موريتانيا تعيش حالة استنفار بعد اختطاف 3 إسبان على يد مسلحين

أصابع الاتهام تتوجه إلى «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»

TT

تعرض ثلاثة عمال إغاثة إسبان الليلة قبل الماضية لعملية اختطاف على يد مسلحين في طريق نواكشوط ـ نواذيبو.

وكان الإسبان الثلاثة ضمن قافلة تتكون من 13 سيارة و37 شخصا، تابعين لمنظمة غير حكومية إسبانية. ورغم أن الحديث يدور حول وقوف «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» وراء العملية، إلا أن التنظيم لم يتبن العملية بعد. فيما تحدثت مصادر لـ«الشرق الأوسط» عن وجود «احتمالات مفتوحة» حول عملية الاختطاف التي تعد الأولى من نوعها في موريتانيا.

وقال شهود عيان إن عملية الاختطاف طالت رجلين وامرأة على بعد 170 كلم من العاصمة نواكشوط ،عندما اقتحمت سيارة رباعية الدفع القافلة،وأطلق ملثمون بداخلها النار على سيارة كانت في مؤخرة القافلة، وأجبروها على الوقوف،وأنزلوا ركابها الثلاثة واقتادوهم إلى جهة مجهولة.

وكان المختطفون الثلاثة يعملون ضمن قافلة مساعدات إنسانية لمنظمة «برشلونة ـ اسيو»، وهي منظمة غير حكومية، تتخذ من إقليم كتالونيا الإسباني مقرا لها، وصلت صباح السبت الماضي إلى نواذيبو (العاصمة الاقتصادية لموريتانيا)، حيث سلموا بلدية المدينة مساعدات طبية واجتماعية. وظل أربعة أفراد من المنظمة في نواذيبو لمتابعة دعم قدرات المراكز الصحية في المدينة.

وغادرت القافلة برشلونة قبل 15 يوما، وسافرت عبر المغرب وكان من المقرر أن تمر عبر السنغال قبل الوصول إلى غامبيا. وكانت القافلة توزع أشياء مثل ماكينات خياطة وأجهزة كومبيوتر.

وتعيش وحدات الأمن والجيش في موريتانيا حالة استنفار قصوى، وتقوم مروحيات تابعة لسلاح الجو بطلعات مكثفة في محيط المنطقة التي تم بها الاختطاف، وأيضا في محيط العاصمة نواكشوط، حيث أشارت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» إلى إمكانية انتقال المسلحين مع الرهائن إلى محيط نواكشوط، «من أجل التمويه» بدل السير في مناطق صحراوية مكشوفة.

وروى خوسيه كاربونيل، رئيس فريق القافلة الإسبانية الناجية من العملية، قصة الاختطاف للصحافيين، وقال إن القافلة كانت تتكون من 13 سيارة و37 شخصا، مشيرا إلى انه كان راكبا في السيارة الأمامية. وزاد قائلا انه بعد قطع موكب القافلة لمسافة 175 كلم شعر بأن السيارة الأخيرة لم تعد ضمن الموكب، فقام على الفور بإجراء اتصال بجهاز اللاسلكي مع طاقمها إلا أنه لم يحصل على الرد.

فقرر أن يعود أدراجه ليكتشف بعد مسافة قصيرة من نقطة العودة أن سيارة رفاقه متوقفة ومشرعة الأبواب، وبها جميع ممتلكاتهم والمبالغ المالية التي كانت بحوزتهم. وأضاف كاربونيل «آنذاك تأكدنا من أن الأمر يتعلق بعملية اختطاف، بعد أن أكد لنا شهود عيان أن سيارة رباعية الدفع يستقلها ثلاثة ملثمين أطلقت الرصاص على السيارة، واقتادت من كانوا على متنها إلى جهة مجهولة». وأوضح كاربونيل قائلا: «قمنا لحظتها بالاتصال بالسفارة الإسبانية في نواكشوط، وأبلغناها بالحادث، وهي التي طلبت من الجيش الموريتاني تأمين الحماية لبقية أعضاء القافلة الاسبانية، وهو ما تم بالفعل».

وفور الإعلان عن عملية الاختطاف قامت قوات الأمن الموريتانية بتطويق المكان من أجل تأمين بقية أعضاء القافلة، وأغلقت جميع المنافذ الحدودية مع كل من السنغال ومالي والمغرب، بينما عرفت وحدات الجيش بكل مكوناته حالة استنفار غير مسبوقة في نواكشوط والمناطق الحدودية.

وفيما لم يصدر بيان رسمي عن الحكومة الموريتانية حول الحادث، أفاد بيان صادر عن وزير الداخلية الاسباني، ألفريدو روبالكابا، انه يرجح أن تكون جماعة على صلة بتنظيم القاعدة هي التي تقف وراء عملية اختطاف المواطنين الإسبان الثلاثة، مضيفا أن كل المؤشرات تدل على تورط «تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي» في عملية الاختطاف.