اليمن: اعتقال العشرات من أنصار «الحراك الجنوبي» ومنع تظاهرة في عدن

مقتل 3 شماليين في محافظتي أبين ولحج

TT

اعتقلت قوات الأمن اليمنية في مدينة عدن، كبرى مدن جنوب البلاد، أمس، العشرات من أنصار ما يعرف بـ«الحراك الجنوبي»، وذلك أثناء محاولتهم إقامة مهرجان للاحتفال بالذكرى الـ 42 للاستقلال عن الاستعمار البريطاني والتي تصادف الـ 30 من نوفمبر (تشرين الثاني).

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الأمن ومنذ الصباح الباكر طوقت المدينة ومداخلها ومخارجها بآلاف الجنود والآلات العسكرية، وشرعت في ملاحقة تجمعات أنصار الحراك في المدينة، وتحديدا القادمين من المحافظات المجاورة لعدن.

تأتي هذه التطورات في وقت قتل مسلحون مجهولون في جنوب اليمن ثلاثة من المواطنين الشماليين في محافظتي أبين ولحج، وقالت مصادر رسمية يمنية إن مسلحين قاموا بقتل أحد أبناء محافظة ذمار في مدينة الحبيلين، مركز مديريات ردفان، أثناء توجهه إلى مدينة عدن لقضاء إجازة العيد، وفي حين شهدت منطقة الملاح بمحافظة لحج حادثا مشابها، فإن مسلحين مجهولين أيضا في منطقة المحفد بمحافظة أبين، قتلوا جنديا شابا يعمل في شرطة النجدة بمحافظة شبوة، وذلك أثناء توجهه إلى محافظته تعز لقضاء عطلة العيد.

وحول اعتقال العشرات من أنصار الحراك الجنوبي، قالت مصادر محلية إن الأمن اليمني بعدن تمكن من إفشال إقامة مهرجان «الحراك» الذي يرفع أنصاره شعارات وأعلام «شطرية»، وإنها زجت بعشرات المشاركين في عدد من سجون الأجهزة الأمنية والعسكرية في المدينة، قبل أن تندلع اشتباكات بين «الحراكيين» ورجال الأمن في أكثر من منطقة داخل المدينة.

وعقب إفشال مهرجان عدن ولذات المناسبة، شارك الآلاف من الجنوبيين اليمنيين في مسيرات وتظاهرات احتجاجية غاضبة في محافظات الضالع، أبين ولحج، وذكر شهود عيان أن المتظاهرين الغاضبين، أحرقوا إطارات السيارات في شوارع المدن، في حين قام مسلحون بقطع طريق صنعاء ـ عدن من منطقة ردفان.

وتبرر السلطات اليمنية رفضها إقامة «الحراك الجنوبي»، بأن تلك الفعاليات غير مرخصة من قبل الأجهزة المختصة، وأن مثل تلك الفعاليات ترفع شعارات تمس بالوحدة الوطنية، في حين يقول الحراكيون إنهم لا يعترفون بشرعية السلطات ويصعدون من مطالبهم بما يسمونه «فك الارتباط» بين الشمال والجنوب اللذين توحدا في الثاني والعشرين من مايو (أيار) عام 1990م.

وقال مصدر أمني إن أكثر من مائتي شخص اعتقلوا خلال حملة شنتها قوات الأمن في عدن، واستهدفت الناشطين الذين كانوا يحاولون تنظيم المظاهرة. ونشرت السلطات حواجز تفتيش عند مداخل المدينة لمنع الناشطين القادمين من باقي المحافظات الجنوبية من المشاركة في المظاهرة. وقامت الشرطة بعزل أحياء عدن مانعة التنقل من حي إلى آخر بحسب مصادر أمنية. وكان خمسة أشخاص قتلوا في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) في مدينة العتق الجنوبية بينهم عسكريان اثنان، في مواجهات مع متظاهرين جنوبيين.

إلى ذلك قتل 3 مواطنين من شمال اليمن فجر أمس برصاص مسلحين مجهولين في جنوب البلاد على الطريق بين عدن وصنعاء. وقال جاسر اليماني وكيل أول محافظة لحج الجنوبية، إن «مسلحين مجهولين قطعوا الطريق فجرا بين صنعاء وعدن في ردفان بمحافظة الضالع (360 كلم جنوب صنعاء) واعترضوا مواطنا شماليا». وذكر المسؤول المحلي أن المسلحين «أخذوا سيارته وقتلوه». كما أشار إلى أن «شخصا شماليا آخر أمضى العيد مع عائلته في عدن وكان في طريقه إلى صنعاء قتل أمام أعين عائلته». وتتهم السلطات اليمنية من تسميهم بـ«ميليشيا الحراك» بارتكاب حوادث القتل هذه والتي سبقتها، في وقت تنفي قوى الحراك الجنوبي التهمة بل وتدينها وتؤكد أن نضالها سلمي.