بطاقته الكاملة، كما أنه انتهى العمل أيضا في منشأة الجمرات بمرحلتها الخامسة، كما ولعلكم لاحظتم طريقة السير المرنة في كافة طوابق الجسر ولله الحمد، وانتهى كذلك مشروع المسعى بكافة طوابقه ليضيف إنجازا آخر على منظومة الإنجازات السعودية في هذه العاصمة المقدسة».

وتابع «شهدنا أيضا خلال العام الحالي الشروع في توسعة المسجد الحرام، وإن شاء الله ستتوالى الإنجازات خلال السنوات المقبلة، وسيتم الانتهاء من التوسعة على مراحل بما فيها أيضا المنطقة المركزية التي سوف تنظم وستكون جاهزة للانتهاء منها تزامنا مع انتهاء مشروع توسعة الحرم، وهناك أيضا مشروع صالات الحجاج في مطار الملك عبد العزيز في جدة، وقد انتهى العمل فيه بالكامل في هذا العام وقضى تماما على الوقت الطويل الذي يقضيه الحجاج في الانتقال من الحافلة إلى الطائرات والعكس في مدة أقل من ساعة تقريبا، وهذا تميز كبير، وهناك مشروع قطار الحرمين الذي بدأ العمل فيه هذا العام من المدينة المنورة مرورا بجدة وصولا إلى مكة المكرمة، وسوف نحاول ربط قطار الحرمين بقطار المشاعر، وستحتل هذه القطارات اهتماما كبيرا كجزء من منظومة تطوير مكة المكرمة الشاملة، أيضا شهدنا انتهاء مشروع مدينة الملك عبد الله الطبية وسوف يستفيد بالإضافة إلى المواطنين جميع الزائرين وحجاج بيت الله الحرام من خدماتها، وهناك مشاريع أخرى لكنها تنظيمية كحملة (لا حج بلا تصريح) التي دشنت العام الماضي ونجحت الحملة وسجلت تميزا خلال الموسم الحالي أيضا، وفي هذا العام قدمنا تنظيما جديدا للمركبات والشاحنات بحيث لم يسمح بدخول المشاعر سوى للمركبات الكبيرة التي تحمل 25 راكبا، وقد أعطت فرصة كبيرة للحركة خلال هذا العام بيسر ومرونة، وسجل وقت انتقال الحجيج للمشاعر المختلفة رقما قياسيا جديدا».

وأوضح أن المركبات التي اخترقت المشاعر يظل عددها أقل من المتوقع وأن العقوبات بشأنها واضحة ونظامية وستطبق بحق المخالفين وبمركباتهم التي رصدت أرقامها من قبل رجال الأمن، وستتم ملاحقتهم للتعرف على أصحابها ومن ثم إيقاع العقوبة المناسبة بحقهم، وأن هناك أنظمة توضح التعامل مع المتسربين والحجاج غير النظاميين ولكن المشكلة تظل مع المتسربين داخل مدينة مكة المكرمة، كاشفا أن الحالات المصابة بإنفلونزا الخنازير لم يتجاوز عددها 68 حالة كما أعلنت وزارة الصحة، واصفا بأنه يعد أمرا عاديا جيدا في ظل وجود الكثافة الهائلة للحشود البشرية في مختلف المواقع، كما أنه مؤشر يؤكد سيطرة وزارة الصحة فيما يتعلق بمكافحة الفيروس.

وأفاد أنه سيتم إعادة النظر في المركبات التابعة للإدارات والسيارات والشركات، حيث وجد في هذا العام 18 ألف سيارة تابعة للخدمات وسيتم إيجاد الحلول لها، واعدا أن يحتوي كل عام على تطوير جديد، وفي كل عام سيشهد محاولات أكثر للتفاني في خدمة الحجيج، وأن يتحول الحج إلى رحلة مريحة طبقا لتعليمات خادم الحرمين الشريفين التي تقتضي وضع الإمكانيات اللازمة بين يدي الحجاج وتوفير كافة عوامل الراحة والرفاهية لهم والذين نعتز بخدمتهم ونتشرف بذلك. وفي سؤال حول مشروع القطار الذي يربط المشاعر بمكة وقطار الحرمين الذي يربط المدينة المنورة بمكة عن طريق جدة وإمكانية الاستفادة من الشبكة لخدمة المعتمرين، أبان الأمير خالد أن هناك نظاما للاستفادة والربط بينهما من خلال شبكة للقطارات الخفيفة الخاصة بمكة المكرمة، وفور الانتهاء منها سوف يوظف قطار المشاعر في غير فترة الحج لخدمة المعتمر والمواطن في مكة المكرمة، لافتا إلى أن المملكة نفذت العديد من المشاريع التي تهدف إلى توفير منظومة من الخدمات الشاملة خلال موسم الحج والتي ترفع من سقف الارتقاء بما من شأنه توفير أكبر عناصر الأمن والمرونة في إدارة الحشود، ومن المشاريع منشأة الجمرات التي قضت على مشكلة التدافع بتكلفة بلغت 4.2 مليار ومشروع قطار المشاعر وتصل تكلفته إلى 6.7 مليار عند الانتهاء منه، كما أن هناك الكثير من المشاريع، كما خصصت المملكة الكثير من اهتمامها لجانب الأمن الصحي في الحج، مستشهدا بالأعداد الكبيرة من الموظفين في كافة القطاعات، إذ يتضح ذلك من خلال عمل ما يقارب 17 ألف موظف وعامل من منسوبي وزارة الصحة خلال موسم الحج، ووجود ما يقارب 22 ألفا من منسوبي وزارة البلديات ومن أمانة مكة المكرمة فقط، و100 ألف عنصر من عناصر الأمن في كافة قطاعاتها، مؤكدا أن ذلك يحتاج جهدا وتكاليف عالية تسهل تماما أمام توفير عامل الأمن والخدمة والرفاهية للحجاج بما في ذلك مشاريع تصريف السيول التي نفذتها المملكة على وجه الخصوص في منطقتي مكة والمشاعر، حيث كان هطول الأمطار الغزيرة خلال هذا الموسم تحديا حقيقيا ولم تسجل الأجهزة معه أي أضرار كبيرة ليثبت المشروع فعاليته، ويحول مجرى السيول باتجاه الخزانات التي خصصت للاستفادة مرة أخرى من كميات الماء الكبيرة الناتجة عن السيول.

واستبعد أمير مكة إمكانية الاستعانة بخبرات أجنبية لإدارة الحشود في منشأة الجمرات، مشيرا إلى أن هناك الكثير من دول العالم تطلب من المملكة إيضاح الآلية التي تتم من خلالها الأجهزة المعنية إدارة حشود الحجيج المختلفة من خلال عمل محاضرات بنفس الخبرات التي تدير أمن الحج وتنظم سيرهم أثناء رمي الجمرات، لافتا إلى أن المملكة ومنذ القدم تعد ذات خبرة طويلة في هذا المجال، وأن المشقة في الحج أمر وارد وتكمن المشقة في وجود هذه الأرتال البشرية في مواقع محددة وتتحرك في خمس مناطق معينة خلال خمسة أيام، وهو ما يجعل الأمر لن يكون سهلا ويظل التحدي هو كيفية الإعداد الجيد لكافة الأجهزة الخدمية استعدادا لتوفير موسم آمن مريح والخروج بمفهوم المشقة ليصبح أمرا عاديا جدا، وأن يكون في ظل توفر كافة الاستعدادات والمناخ الجيد، وأن يقصد الحاج مكة بكل احترام وكرامة ويعود لموطنه بكل احترام وكرامة من منطلق الاستشعار بالشرف لتقديم الخدمة لحاج بيت الله الحرام.

ووصف الأمير خالد التغطية الإعلامية التي واكبت شعيرة الحج بالجيدة بما فيها النقل العالمي عبر وسائل الإعلام العالمية التي نقلت الحدث استثنائيا، مؤملا الارتقاء بمستوى المهنية بعد أن أصبح الإعلام فنا مستقلا بذاته بملامح عالية المستوى من المهنية والكفاءة والعلم.

وكان الأمير خالد استهل المؤتمر بكلمة رفع من خلالها أسمى آيات التهاني والتبريكات لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني على نجاح هذا الموسم، كما هنأ جميع المسلمين الذي توافدوا من كل حدب وصوب من جميع أنحاء العالم والقارات وجميع الدول واجتمعوا في المكان المبارك إخوة متحابين متضامنين متفائلين ومتسامحين كما يجب أن يكون عليه المسلم مع أخيه المسلم. وزاد «في هذا المشهد العظيم الذي تجلت فيه الروح الإسلامية والأخلاق الإسلامية والتطلعات الإيمانية من جميع المسلمين في هذه البقعة المباركة، نقدم للعالم أجمع الصورة الحقيقية للإسلام والصورة الحقيقية للإنسان المسلم والصورة الحقيقية للمجتمع المسلم، هذا هو الإسلام وهؤلاء هم المسلمون، ونرجو أن تكون وسائل الإعلام قد نقلت الصورة الحقيقية والمشاعر الحقيقية للإنسان والمجتمع والأمة الإسلامية، شكرا لكل إخواني وزملائي الذين شاركونا في خدمة ضيوف الرحمن وقدموا لهم جميع الخدمات اللازمة حسب الإمكانات المتوفرة لهم، شكرا لرجال الأمن وشكرا لمنسوبي وزارة الحج، شكرا لمنسوبي وزارة البلديات، شكرا لمنسوبي وزارة الصحة، شكرا لمنسوبي وزارة النقل، وكل الإدارات والمؤسسات والشركات الأهلية التي أسهمت في نجاح هذا الموسم، شكرا للمواطن السعودي وخصوصا أهالي مكة وأهالي منطقة مكة الذي قدموا كل ما أمكنهم من خدمات لإخوانهم الحجاج، وشكرا لجميع الحجاج على تفهمهم وتقديرهم للأنظمة وللتنظيمات التي سُنت لحج هذا الموسم وتعاونهم على نجاح هذا الموسم، أهنئ الجميع وأهنئ الأمة الإسلامية على هذا المظهر الرائع للإنسان والمجتمع المسلم».