إسلام آباد ترفض تصريحات تصفها بـ«التخاذل» في العثور على بن لادن

قبل ساعات من زيارة رئيس وزرائها جيلاني إلى لندن

TT

طلبت باكستان من الحكومة البريطانية إمدادها بمعلومات استخباراتية يمكن الوثوق بها عن الأماكن التي يتردد عليها أسامة بن لادن حتى تستطيع القوات الأمنية الباكستانية التحرك سريعا. واعترض رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني على تصريح لرئيس الوزراء البريطاني قال فيه الأخير إنه على باكستان أن تساعد المجتمع الدولي في العثور على زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ونائبه أيمن الظواهري. «لقد اقتُبس تصريح رئيس الوزراء البريطاني خارج السياق»، هكذا قال رئيس الوزراء الباكستاني لوسائل الإعلام داخل مطار إسلام آباد الدولي قبل رحيله إلى لندن في زيارة رسمية تستمر أربعة أيام.

وأضاف: «من ناحية يُثني المجتمع الدولي، ومعه بريطانيا، على باكستان للدور الذي تلعبه في الحرب ضد الإرهاب، ومن ناحية أخرى يطلبون منا بذل المزيد». وكان رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون قد قال خلال مقابلة أجريت معه إنه سوف يطرح قضية أماكن اختفاء أسامة بن لادن مع نظيره الباكستاني خلال الزيارة المرتقبة. وأضاف: «سيكون علينا أن نسألكم (باكستان) لماذا لم نستطع بعد مرور ثمانية أعوام من الاقتراب من إلقاء القبض على أسامة بن لادن».

ومن المتوقع أن يعقد رئيسا الوزراء محادثات ثنائية خلال الأسبوع الجاري، تناقش خلالها قضية اقتفاء أثر بن لادن. وطلب المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية من دول العالم، ولا سيما المملكة المتحدة، تجنب التصريحات الإعلامية وتبادل المعلومات الاستخباراتية الثقة (إذا كانت هناك) عن الأماكن التي يختفي فيها بن لادن مع باكستان كي تتحرك على الفور.

وكان رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون دعا باكستان إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد تنظيم القاعدة وتكثيف جهودها لتعقب زعيم التنظيم أسامة بن لادن. وقال براون إن جهود القوات البريطانية وقوات التحالف في أفغانستان للتصدي لتمرد حركة طالبان يجب أن يصحبها عمل أكثر فاعلية من جانب حكومة باكستان وقواتها على الجانب الباكستاني من الحدود. وقال مسؤول بريطاني إن براون اتصل بالرئيس آصف علي زرداري وعبر عن تأييده لما تقوم به القوات الباكستانية ضد حركة طالبان الباكستانية، لكنه قال إنه يريد أن يرى عملا أكثر صرامة ضد قيادة تنظيم القاعدة. وقال براون في مقابلات تلفزيونية إن القوات الباكستانية حققت تقدما في وزيرستان الجنوبية وهي معقل لحركة طالبان الباكستانية، لكن ما زالت هناك مشكلات كبيرة ينبغي التصدي لها في البلاد.

وقال لمحطة «سكاي نيوز»: «سيتساءل الناس لماذا لم نقترب ولو مرة واحدة بعد ثماني سنوات من 2001 من القبض على أسامة بن لادن... وما هي الخطوات الأكثر فاعلية بكثير التي يمكن أن تقوم بها السلطات الباكستانية. تنظيم القاعدة له قاعدة في باكستان، وهذه القاعدة لا تزال موجودة بحيث يمكنهم تجنيد أشخاص من الخارج... ينبغي للسلطات الباكستانية أن تقنعنا بأنها تقوم بكل ما يلزم القيام به للتصدي لذلك التهديد». وتساءل براون أيضا عن سبب عدم وجود أدلة تقود إلى القبض على بن لادن ومساعده أيمن الظواهري رغم أن ثمة أناسا في باكستان يعرفون مكانهما. وجاءت تصريحات براون مع صدور تقرير أميركي ينتقد القادة العسكريين في عهد الرئيس السابق جورج بوش لتفويتهم فرصة للقبض على بن لادن أو قتله في 2001. وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند الأحد الماضي إنه خلال قمة الكومنولث التي عقدت في ترينيداد وتوباغو هذا الأسبوع تحدث هو وبراون للوفد الباكستاني عن الجهود التي تبذلها القوات الباكستانية ضد «طالبان». وقال ميليباند لأخبار هيئة الإذاعة البريطانية: «بينما ندخل الأسبوع الذي يحدد فيه الرئيس الأميركي أوباما زيادة كبرى ليس فقط في الجهود العسكرية وإنما أيضا في الجهود المدنية والسياسية، يصح أن نقر أن الاستقرار في أفغانستان يتطلب استقرارا في باكستان أيضا، وهذا يتطلب جهدا مشتركا.

ومن المتوقع أن يعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم (الثلاثاء) زيادة القوات الأميركية في أفغانستان بنحو 30 ألف جندي بهدف دعم جهود التحالف نحو هزيمة تمرد «طالبان» العنيد. وقال براون الذي يواجه تضاؤل التأييد الشعبي في الداخل لبقاء القوات البريطانية في أفغانستان إن الحملة لحماية الشوارع البريطانية من الإرهاب يجب أن تبدأ من باكستان، قائلا إن ثلاثة أرباع المؤامرات ضد الشعب البريطاني تدبر هناك. وكان براون عرض السبت الماضي استضافة مؤتمر في مطلع العام المقبل لوضع إطار زمني لنقل المسؤوليات الأمنية إلى القوات الأفغانية بدءا من 2010، وكرر تصريحه بأن بريطانيا تريد تدريب خمسة آلاف جندي أفغاني إضافي في إقليم هلمند بحلول نهاية العام المقبل.