مسؤول فرنسي: القمة المتوسطية الثانية ستعقد في برشلونة في يونيو

قال إن تعيين الأمين العام والأمناء المساعدين سيتم خلال أسابيع

TT

كشف سيرج تيل، السفير الفرنسي المسؤول عن شؤون الاتحاد المتوسطي عن أن القمة المتوسطية الثانية ستعقد في السادس والسابع من يونيو (حزيران) القادم في مدينة برشلونة الإسبانية.

يأتي إعلان «تيل» بمثابة مفاجأة، إذ إن الاتحاد المذكور معطل منذ الحرب الإسرائيلية على غزة وقد عجز حتى الآن عن توفير اتفاق لتعيين أمين عام وستة أمناء مساعدين. كذلك فشلت فرنسا في تأمين انعقاد اجتماع وزراء خارجية الاتحاد السنوي لعام 2009 وسعت فرنسا لعقده في مدينة اسطنبول في الثالث والعشرين من الشهر الماضي. غير أن الممانعة المصرية ورفض وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط الجلوس إلى الطاولة نفسها التي يجلس عليها وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان حالت دون عقد الاجتماع.

ولم يعقد الاتحاد المتوسطي سوى قمة واحدة هي قمة إطلاقه في باريس في الثالث عشر من يوليو (تموز) الماضي. كذلك اجتماع وزراء الخارجية في مدينة مرسيليا في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام نفسه. وتنص معاهدة إطلاقه على اجتماع لوزراء الخارجية مرة في العام واجتماع قمة مرة كل عامين.

وأفاد تيل، على هامش اجتماع متوسطي حصل في باريس أمس بدعوة من «معهد الاستشراف المتوسطي» IPMED عقد في مقر «شركة السويس» أن الأمين العام للاتحاد والأمناء الستة المساعدين سيتم تعيينهم «في الأسابيع» القادمة من دون أن يعين تاريخا محددا لذلك. وبحسب الاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال الاجتماع الوزاري في مدينة مرسيليا الفرنسية خريف العام الماضي، يفترض أن يتم تعيين ستة أمناء عامين مساعدين ينتمون إلى فلسطين وإسرائيل واليونان وتركيا وإيطاليا، فيما يفترض أن يكون السكرتير العام من إحدى دول الجنوب. وحتى الآن، ليس هناك سوى مرشح واحد أردني الجنسية. غير أن باريس تفضل أن يكون مغاربيا وتحديدا تونسيا. لكن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي يرفض تقديم أي مرشح بسبب استبعاد تونس عن أن تكون مقر الأمانة العامة التي فضلت عليها برشلونة. غير أن الاتحاد يعاني من صعوبة مؤسساتية إضافية تتمثل في كيفية تداول الرئاسة من الجانب الأوروبي بعد أن أصبح للاتحاد رئيسان: واحد دائم وآخر دوار، وذلك بعد أن دخلت معاهدة ليشبونة حيز التنفيذ في أول الشهر الحالي. وسألت «الشرق الأوسط» سيرج تيل عن كيفية تداول الرئاسة، إلا أن الأخير لم يستطع أن يقدم جوابا واضحا باعتبار أن هناك جدلا بين مدرسة تقول إن الرئاسة المتوسطية يجب أن تكون منفصلة عن الرئاسة الثابتة، وأخرى تؤكد أن الرئيس الأوروبي الدائم، أي البلجيكي هيرمان فون رومبي، هو حكما رئيس الاتحاد المتوسطي من الجانب الأوروبي. كذلك هناك إشكالية بالنسبة للرئاسة من الجانب المتوسطي علما أن الرئيسين الفرنسي نيكولا ساركوزي والمصري حسني مبارك يرأسان الاتحاد لمدة عامين. وينتظر أن يطرح موضوع الرئاسة من الجانب الأوروبي بين الأوروبيين أنفسهم قبل أن يتداول في قمة برشلونة. ويفترض بالدول المتوسطية التي تنقسم إلى دول عربية ودول أوروبية غير منتمية للاتحاد الأوروبي أن تنسق في ما بينها لتعيين خليفة للرئيس المصري مبارك.

وكان الملف المتوسطي موضع تباحث يوم الأحد الماضي خلال غداء العمل الذي دعا إليه وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير وحضره وزيرا خارجية مصر أحمد أبو الغيط وإسبانيا ميغيل أنخيل موراتينوس. وستترأس إسبانيا الاتحاد الأوروبي ابتداء من الأول من يناير (كانون الثاني) من العام القادم. وقال السفير سيرج تيل إن القمة ستكون بالتنسيق بين فرنسا وإسبانيا وبالطبع مصر من الجانب المتوسطي.