الكشافة السعودية تبتكر طرقا سريعة لإعادة الأطفال التائهين في منطقة المشاعر

سنوات خبرة عناصرها اختزلت الوقت في البحث عنهم على مساحة 7.8 كيلومتر مربع

TT

توصلت الكشافة السعودية، إلى طريقة مبتكرة لإعادة التائهين في منطقة المشاعر، إلى مواقعهم الأصلية، حيث ساهمت الخبرة المتراكمة لبعض عناصرها الميدانيين، في اختزال وقت البحث وخصوصا عن الأطفال، في مساحة تقل عن 8 كيلو مترات.

وقد يطرح البعض تساؤلات، حول إمكانية إنقاذ طفل تاه وسط مليونين وثلاثمائة ألف شخص، واحتمالية وجوده ممكنة في أي بقعة داخل مساحة تقدر بـ7.82 كيلو متر مربع هي مساحة مشعر منى، في إشارة لضخامة الحشود وكبر مساحة المشعر الديني.

هذا الهم الذي يحمله حجاج بيت الله الحرام، وخصوصا أولئك الذين تجاهلوا تحذيرات وزارة الصحة بعدم اصطحاب الأطفال دون سن الثانية عشرة، وأحرموا بالحج سويا مع أطفالهم مواجهين خطر إصابتهم بإنفلونزا الخنازير واحتمالية تيههم وسط ملايين الحجاج، يتصدى له فريق من جمعية الكشافة يحمل خبرة 38 عاما من العمل في هذا المجال في التعامل مع بكاء الأطفال التائهين وحالات الانهيار، التي يصاب بها أولياء أمورهم مع كل حالة ضياع.

«الشرق الأوسط» زارت مركزي إرشاد الأطفال التائهين في مشعري منى وعرفات ووقفت على الآلية التي يتبعها فريق العمل هناك، حيث يذكر المشرف عليه الدكتور ناصر الخليفي، بأنه نجح طوال السنوات الماضية في إعادة جميع التائهين إلى ذويهم أو إلى السلطات المختصة. في هذا المركز يبكي الطفل زيد بحرقة وهو يتساءل عن أبويه. وبعد أن يعجز في إيجاد جواب آني لهذا السؤال وسط جهود القائمين على المركز لتهدئته، يبدأ في النقمة على أبويه متهما إياهم بتعمد إضاعته، وبأنهم لا يريدانه كطفل لهم. مشهد سريالي من واقع ما يواجهه العاملون في هذه المهمة الصعبة. ويشرح الخليفي، عملية إرشاد التائهين بأنها تبدأ بوصول الطفل التائه إلى مركز الإرشاد حيث يقوم رجال الأمن وأفراد الكشافة والحجاج أيضا بالتقاط هؤلاء الأطفال الذين يضيعون من ذويهم وسط الزحام ويبدأون حينها في البكاء وإيصالهم المركز مشيرا إلى أن كافة الجهات العاملة في خدمة الحجيج لديها تعليمات بأن التعامل مع الأطفال التائهين يتم فقط عبر مركز الإرشاد وذلك خلافا لما كان معمولا به في السابق حيث كانت كل جهة تجتهد في هذا الأمر دون تنسيق، أو وجود جهاز مكلف في عملية وصفها بالفوضى. وبعد وصول الطفل إلى مقر الإرشاد يجري أخذ بياناته وتصويره ووضع هذه البيانات والصور في موقع إلكتروني تابع لجمعية الكشافة وذلك لتسهيل التعرف عليه من قبل ذويه. ويذكر الخليفي، أن العمل جار خلال السنوات المقبلة على بث هذه البيانات عبر شاشات متوزعة في أنحاء المشاعر. ويبين الخليفي، أن المركز يملك طاقما نسائيا مدربا يتولى عملية استقبال الطفل وتغذيته والإشراف على وضعه الصحي وإخراجه من حالة البكاء التي يأتي فيها إلى جو أسري يساعد على احتواء الطفل. ومقر الإرشاد مجهز بألعاب ترفيهية وبيئة مناسبة للطفل. مضيفا بأن الطفل سرعان ما يعتاد على هذه البيئة، ويبدأ في التعامل مع أقرانه بصورة ودية مختلفة. ويشدد الخليفي، على أن الطفل لا يسلم إلا لولي أمره فقط وذلك لضمان وقوعه في أيد أمينة. شارحا أن ولي أمر الطفل يوقع على أوراق تثبت مسؤوليته عن هذا الطفل. شارحا أن أولياء الأمور يستدلون على موقع مركز الإرشاد عبر رجال الأمن وأفراد الكشافة الذين يوجهونهم إلى المركز للقاء أطفالهم. قائلا: «يأتون إلينا منهارين وفي حالة صعبة بعد أن يأسوا من العثور على أطفالهم، ويخرجون والبسمة تعلو وجوههم بعد أن عثروا على أطفالهم» مشيرا إلى أن الأطفال الذين لا يتم الوصول إلى أولياء أمورهم يتم تسليمهم إلى الجهات المعنية بعد نهاية موسم الحج كوزارة الحج ودور الأيتام. ويشير إلى أن هذا العام شهد انخفاضا بنسبة 60 في المائة من الأطفال التائهين عن العام الماضي، مفسرا ذلك بتعليمات وزارة الصحة بعدم اصطحاب الأطفال دون سن الثانية عشر وحملات وزارة الحج لمنع الحج من دون تصريح وكذلك الافتراش. ويناشد الخليفي، أولياء أمور الحجاج الأطفال بأن يضعوا سوارا على معصم الطفل تحمل رقم جوال الأب ومعلومات عن موقع الحملة وذلك لتسهل عملية الإرشاد.

وبأن لا يصطحبوا أطفالهم إلى مواقع الزحام كجسر الجمرات حيث تزيد احتمالية الضياع.