إمام مسجد جنيف: مستهدفون من حزب معاد للإسلام وليس من السويسريين

يوسف إبراهيم دعا للهدوء وحث على احترام رأي المشاركين في الاستفتاء

إعلان مناهض لبناء المآذن، جرى رشه بكلمة «سلام»، ووضع عليه ملصق «شكراً»، في بلدة امستاغ في وسط سويسرا أمس (أ.ب)
TT

دعا إمام مسجد جنيف، وهو واحد من أربعة مساجد في سويسرا لديها مئذنة، أمس، إلى الهدوء وحض المسلمين في العالم إلى احترام رأي السويسريين الذين أيد غالبيتهم منع بناء مآذن جديدة. وأوضح من ناحية أخرى، أن المسلمين في سويسرا مستهدفون من حزب معاد للإسلام، وليس من السويسريين ولا حكومتهم.

وقال الإمام يوسف إبراهيم: «على مسلمي العالم احترام القرار دون أن يقبلوا به. وإلا سنكون أول الضحايا». وتعرض مسجد جنيف لأعمال تخريب خلال الحملة التي سبقت استفتاء الأحد الذي أيد فيه 57.5 في المائة من السويسريين منع بناء المآذن بعد حملة خاضها اليمين الشعبوي لهذا الغرض.

وقال الإمام يوسف إبراهيم لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن السويسريين من خلال الإدلاء برأيهم «لم يعبروا عن إدانتهم لمبنى من الحجر، لقد عبروا عن إدانتهم للمسلمين والإسلام. حتى وإن قيل، إن الأمر ليس كذلك، فهو على هذا النحو: الناس، المواطنون من أتباع الديانة الإسلامية هم المستهدفون».

ويعيش في سويسرا قرابة 400 ألف مسلم من أصل سبعة ملايين و500 ألف شخص ليكون الإسلام ثاني ديانة في البلاد بعد المسيحية، وفق الأرقام الرسمية. ومئذنة جنيف التي بنيت في سنة 1978 ليست بعيدة عن مقر الأمم المتحدة والمنظمات الدولية هي الأعلى في سويسرا حيث ترتفع إلى 23 مترا، ولكنها تظهر متواضعة مقارنة مع المباني السكنية الضخمة المحيطة بها.

وكما في بقية أنحاء كانتون جنيف رفض أغلبية ناخبي الحي اقتراح حزب «الاتحاد الديمقراطي الوسط» اليميني الشعبوي بأكثرية 1942 صوتا مقابل 1240 صوتا مؤيدا.

ولا يدخر القائمون على المسجد والمركز الثقافي المسلم التابع جهدا ويواظبون على تنظيم الأيام الثقافية والتواصل مع أهل الحي. ولكن هذا الانفتاح لم يحل دون الاستعانة بحارس بعد أن تعرض المسجد والمركز الثقافي لعمليات تخريب خلال حملة منع المآذن التي دعمها حزب الاتحاد الديمقراطي الوسط، الحزب الأول في البرلمان الفيدرالي.

ولجأت مجموعة يمينية متطرفة بطريقة استفزازية إلى تقليد دعوة المؤذن إلى الصلاة، وتعرض مدخل المسجد واللافتة الموضوعة على مدخل المسجد، وتحمل كتابة عربية وفرنسية للرشق بالطلاء. ويقول الإمام يوسف إبراهيم: «الحملة المعادية للمآذن زرعت الريح ونحن نحصد العاصفة»، مشيرا إلى ملصق الحملة الذي نشر في المدينة على نطاق واسع. وكانت اللجنة الفيدرالية المناهضة للعنصرية، وهي لجنة حكومية استشارية، حذرت من أن الصورة التي تظهر فيها امرأة منقبة بجانب علم سويسري مغطى بمآذن على شكل صواريخ، تحرض على الكراهية.

وقال إمام مسجد جنيف، إن نتيجة التصويت «مخيبة للآمال». ويضيف أن القائمين على الحملة نجحوا في إيصال رسالتهم في «زرع الخوف». ولكنه قال كذلك، إنه تلقى «عشرات الاتصالات» من أهالي جنيف الذين أبدوا تضامنهم وأعلنوا عن «شعورهم بالخزي». ويقول: «نحن نتعرض للاضطهاد من جانب هذا الحزب المعادي للإسلام، ولكن ليس من جانب السويسريين ولا الحكومة السويسرية». ويضيف «الأمر لم ينته. أنا واثق من أن الحزب الشعبوي سيلجأ إلى مواضيع أخرى لتنظيم استفتاءات لمنع النقاب على سبيل المثال، في كل مرة سيخترعون مواضيع جديدة لتحقيق نجاحات انتخابية بهدف إيذاء الطائفة المسلمة».