الكشافة تتخطى حاجز اللغة وترشد الحجيج بلغات الأرض كافة

جمعية الكشافة: ننسق مع سفارات الدول لإرشاد التائهين

TT

بإتقانه لثلاث لغات هي العربية والإنجليزية والمالاوية يتحول الكشاف عبد الله قدح أحد العاملين في مراكز إرشاد الحجاج التائهين إلى مترجم فوري يساعد عشرات التائهين في الوصول إلى مخيماتهم بأقل جهد. قدرته على التحدث بأكثر من لغة كما يذكر قدح تختصر عليه الجهد الذي يبذله زملاؤه من أفراد الكشافة والجوالة في التواصل مع الحجيج ومعرفة أماكن مخيماتهم وكيفية إرشادهم. ويتحدث قدح العربية بكونها لغته الأم إضافة إلى الإنجليزية بحكم دراسته للهندسة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن والمالاوية اكتسبها من سفراته المتكررة إلى إندونيسيا حيث يرتبط بأقارب له هناك. ويقول قدح «الحجاج يسرون جدا حين يجدون شخصا يتحدث لغتهم وهو الأمر الذي يجعل عملية الإرشاد سهلة ومختصرة» مشيرا إلى أن التواصل بلغة واحدة بين المرشد والتائه قد يجعل الكشاف يكتفي بمجرد إعطاء الوصف الصحيح للكشاف دون الاضطرار إلى السير معه إلى مقر بعثته وهو ما يزيد من فعالية الإرشاد ورفع نسب الإنجاز.

بينما يؤكد زميله عبد الله العفالق أنه يضطر يوميا إلى التواصل مع حجاج يتكلمون عشرات اللغات وذلك عبر الإشارة والإرشاد باستخدام بطاقة المعلومات التي يحملها كل حاج معه. مؤكدا أن العملية في هذه الحالة تتطلب أن تسير مع كل حاج إلى مخيمه لسبب بسيط وهو أنك لا تستطيع توصيل التوصيف الصحيح له بلغة يفهمها.

مشيرا إلى قصة طريفة حدثت له أثناء إرشاد حاجة روسية احتار في التواصل معها بلغة مفهومة وظل يطوف معها على جميع حملات البعثة قبل أن يتدخل غسيل نشرته الحاجة على حاجز مخيمها حيث تعرفت الحاجة عبر مشاهدته إلى مكان مخيمها الصحيح في إنهاء المعاناة. ويقول: «أواجه صعوبة كبيرة مع الحجاج الصينيين الذين لا يحملون بطاقات تدل على أماكن مخيماتهم وهو ما يضطرني إلى الاتصال بجميع حملات الحج الصينية واحدة تلو أخرى وإخبارهم بأوصاف الحاج التائه حتى يتم العثور على الحملة المناسبة».

وتلعب بطاقات المعصم التي تحمل معلومات الحجاج دورا وسيطا في التواصل بين المرشدين والتائهين مما يجعل عملية الإرشاد تتم بصورة سلسة تتخطى عوائق اللغة. إلا أن الإشكالية تبرز مع المفترشين والحجاج غير النظاميين إضافة إلى من يفقد بطاقة معلوماته. وتبرز إشكالية اللغة أمام أفراد الكشافة كعائق كبير قد يقلل من فعالية عمليات إرشاد الحجيج حيث يأخذ وقتا وجهدا أكبر. خصوصا وأن القادمين إلى الحج يتحدثون بمعظم لغات العالم بينما لا يتحدث أفراد الكشافة في الغالب سوى لغة واحدة هي العربية ومن يدرس منهم في تخصصات هندسية وطبية قد يتقن اللغة الإنجليزية، أما وجود كشاف يتحدث ثلاث لغات فهذه عملة نادرة. ويؤكد ماجد الرشيد المسؤول الإعلامي بجمعية الكشافة العربية السعودية في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن الكشافة تعالج هذه الحالات بالاتصال بمؤسسات الطوافة والمطوفين والتنسيق مع وزارة الحج في الوصول إلى الحملة التي يتبع لها الحاج التائه. وقد يمتد العمل إلى التنسيق مع سفارات الدول المعنية لتسلم حجاجهم التائهين الذين لا يتمكن أفراد الكشافة من الوصول إلى بعثاتهم. وحول عامل اللغة يذكر الرشيد أن الجمعية تنظر إلى قدرة الكشاف على التحدث بأكثر من لغة كعامل ثانوي وليس أساسيا معتبرا أن ثمة اشتراطات أساسية أخرى يتم التأكيد عليها في اختيار المرشحين لخدمة الحجاج. مشيرا إلى أن وزارة الحج تقوم بوضع مترجمين في مراكز الإرشاد لديهم القدرة على الحديث بأكثر من لغة لمساعدة المرشدين. وحول مقترح بإشراك كشافة الدول الإسلامية في عمليات إرشاد الحجيج أشار الرشيد إلى أن هذا الأمر كان معمولا به في السابق حيث تشارك فرق من دول مختلفة في العمل في مراكز الإرشاد إلا أن الدولة وفي العقد الأخير من القرن الهجري الماضي ارتأت أن يتم الاقتصار على الكشافة السعوديين فقط في عمليات الإرشاد. ويشير الرشيد إلى أن الكشافة برهنت على نجاحها في أداء أدوارها في الحج بشكل ناجح وهو الأمر الذي دفع بالكثير من الجهات الأمنية إلى التوجه بطلب إلى الجمعية لإعداد خرائط خاصة بمهام كل جهة وذلك للمشاعر المقدسة. مشيرا إلى أن خرائط الكشافة باتت تعد باستخدام برنامج «غوغل إيرث» الشهير. ويوضح الرشيد إلى أنه وعلى الرغم من كون الإرشاد من صميم عمل الكشافة فإن جهات أخرى تشارك في عمليات إرشاد الحجيج التائهين إلى مخيماتهم أو إيصالهم إلى مقار الخدمة الكشفية الإرشادية مستشهدا في ذلك برجال الأمن وغيرهم من القطاعات العاملة في الحج.