المتحدث باسم المخابرات التشيكية: صدام أمر بمهاجمة إذاعة «أوروبا الحرة» في براغ

الرئيس العراقي الأسبق كان يعتبر الإعلام الخارجي من أشد الأسلحة خطورة على نظامه

TT

قال متحدث باسم المخابرات التشيكية إن الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين أمر عملاء سريين له بشن هجوم على مقر إذاعة «أوروبا الحرة» في براغ، التي تديرها الولايات المتحدة، لوقف بث برامجها الموجهة للعراق.

يذكر أن صدام كان يعتبر وزارة الإعلام ذات أهمية مشابهة لوزارة للدفاع، حتى إنه وضع وزارة الثقافة والإعلام العراقية في المرتبة الموالية لوزارة الدفاع، ضمن قائمة رسمية اعتمدتها القيادة العراقية وقتذاك، كما أنه كان يعتبر الإعلام الخارجي من أشد الأسلحة خطورة على نظامه.

وحرص الرئيس العراقي الأسبق على أن يحيط العراقيين بجدار قوي وعازل يحول بينهم وبين أي إعلام عربي أو غربي، من خلال استعمال أجهزة خاصة بالتشويش على البث الإذاعي الخارجي، ومنع استعمال الصحون اللاقطة للبث الفضائي، وتطبيق أقصى العقوبات على من يستعملها.

ونظرا لمعرفة المعارضة العراقية، التي كانت تنشط خارج البلاد، والإدارة الأميركية بهاجس صدام المعادي للإعلام الخارجي، أقامت حركة الوفاق الوطني العراقي برئاسة إياد علاوي محطة إذاعية في عمان، كما تم إطلاق إذاعات معارضة أخرى من دول عربية مجاورة للعراق.

وكانت إذاعة «أوروبا الحرة»، التي تبث من براغ، ويسميها العراقيون «إذاعة براغ»، من أكثر الإذاعات نشاطا، وهذا ما دفع الأجهزة الأمنية العراقية إلى التخطيط لتنفيذ عملية تفجير هذه الإذاعة، حسب ما كشف أمس جان سوبيرت، المتحدث باسم إذاعة «أوروبا الحرة»، للمحطة التلفزيونية التشيكية «تي في نوفا».

وقال سوبيرت «إن قرار التفجير صدر عام 2000 عن الرئيس العراقي آنذاك، وإن عملاء المخابرات العراقية خططوا لاستخدام أسلحة تشمل قذائف صاروخية وبنادق كلاشنيكوف، وأخرى آلية».

وأضاف سوبيرت «أمر صدام حسين مخابراته بتعطيل البث العراقي لإذاعة أوروبا الحرة بالقوة، وقدم لهذه العملية إمكانات مالية هائلة».

وزاد قائلا: «إن الأسلحة التي ستستعمل في شن الهجوم تم تخزينها بعد أن أدخلوها إلى البلاد في سيارة دبلوماسية عراقية»، حسب ما أفادت وكالة «رويترز».

ولم يكن موعد الهجوم معلوما، بيد أن سوبيرت قال إن المخابرات التشيكية اكتشفت المؤامرة، وسلم العراقيون الأسلحة للسلطات التشيكية عام 2003. وأوضح سوبيرت أن الخطة كانت ترمي إلى تنفيذ الهجوم من نافذة شقة مجاورة للإذاعة، خطط العراقيون لتأجيرها كمكتب لشركة وهمية.

وكانت هناك مخاوف من أن المحطة الإذاعية التي يمولها الكونغرس الأميركي قد تكون هدفا للهجوم في أعقاب هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 في الولايات المتحدة. وفي عام 2003 عززت الشرطة والجيش في التشيك الأمن مؤقتا داخل وحول مكاتب المحطة الإذاعية التي تقع في ميدان ونسيسلاس، أي في القلب التاريخي لبراغ. ومنذ ذلك الحين تم نقل المقر إلى مبنى خاضع لحراسة مشددة بأحد أحياء ضواحي المدينة.