نتنياهو يؤجل زيارته لألمانيا بعد إصابته بعدوى فيروسية.. ومكتبه يؤكد أن مرضه ليس خطيرا

ليبرمان يبدأ جولة أوروبية لمهاجمة السلطة.. ومراقبو الدولة بدأوا جولة في المستوطنات لضمان وقف البناء

TT

اضطُرّ بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل إلى تأجيل سفره الذي كان مقررا أمس إلى ألمانيا حتى العام المقبل بعد إصابته بارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة، فيما أشارت وسائل إعلام إلى احتمال إصابته بإنفلونزا الخنازير. وقال مارك ريجيف المتحدث باسم نتنياهو إن رئيس الوزراء الإسرائيلي (60 عاما) غير مصاب بمرض خطير ولكن أطباءه نصحوه بالراحة. وقال بيان من مكتب نتنياهو إن طبيبه «شخّص إصابته بعدوى فيروسية وارتفاع في درجة الحرارة»، وإن المحادثات مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أُجلت إلى يناير (كانون الثاني)». ولم يتطرق البيان إلى طبيعة الالتهابات التي أصابت نتنياهو، وهو ما حمل وسائل إعلام فلسطينية على التساؤل عما إذا ما كان نتنياهو أصيب بإنفلونزا خنازير. وكان من المتوقع أن يسعى نتنياهو إلى الحصول على ضمانات أقوى من ميركل بشأن الأهداف الغربية بفرض عقوبات أشد على إيران إذا لم تقبل خطة للأمم المتحدة لكبح جماح مشروعها النووي بشحن اليورانيوم المنخفض التخصيب الموجود لديها إلى الخارج.

من جهة ثانية، يبدأ وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان اليوم جولة أوروبية يعرض خلالها على عدد من قادة الدول التي يزورها، سياسية إسرائيل، في ما يتعلق بالمفاوضات مع الفلسطينيين. وسيقول ليبرمان لمضيفيه إن رد الفلسطينيين على الخطوات الإسرائيلية يبرهن أنهم ليسوا معنيين بالتفاوض، وأنهم يكتفون بإطلاق التصريحات، كما سيبحث ليبرمان مع محاوريه الأوروبيين تداعيات تقرير غولدستون، والملف النووي الإيراني. وتشمل جولة ليبرمان اليونان وروسيا وأوكرانيا.

وغضبت إسرائيل من رفض السلطة الفلسطينية خطتها وقف الاستيطان الجزئي 10 شهور في الضفة الغربية، وشكك نتنياهو أول من أمس في التزام الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالسلام قائلا إن الوقت حان للتفاوض بعد أن فرضت إسرائيل تجميدا مؤقتا على بناء المستوطنات اليهودية. وأبلغ نتنياهو الصحافيين في ميناء إيلات جنوبي إسرائيل: «من غير الواضح بالنسبة إلي ما إذا كانت السلطة الفلسطينية.. قيادتها.. زعيمها مستعدا لدخول المفاوضات». وقال: «أعتقد أنهم بحاجة إلى اتخاذ قرار بدخول المفاوضات لأننا لا يمكن أن ننهيها إلا إذا بدأناها». ويعيش نحو 500 ألف إسرائيلي في الضفة الغربية والمناطق التي ضمتها إسرائيل حول القدس بين 2.7 مليون فلسطيني.

وأمس، انطلق مراقبو البناء في الإدارة المدنية وأفراد قوات الأمن في حملة على المستوطنات لفرض الأوامر الخاصة بتجميد أعمال البناء الجزئي في المستوطنات. وقام هؤلاء بجولة في منطقتَي غوش عتصيون وبنيامين حيث عمموا الأوامر على بعض المقاولين في مواقع البناء في هاتين المنطقتين. وقال مسؤولون إسرائيليون إن مفتشين مزودين بخرائط ملتقطة من الجو ومخولين بمصادرة معدات البناء بدأوا في تطبيق وقف حكومي محدود لإقامة مبان جديدة في مستوطنات الضفة الغربية.

وأعلن الأسبوع الماضي بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي تجميد مشروعات البناء الجديدة لمدة عشرة أشهر في محاولة لإقناع الفلسطينيين بالعودة إلى محادثات السلام التي ترعاها الولايات المتحدة المتوقفة منذ ديسمبر (كانون الأول). وقال لي هيروموتو المتحدث باسم قسم في وزارة الدفاع الإسرائيلية مسؤول عن إدارة الضفة الغربية: «نقوم بعمليات في شتى أنحاء الضفة. أصدرنا أوامر بوقف العمل وبدأنا نصادر المعدات». وأضاف: «لدينا عدد كافٍ من الأفراد المخولين بالتطبيق في الميدان وبرفقتهم قوات أمن». وفي لقطة تلفزيونية في إسرائيل قام غرشون مسيكا الذي يرأس مجلسا لمستوطنات الضفة الغربية، بتمزيق أمر وقف العمل الذي سلمه له ضابط في الجيش الإسرائيلي برتبة ميجور.

وقال مسيكا: «هذا أمر بوقف البناء في دولة إسرائيل. هذا قرار عنصري وغير أخلاقي وغير شرعي وعلى هذا الأساس فهو باطل». وسُئل هيروموتو عن الواقعة فقال: «لم يحدث عنف»، ولم يقدم على الفور تفاصيل عن مكان وسبب مصادرة معدات البناء. وذكر راديو إسرائيل أن مفتشي البناء زاروا أمس كتلتي عتصيون وبنيامين المتاخمتين للقدس. وأمس، هاجم، عشرات المستوطنين المتطرفين قرية بورين جنوب نابلس، وحاصرا منازل تقع على أطراف القرية. ونقلت مصادر محلية في مدينة نابلس عن سكان القرية، أن المستوطنين يشنون هجوما كبيرا على المنازل التي تقع في الجهة المقابلة لمستوطنة يتسهار. وقضت محكمة العدل الدولية بعدم شرعية المستوطنات الإسرائيلية. وقال بيان وزارة الدفاع إن «14 مفتشا مكلفون بمراقبة البناء في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وسيتم تأهيل أربعين مفتشا آخر خلال أسبوعين وسيلتحق بهم عشرات آخرون للسهر على تطبيق تجميد عمليات بناء جديدة».

وقال الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس إن قرار الحكومة بتعليق البناء في المستوطنات مهم للغاية، مؤكدا أنه لا يتفهم المطلب الفلسطيني بتعليق البناء في القدس. وهاجم زعماء مستوطنين إسرائيليين يعيشون في الضفة الغربية نتنياهو واتهموه بالرضوخ لضغوط إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما.