القراصنة يخطفون ناقلة نفط يونانية قادمة من السعودية.. ويهددون بقتل طاقم سفينة صينية

اعتبرت الأضخم التي يستولي عليها القراصنة وتزن 300 ألف طن.. وفرقاطة أوروبية تتعقبها

قراصنة صوماليون ألقي القبض عليهم من قبل عناصر البحرية البرتغالية التي شاركت في عملية جماعية مع سفن أوروبية لمحاربة القرصنة (أ.ف.ب)
TT

قال قراصنة صوماليون أمس إنهم اختطفوا ناقلة نفط يونانية، ضخمة، بالقرب من الساحل الشرقي للصومال، كانت قادمة من ميناء جدة في المملكة العربية السعودية، في طريقها إلى «نيو أورليانز» بالولايات المتحدة.

وأكد مصدر في القوة البحرية الأوروبية المنتشرة قبالة السواحل الصومالية أن 28 فردا هم طاقم الناقلة اليونانية «ماران سينتاوروس» (16 فلبينيا و9 يونانيين وأوكرانيين اثنين وروماني واحد). ويعتقد أنها إحدى أضخم ناقلات النفط التي يختطفها القراصنة حتى الآن، حيث تزن نحو 300 ألف طن. وقال متحدث باسم خفر السواحل اليونانية إن نحو 9 قراصنة مسلحين هاجموا السفينة بالقرب من جزر سيشيل، مشيرا إلى أنها خطفت في وقت مبكر من صباح أمس، على بعد 700 ميل قبالة ساحل الصومال بالقرب من سيشيل».

وذكر مسؤول بشركة «ماران» اليونانية، المالكة للناقلة «كل ما نعرفه هو أن الطاقم بخير». وقالت وزارة الدفاع اليونانية إن فرقاطة يونانية، تشارك في العملية البحرية التي يقوم بها الاتحاد الأوروبي لمنع القرصنة في المنطقة، تتعقب الناقلة حاليا.

وتضاعفت هجمات القراصنة الصوماليين خلال الشهرين الماضيين، وكان حراس باخرة صيد إسبانية قد أحبطوا أول من أمس هجوما للقرصنة على بعد 426 كلم جنوب غربي جزر سيشيل، كما وسعوا دائرة هجماتهم حيث لوحظ في الأشهر الأخيرة أن هجمات القراصنة انتقلت إلى المياه الجنوبية البعيدة عن مناطق تواجد القوات الدولية متعددة الجنسيات التي تعمل لمكافحة القرصنة، التي تتمركز في خليج عدن والمياه قبالة سواحل الصومال الشرقية. وتركزت هجمات القراصنة في المثلث المائي بين كينيا وجزر سيشيل، والصومال. ومنذ بداية هذا العام هاجم القراصنة الصوماليون نحو 180 سفينة تجارية، ونجحوا في اختطاف قرابة 50 منها، وهو رقم كبير مقارنة بالعام الماضي، بزيادة 200%، ولا تزال المخاوف من تصاعد هجمات القرصنة قائمة خلال الفترة القادمة.

وتقوم سفن حربية من 16 دولة بدوريات روتينية في المنطقة لمحاولة منع هجمات القرصنة، إلا أن القراصنة بدأوا في الفترة الأخيرة بتعقب السفن في عمق مياه المحيط الهندي بعيدا عن سواحل الصومال، ووقعت معظم الهجمات الأخيرة في المثلث المائي بين الصومال وكينيا وجزر سيشيل.

على صعيد آخر هدد القراصنة الصوماليون الذين يحتجزون سفينة صينية و25 بحارا صينيا أمس، بقتل طاقم السفينة إذا حاولت البحرية الصينية استخدام القوة العسكرية ضدهم لتحرير السفينة والطاقم، وحذر القراصنة بكين بألا تعرض أرواح بحارتها للخطر من خلال أي عملية إنقاذ. وقال متحدث باسم المجموعة التي تحتجز السفينة الصينية «دي شين هاي» التي تملكها شركة «تشينغداو» الصينية للشحن البحري «علمنا أنهم يجهزون سفنهم الحربية في المياه الصومالية للهجوم علينا». وهذه هي المرة الثانية التي يهدد القراصنة الصوماليون بقتل طاقم السفينة إذا تعرضوا للهجوم من قبل السفن البحرية الصينية، وكان القراصنة قد هددوا في وقت سابق بإعدام طاقم السفينة كله، بعدما قالت الحكومة الصينية إنها تحاول إنقاذ رهائنها من أيدي القراصنة الصوماليين بكل الوسائل الممكنة بما فيها القوة العسكرية إذا اقتضت الضرورة، وأنها تبدأ بمهمة عمليات إنقاذ للسفينة وطاقمها. وأضاف القرصان نور «كان بيننا وبينهم مفاوضات بشأن الإفراج عن السفينة، لكننا لسنا غافلين ولا يخفي علينا خداعهم، عليهم أن يغيروا رأيهم في عملية الهجوم علينا، وإلا سوف يندمون على ذلك، نحن نقول لهم بصراحة ألا يعرضوا أرواح مواطنيهم للخطر، نعرف ما يخططون له لكنهم سوف يدفعون الثمن غاليا، إذا تعرضنا للهجوم سنقوم بإعدام الطاقم كله بدون تردد».

وكان القراصنة الصوماليون الذين يحتجزون السفينة الصينية في المياه الصومالية طالبوا في وقت سابق من هذا الشهر بفدية قدرها 3.5 مليون دولار أميركي مقابل الإفراج عن السفينة وطاقمها، إلا أن الشركة المالكة للسفينة لم تستجب بعد لمطالب القراصنة، وذكر القرصان نور أن عصابته والشركة المالكة للسفينة كانا يناقشان هذه الفدية، إلا أنهم فوجئوا أن هناك محاولات وخططا صينية لإنقاذ السفينة بالقوة. وكان القراصنة الصوماليون قد اختطفوا هذه السفينة الصينية في مياه المحيط الهندي على مسافة 1100 كيلومتر جنوب الساحل الصومالي، وهي تبحر بين جزر سيشيل والمالديف في طريقها إلى الهند، وهي أول سفينة صينية تتعرض للاختطاف من قبل القراصنة الصوماليين منذ نشرت حكومة بكين قوة بحرية قوامها ثلاث سفن حربية في خليج عدن لمحاربة القراصنة الصوماليين العام الماضي. إلى ذلك قال سكان إن مئات من اللاجئين الصوماليين فروا إلى كينيا بعد أن سيطر متمردون يشتبه أن لهم صلة بـ«القاعدة» على بلدة صومالية قرب الحدود. وسيطر متمردو حركة الشباب التي تقول واشنطن إنها موالية لتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن على بلدة دوبلي أول من أمس، بعد أن فر متمردو الحزب الإسلامي الذي يتزعمه شيخ حسن ضاهر عويس، المنافس من البلدة. وقالت حركة الشباب إن عددا من زعماء الحزب الإسلامي عبروا الحدود ولجأوا أيضا إلى كينيا بعد القتال. ويقاتل الحزبان المتمردان الحكومة في مقديشو، غير أن القتال بينهما أخيرا تصاعد من أجل السيطرة على مدن بجنوب الصومال.

وقال عبد الرزاق وهو مواطن كيني يسكن قرب الحدود لـ«رويترز» «تسللت مجموعة من الصوماليين إلى الداخل الليلة الماضية (أول من أمس) لكن ضباط الدورية لاحقوا ثلاث حافلات تقل أكثر من 200 صومالي فجر اليوم (أمس) وأعادوا كل من كانوا فيها إلى الحدود». ويخشى سكان كينيون من أن توسع حركة الشباب القتال وتمده عبر الحدود. وقال المواطن الكيني «نحن قلقون. هددت حركة الشباب بمهاجمة كينيا. إنهم قريبون جدا وبعضنا قد يترك منطقة الحدود».

وكان مسؤول كبير في حركة الشباب هدد في يونيو (حزيران) الماضي بأن جماعته «ستغزو» كينيا إذا لم تخفض عدد قواتها على الحدود القريبة من أماكن مثل دوبلي. وقال بول كوريا، نائب قائد شرطة المنطقة، إن مسؤولي الأمن يقومون بدوريات عند الحدود. وصرح المتحدث باسم حركة الشباب، شيخ حسن يعقوب، لـ«رويترز» بأن بعض زعماء الحزب الإسلامي من بين من لجأوا إلى كينيا. وكانت جماعتا التمرد تحاربان معا حكومة الصومال المدعومة من الغرب في العاصمة مقديشو، لكن معركة اندلعت بينهما من أجل السيطرة على مدينة كيسمايو الساحلية الجنوبية مما وضع الحليفين السابقين في مواجهة بعضهما بعضا. وقال المتحدث باسم الشباب «يمكنني أن أؤكد أن إبراهيم شكري ومعلم محمد وحسن مهدي مروا مما يعرف باسم الحدود بين كينيا والصومال ووصلوا إلى جاريسا» مشيرا إلى زعماء من الحزب الإسلامي. وأضاف «مخابراتنا أبلغتنا أنهم عقدوا اجتماعا مع ضباط كينيين في أحد الفنادق وأنهم يريدون التوجه إلى نيروبي. نقاتلهم لأنهم أرسلوا إلى هنا من كينيا».

وصرح يعقوب بأن حركة الشباب اجتمعت أيضا مع رجل الدين المتشدد الشيخ حسن تركي في دوبلي. وتضع الولايات المتحدة تركي في قائمتها لمن لهم صلات بـ«القاعدة» في الصومال. وتركي هو نائب زعيم الحزب الإسلامي وقائد جماعة «رأس كامبوني» الصومالية المتشددة. وكان تركي شجب الشباب في سبتمبر (أيلول) لإعلانها من جانب واحد أنها ستدير كيسمايو. وقال يعقوب «بعض مسؤولينا التقوا بحسن تركي في دوبلي وكما تعرف فإن تركي واحد من أشجع الزعماء الإسلاميين في شرق أفريقيا. لقد تحدثوا معه عن قضايا راهنة». ولم يتضح سبب الاجتماع لكن إذا أقنع متمردو الشباب تركي بالانضمام إليهم فسيوجه ذلك ضربة إلى زعيم الحزب الإسلامي شيخ حسن ضاهر عويس.