القادمون للحج من أوروبا الشرقية برا.. رحلة «الشتاء والصيف»

يقطعون الدول على مركباتهم الخاصة في شكل مجموعات منظمة

TT

ساعدت الأجواء، التي تعيشها المشاعر المقدسة هذه الأيام، حجاج دول أوروبا الشرقية الباردة في التأقلم مع حج هذا العام كونها تشبه إلى حد كبير أجواء الصيف في بلدانهم، التي تميل إلى البرودة طوال العام، تتحول إلى رحلة شبيهة برحلة الشتاء والصيف.

ويقطع العشرات من الأوروبيين القادمين من تلك الدول آلاف الكيلومترات برا بمركباتهم القديمة التي تتحول أيضا إلى مساكن لهم عبر بوابات المدن وأجزائها المختلفة للوصول إلى أرض الرحمة.

وبحسب مرزا حاج مرشد أفواج إحدى القوافل المشاركة في حج هذا العام، القادمة من داغستان، التي قدمت برا، قال: «قطعنا نحو 5 آلاف كيلومتر، في 288 ساعة متواصلة سيرا بالسيارات، مررنا خلالها بأربع دول بدءا بأذربيجان، تليها تركيا، ثم سورية والأردن».

وأضاف: «مرت علينا الكثير من الأجواء، بداية من الثلوج على جبال مدينتا، مرورا بالأجواء الباردة لأذربيجان، المحاذية لنا، ثم وصلنا إلى تركيا، وسورية، والأردن، ثم السعودية ذات الأجواء الحارة جدا والصيفية».

ويشير مرزا إلى أن رحلتهم استمرت قرابة 20 يوما، وتوقفوا في جميع الدول التي مروا بها ما بين 20 و30 ساعة، على أقل تقدير، داخل سياراتهم التي كانوا يأكلون ويشربون وينامون داخلها متحملين عناء السفر.

وبحسب عدد من المشرفين في مؤسسة مطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأميركا وأستراليا أن ما يميز حجاج أوروبا وتركيا حجهم على شكل مجموعات متكاملة وعلى شكل عائلات، وأن الحجاج القادمين عن طريق البر يأتون بتلك الطريقة بسبب ما يعانونه من فقر، وارتفاع تكاليف الحج عن طريق الشركات.

وبحسب عبد الله بن عمر علاء الدين، رئيس مجلس إدارة مطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأميركا وأستراليا، قدم هذا العام نحو 300 ألف حاج يتبعون نحو 75 دولة، وتم وضع نحو 60 مجموعة في الحملة لخدمتهم.

وبعيدا عن الحج يستغل حجاج تلك الدول القادمين عن طريق البر فترات الفراغ في منى ببيع منتجاتهم الصوفية لحجاج بيت الله والمشرفين على الحملات، وتقديم منتجاتهم في ذات المنطقة التي أصبحت تعرف بالسوق الروسية.