أوباما يستشير حلفاءه ومساعديه قبل إعلان خططه في أفغانستان اليوم

الإدارة الأميركية تستعد لإقناع الكونغرس باستراتيجيتها لرفع عدد القوات

TT

قضى الرئيس الأميركي باراك أوباما اليومين الأخيرين في التشاور مع حلفائه ومساعديه قبل التوجه إلى نيويورك وإلقاء خطابه حول مستقبل الولايات المتحدة في أفغانستان مساء اليوم في أكاديمية «وست بوينت» العسكرية المرموقة. وبينما يزداد الترقب السياسي والإعلامي للخطاب الذي من المرتقب أن يحدد خطط أوباما لتكثيف الجهود الأميركية في أفغانستان على المدى القريب والاستعداد لإنهاء الحرب على من خلال تولي الأفغان مسؤولية الأمن على المدى البعيد، أبلغ الرئيس الأميركي حلفاءها تفاصيل تلك الخطط.

والتقى أوباما أمس رئيس الوزراء الأسترالي كيفين رود في واشنطن قبل الاتصال برئيس الوزراء البريطاني غوردن براون لبحث التطورات في أفغانستان والاستراتيجية الأميركية فيها. ويُذكر أن بريطانيا وأستراليا من أبرز الحلفاء المشاركين في العمليات العسكرية في أفغانستان، كما أن أوباما يسعى إلى إقناع حلفائها بإرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان خلال الشهر المقبل. وكان براون ألقى خطابا أمس حول إرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان، ليفوق عدد القوات البريطانية في أفغانستان 10 آلاف جندي. ولدى أستراليا 1550 جنديا في أفغانستان، أكبر عددا من أي دولة غير عضوة في حلف الشمال الأطلسي «الناتو».

وعقد أوباما مساء أول من أمس اجتماعا جديدا مع كبار مستشاريه في الإدارة الأميركية لوضع اللمسات الأخيرة للاستراتيجية في أفغانستان والاستعداد لتطبيقها والرد على أي انتقادات توجه إليها. ويتوجه أوباما اليوم إلى أكاديمية «وست بوينت»، التي تقع 40 ميلا شمال مدينة نيويورك، ليلقي خطابه للشعب الأميركي من خلال أعرق الكليات العسكرية في الولايات المتحدة وضمن جهود البيت الأبيض لإظهار صف واحد في تطبيق الاستراتيجية الأميركية في أفغانستان. وخلال الأيام الماضية، زادت التكهنات والتسريبات حول محتوى خطاب أوباما الذي وصف بأنه سيكون «قصيرا وجديا»، ومن المتوقع أن يعلن عن إرسال نحو عدد بين 30 و40 ألف جندي أميركي إلى أفغانستان، مع التعهد بالعمل على تمكين الأفغان لتولي مسؤولية أمنهم بأنفسهم. وكان أوباما قد صرح الأسبوع الماضي بأنه يعتزم «إنهاء المهمة» في أفغانستان بعد ثماني سنوات من نشر القوات الأميركية فيها. ومن المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة لقاءات بين مسؤولين عسكريين ومدنيين أميركيين مع أعضاء من الكونغرس لإطلاعهم على التطورات في أفغانستان، بالإضافة إلى عقد جلسات استماع رسمية في الكونغرس. ويُذكر أن قائد القوات الأميركية في أفغانستان ستانلي ماكريستال اتصل بعدد من أعضاء الكونغرس أول من أمس لإقناعهم بضرورة إرسال المزيد من القوات ودعم جهود الإدارة. وقد عبّر أعضاء بارزون في الكونغرس عن عدم رضاهم على بعض التفاصيل في استراتيجية أوباما. وقال السناتور الجمهوري النافذ ريتشارد لوغر، العضو الأقدم في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، عن «قدرة بلادنا على تمويل هذه المسألة» في مقابلة مع قناة «سي إن إن»، بينما عبّر عضو الكونغرس الديمقراطي إيفان بايه عن رفضه لأي خطة مع موعد انسحاب محدد من أفغانستان. وقال السناتور كارل ليفين رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، في مقابلة مع قناة «سي بي إس» إن «العامل الجوهري هناك رفع عدد الأفغان لا الأميركيين» المسؤولين عن الأمن، قائلا إن على أوباما توضيح كيف سيمكن الأفغان من تولي تلك المسؤولية. ومن اللافت أن السلطات الأفغانية لم تعلق بعدُ على المشاورات الجارية في واشنطن، إلا أن مسؤولا في البيت الأبيض أكد لـ«الشرق الأوسط» أن الحكومة الأفغانية والرئيس الأفغاني حميد كرزاي «استشيروا خلال العملية كلها»، أي عملية مراجعة الاستراتيجية في أفغانستان. وأوضح المسؤول أن أوباما تحدث مع كرزاي بعد الانتخابات الأفغانية وكان من المرتقب أن يتحدث معه هاتفيا خلال قبل إلقائه خطابه في «وست بوينت» مساء اليوم.