تردد الصين في فرض عقوبات على إيران «نقطة ضعف» في التحالف الدولي

تريد منح طهران مهلة أطول وترى أن كوريا الشمالية أخطر

TT

أعلنت إيران أول من أمس خططا لبناء عشر محطات جديدة لتخصيب اليورانيوم في توسيع كبير لبرنامجها النووي بعد يومين من توجيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية توبيخا لها لقيامها بتلك الأنشطة سرا. وأيدت الصين وروسيا ما وجهته الوكالة من توبيخ لإيران لبنائها محطة لتخصيب اليورانيوم سرا، لكن كلا البلدين منعا فرض عقوبات أكثر صرامة على إيران. وقال هي يافي، نائب وزير الخارجية الصيني، لـ«رويترز» الأسبوع الماضي، إن موقف الصين بشأن فرض المزيد من العقوبات ما زال على ما هو عليه.

وفيما يلي بعض الأسئلة والأجوبة بشأن السبب الذي يجعل الصين مترددة بشدة إزاء الضغوط الدولية على إيران.

* لماذا لا ترغب الصين في تأييد فرض العقوبات؟

ـ تقول الصين إنها ملتزمة بمبدأ «عدم التدخل» في شؤون الدول الأخرى، ومن أسباب ذلك أنها لا تريد أن تنتقد الولايات المتحدة أو أوروبا سلوكها أو سياساتها. كما أنها متوجسة من تأييد الجهود التي تقودها عدة أطراف للضغط على دول بعينها لأسباب مشابهة، باستثناء حالات منها كوريا الشمالية التي تمثل اهتماما أمنيا ملحا في منطقة قريبة منها، وترى أن ملفها أخطر.

* ماذا سيعني هذا بالنسبة لجهود الأمم المتحدة للضغط على طهران؟

ـ الصين عضو دائم في مجلس الأمن، لذلك فإنها تتمتع بحق النقض (الفيتو) لأي قرار محتمل بلوم إيران أو تشديد العقوبات عليها. وفي حين أن بكين كثيرا ما تمتنع عن التصويت على قرارات لا توافق عليها، فإنها مستعدة أيضا لاستخدام حق النقض. وإذا هددت بكين بمنع إصدار أي قرار ربما تضطر دول غربية تريد زيادة الضغط على طهران من خلال العقوبات أو طرق أخرى للتصرف من دون أن تدعهما سلطة الأمم المتحدة، وإلا فعليها الانتظار لحدث تعتبره بكين أكثر استفزازا.

* ما هي الروابط التجارية التي تربط البلدين؟

ـ هناك روابط في مجال الطاقة تربط بين الصين ثاني أكبر مستهلك للنفط الخام في العالم، وإيران التي لديها ثاني أكبر احتياطيات للنفط في العالم لكنها تحتاج بشدة للاستثمارات لتطويرها. ولجأت طهران إلى شركات آسيوية للاستثمار في مجال الطاقة نظرا لإذعان الشركات الغربية للضغوط السياسية. ومثل النفط الإيراني نحو 12 في المائة من واردات الصين من النفط الخام في العام الماضي. وقالت وسائل إعلام إيرانية الأسبوع الماضي إن شركة «سينوبك» الصينية وقعت صفقة مبدئية لتمويل مشاريع بنحو 6.5 مليار دولار لتكرير النفط في إيران. كما تبيع شركات صينية حكومية البنزين إلى إيران التي تفتقر إلى القدرة على التكرير لتلبية الطلب المحلي على الوقود رغم احتياطياتها الهائلة من الخام. وتمكنت تلك الشركات من سد فراغ خلفته شركات أخرى أوقفت إمداداتها تحسبا لفرض عقوبات جديدة. كما يشعر كلا البلدين بالاستياء من الانتقادات الغربية لأوضاع حقوق الإنسان لديهما والتي يصفانها بأنها غير مبررة ولها دوافع سياسية.

* لماذا أبدت الصين استعدادها للموافقة على فرض عقوبات على كوريا الشمالية؟

ـ تقع كوريا الشمالية على الحدود الصينية، وأصبحت على وشك الانهيار الاقتصادي منذ أكثر من عشر سنوات، وإذا حدث تفكك للنظام هناك فقد تنتقل الاضطرابات إلى الصين.

وعلى النقيض من ذلك فإن إيران شريك تجاري مهم يقع على بعد عدة آلاف من الكيلومترات، وله اقتصاد قائم رغم معاناته من بعض الصعوبات. بالإضافة إلى ذلك أجرت بيونغيانغ تجربتين نوويتين، وربما تكون قد استخرجت ما يكفي من البلوتونيوم لصنع ما بين ست وثماني قنابل. وتقول طهران إن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية وحسب. حتى وإن لم يكن هذا صحيحا فإن علماء إيران ما زال عليهم اتخاذ عدة خطوات قبل أن تكون لديهم القدرة على صنع سلاح نووي.

* هل ستتمسك الصين بموقفها الحالي؟

ـ سينتظر زعماء الصين في الأغلب لمعرفة رد فعل إيران تجاه الضغوط الحالية، وما إذا كانت ستظهر أدلة جديدة تشير إلى وجود خطط لصنع أسلحة نووية، ولمعرفة هل ستساند روسيا الدول الغربية في مجلس الأمن أم لا. وربما تبدي الصين في النهاية استعدادا للتدخل لمنع إيران من صنع سلاح نووي بسبب المخاوف من حدوث سباق للتسلح في الشرق الأوسط أو انتشار الأسلحة النووية في العالم.